بعد إسدال الستار على مشاركة منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 وبعد مسيرة انطلقت في 8 أكتوبر 2007 وانتهت في 10 يونيو 2009 نبدأ اليوم في تقييم نتائج الأبيض في التصفيات بناء على الأرقام والإحصائيات المسجلة والتي أثبتت ضعف مستوى منتخبنا على كافة المستويات ليكون بذلك الحلقة الأضعف ليس فقط في مجموعته الثانية وإنما في القارة الآسيوية من بين عشرة منتخبات تنافست على بطاقات التأهل للمونديال خلال المرحلة الأخيرة حيث سجل أضعف النتائج وترك أسوأ الانطباعات عن الكرة الإماراتية.
جاءت النتائج الضعيفة لمنتخبنا في جميع الأرقام المسجلة سواء كأضعف خطي هجوم ودفاع أو الاكثر خسارة والأقل فوزا والوحيد الذي لم يتذوق طعم الفوز طوال مشوار المرحلة الحاسمة للتصفيات. وعلى مستوى النقاط يعد الأبيض المنتخب الوحيد بين المنتخبات العشرة الذي أنهى مشواره بنقطة يتيمة حيث يصل فارق النقاط بينه وبين أقرب منافسيه في مجموعته إلى تسع نقاط وهو المنتخب الإيراني الذي يملك في رصيده 10 نقاط، علما بأن منتخب إيران سيلعب مباراة أخرى وبإمكانه توسيع الفارق أكثر مع الإمارات. أما على مستوى الترتيب العام لمنتخبات المجموعتين فيأتي المنتخب الأوزبكي قبل الأبيض برصيد 4 نقاط وتنتظره بدوره مباراة أخرى، وهو ما يظهر بالتالي المستوى الحقيقي للفريق، مقارنة بالمنتخبات الآسيوية القوية حيث عجز منتخبنا عن مجاراة نسق المنافسة وتذيل الترتيب وفشل في اختبار حصد النقاط. ويعتبر الأبيض المنتخب الوحيد في تصفيات آسيا الذي لم يعرف طعم الفوز في كامل مشواره بالمرحلة الحاسمة حيث حصد المنتخب الكوري الجنوبي متصدر المجموعة الثانية 4 انتصارات وكوريا الشمالية الوصيفة 3 انتصارات بنفس الرصيد مع المنتخب السعودي بينما حصد المنتخب الإيراني فوزين. وعلى مستوى الخسارة لم يتذوق المنتخب الكوري الجنوبي الخسارة حتى الجولة قبل الأخيرة من مشواره بالتصفيات بينما خسرت إيران مباراة واحدة وخسر منتخبا كوريا الشمالية والسعودية مرتين، ليأتي منتخبنا في صدارة المنتخبات التي تكبدت الهزيمة بـ7 هزائم وهو الرقم الأعلى في مشوار كافة المنتخبات العشرة في الخسائر بالتصفيات. ويذكر أن المجموعة الأولى سجلت 5 خسائر للمنتخب الأوزبكي و4 خسائر لكل من قطر والبحرين بينما لم يعرف منتخبا اليابان واستراليا الخسارة إلى اليوم. وبهذا العدد الكبير من الهزائم لا يمكن للأبيض أن ينافس منتخبات قوية في جمع النقاط والمنافسة على البطاقة المونديالية لأن التصفيات لا تعترف في الأساس سوى بجمع أكبر عدد ممكن من النقاط ليس على أرض الفريق فقط وإنما أيضا في التنقلات الخارجية مثلما فعلت منتخبات كوريا الجنوبية وأستراليا واليابان بشكل واضح. وعلى مستوى التعادلات يأتي منتخبنا أيضا في المركز الأخير بتعادل يتيم أمام إيران على ملعبه، بينما تعادلت كوريا الجنوبية 3 مرات وكوريا الشمالية والسعودية مرتين وحصد المنتخب الإيراني أكبر عدد من التعادلات إلى الآن في 4 مباريات.
