الخِذْراف تتلوّن حسب الطقس

ينتعش في هذه الآونة من السنة نمو شجيرة ''الخِذْراف'' التي تزهر ما بين شهري مايو ويونيو، وتظهر الثمار في بداية الخريف· وهي تشبه ثمار الأشجار الحمضية كالرمث· ويلاحظ مرتادو الحدائق والمتنزهات العامة أنه بعد ظهور الأزهار بفترة بسيطة تذهب الخضرة من أوراق الشجيرة، ويتحول لونها مع حرارة الشمس وتغير الطقس، فيصير اللون مائلاً إلى البياض ثم إلى البني الفاتح فالأغمق إلى أن تيبس· وعن خصائص ''الخذراف'' يقول أخصائي النبات محمدين متولي: ''تعدّ البوادي وأطراف الشواطئ بيئة (الخذراف) الأساسية، وهي من الأشجار الصيفية المعمرة من العائلة الرمرامية· تتفرع من ساقها الفروع ذات الأوراق العصارية، وترتفع بمقدار 75 - 100 سم عن سطح الأرض· في بداية نموها يكون ساقها بلون بنفسجي وتنبثق الأزهار الصغيرة من الأوراق بلون أخضر، وحين يتغير الطقس يتغير لونها إلى البني· كما تخرج من الأوراق حين عصرها رائحة تشبه رائحة السمك خاصة عندما تكون الشجرة مزهرة في الصيف''· وعن ''الخذراف'' كمرعى مهم للإبل، يضيف قائلاً: ''تقتلع (الخذراف) بكثرة في الصيف من قبل الرعاة أو مالكي الإبل والأغنام، حيث تأكلها المواشي بعد القلع، فهي ذات قيمة رعوية عالية، وكذلك تأكل الطيور مثل الدخل والعقبان والزرازير براعم وثمار (الخذراف)''· وجاء ذكر ''الخذراف'' في عدة كتب، أهمها كتاب ''المخصص'' لابن سيده، إذ يذكر عن أبي حنيفة، قوله: ''واحدة (الخذراف) خذرافة، وله وريقة صغيرة ترتفع قدر الذراع أخضر، فإذا جف شاكه البياض وهو يشبه القلاّم· كما أنه نبت ربيعي إذا أحسّ الصيف يبس''· وقد ورد في كتاب ''اللسان'' لابن منظور: ''الخذراف ضرب من الحمض، وهو نبت ربيعي له وريقة صغيرة ترتفع قدر الذراع، فإذا جف شاكه البياض''· وقد ورد ذكر هذه الشجيرة في أبيات بعض الشعراء، إذ قال أحدهم يصف ماشية: قوائم أَشباه بأرض مريضة: يلذن بخذراف المتان وبالغرب كما قال الشاعر ابن الأعرابي: فتذكرت نجداً وبرد مياهها ومنابت الحمصيص والخذراف