الهجوم والدفاع
وتتواصل النتائج السلبية على مستوى خطي الهجوم والدفاع في مسيرة الأبيض بالتصفيات حيث سجل خط هجومنا في المرحلة الأخيرة للتصفيات 6 أهداف فقط ليأتي بذلك في المركز الأخير بترتيب خطوط الهجوم بعد أن تصدر المنتخب الكوري الجنوبي المجموعة بـ11 هدفا يليه المنتخب السعودي بـ 8 أهداف وكوريا الشمالية وإيران بـ7 لكل منهما. ومقارنة بالمجموعة الأولى يعتبر خط هجوم الأبيض أفضل من أوزبكستان وقطر والبحرين التي تمتلك 5 أهداف لكل منها، علما بأن البحرين وأوزبكستان ستلعبان جولة أخرى في 20 الجاري. ويذكر أن منتخبنا واجه صعوبات كبيرة في خط الهجوم بسبب غياب المهاجم الصريح حيث افتقد الخط الأمامي لرأس الحربة الصريح والهداف القناص خاصة أن مسابقاتنا المحلية لم تفرز أي اختيارات أمام الجهاز الفني للاستفادة منها وتقوية خط الهجوم، وساهم غياب فيصل خليل فترة طويلة عن الملاعب في خوض مبارياتنا بمهاجم غير صريح وهو إسماعيل مطر. وبالنسبة لخط الدفاع، تلقت شباك الأبيض العدد الأكبر من الأهداف في مشوار التصفيات بلغ 17 هدفا كأضعف خط دفاع في التصفيات الآسيوية بأكملها. يذكر أن المنتخب الكوري الجنوبي تلقى 3 أهداف فقط ومنتخب كوريا الشمالية 5 أهداف والمنتخب الإيراني 6 أهداف ومنتخب السعودية 8 أهداف. كما يذكر أن المنتخب القطري الذي أنهى بدوره مشواره في التصفيات تلقت شباكه 15 هدفا كأضعف خط دفاع في مجموعته. وأكد دفاع منتخبنا الوطني تأثيره الكبير على سوء النتائج التي تحققت حيث عانى الأبيض كثيرا من غياب لاعبي الخبرة في الدفاع وكثرة الأخطاء والامكانيات المتواضعة للاعبينا في هذه المراكز حيث سجلنا أخطاء فادحة كلفتنا تلقي أهداف كثيرة انعكست على النتائج وتسببت في الحصيلة المخجلة في التصفيات.
6 لاعبين سجلوا في المرحلة الأخيرة
سجل 6 لاعبين من منتخبنا الوطني أهدافنا الستة في المرحلة الأخيرة من التصفيات، بمعدل هدف لكل لاعب، وهم بشير سعيد أمام كوريا الشمالية بأبوظبي، وسبيت خاطر أمام السعودية بأبوظبي، وإسماعيل الحمادي أمام كوريا الجنوبية في سيول، وعبد الرحيم جمعة أمام إيران بدبي، وإسماعيل مطر والشحي أمام السعودية في الرياض.
ويظهر بذلك غياب اللاعب الهداف في صفوف الأبيض القادر على تسجيل العديد من الأهداف في مختلف المباريات ومساعدة منتخبه على تحقيق النتائج الإيجابية حيث كانت الحلول الهجومية قليلة وضعيفة ولم تساعد على تفعيل الدور الهجومي وإحراز الأهداف بالشكل المطلوب. يذكر أيضا أن منتخبنا لم يفلح في الحفاظ على تشكيلة ثابتة لجولات متتالية بسبب كثرة الإصابات والغيابات، الأمر الذي لم يساعد الأبيض على الاستفادة من لاعبيه بالشكل المطلوب وخلق توليفة ناجحة بل عانى من نقص الصفوف وتأثر بشكل ملحوظ، مما اضطر الجهاز الفني للاعتماد على عناصر شابة لا تملك الخبرة الدولية للمواجهات القوية.
«الأبيض» أول المودعين
يعتبر الأبيض أول منتخب في تصفيات آسيا يفقد حلم الوصول إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 وذلك بعد خسارته أمام السعودية في الرياض قبل ثلاث جولات كاملة من عمر التصفيات، حيث فقد الأبيض حينها كل أمل في المنافسة حتى على المركز الثالث لخوض جولة الملحق الآسيوي، وبعد هذه المباراة أكمل منتخبنا مشواره شكليا أمام كوريا الجنوبية وإيران.
يذكر أن المنتخبات الأربعة في المجموعة الثانية تحتفظ بأملها في التأهل، حيث فاز المنتخب الكوري الجنوبي بالبطاقة الأولى لجنوب أفريقيا ولا يزال الصراع محتدما إلى الجولة الأخيرة بالنسبة لمنتخبات كوريا الشمالية والسعودية اللذين يتساويان في عدد النقاط بـ 11 نقطة وإيران الذي يملك 10 نقاط وبالتالي فإن الاحتملات مفتوحة على مصراعيها أمام المنتخبات الثلاثة بناء على النتائج التي ستفرزها الجولة الأخيرة. وكان منتخبنا الوطني في المجموعة الثانية جسر عبور لكافة المنافسين حيث فازوا عليه ذهابا وعودة وانتزعوا النقاط الستة منه باستثناء المنتخب الإيراني الذي اكتفى بأربع نقاط فقط بسبب تعادله مع الأبيض في دبي. أما في المجموعة الثانية فحافظت كل المنتخبات على أملها في التأهل إلى آخر جولة وحتى المنتخب القطري الذي ودع التصفيات نافس على المركز الثالث لخوض الملحق إلى آخر مباراة له أمام اليابان في مشواره بينما لا زال الوضع مفتوحا بين البحرين وأوزبكستان لتحديد صاحب المركز الثالث بناء على النتيجة التي ستشهدها المباراة الأخيرة
عدد اليوم
