الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليا صرت بالصمّان والقيظ حاديك

4 مايو 2008 02:07
دخلت على جدي أسأله عن قصة بيت شعر ذهب مثلاً لدى أهل البادية ''ليا صرت بالصمان والقيظ حاديك'' فدعاني إلى جواره لأسمع رمسته، وقال: ''أحب أحد الشباب فتاة ذات خلق وجمال، فطلب من أبيه أن يزوجه إياها، وذهبا مع جاهة من كبار قبيلته لطلب يد الفتاة من ذويها في قبيلة أخرى· فقال والدها: ''ابشروا ولا يهمكم بس عندي شرط للموافقة، ودّي الذلول (النوق والإبل) حقك، مهر البنت ولا أقبل بشيٍ غيره''!· حاولوا أن يثنوه عن عزمه وعرضوا عليه مهراً مغايراً، لكنه أصرّ على طلبه، خاصة أن ذلول والد الشاب شهيرة جداً بين القبائل بجمالها وقوتها ولبنها· ومع إصرار الطرفين، لم يتم النصيب، وخرج الشاب مع والده والجاهة وهو حزين كئيب عاتب على والده لأنه -كما يرى- بخل في إعطاء أهل محبوبته المهر الذي طلبوه''· ابتسم لي جدي وأضاف: ''في طريق العودة أراد الوالد أن يختبر ابنه إن كان يحبها حقاً من كل أعماقه! وأقسم بينه ونفسه أنه إذا وجد ابنه متعلقاً بالفتاة فلن يحرمهما من اللقاء وسيعطي والدها الذلول· حين وصلوا منطقة في البادية تسمى ''الصمّان'' غيّر الوالد الطريق، فسأله ابنه عن سبب اختياره درباً لا ماء ولا ديار فيها؟ فأجابه والده بأنه الدرب الأقصر والأسرع للوصول إلى ديرتهم ومضاربهم· فمشوا إلى أن تاهوا وقضى زادهم فترك الأب الذلول تمشي وتجتاز بذكائها وصبرها القفار إلى أن وصلت بهم إلى موضع للماء، فقال الوالد يسأل ابنه: ليا صرت بالصمان والقيظ حاديك أيهما: لطيف الروح، ولا المطية؟ ففهم الشاب قصد والده وردّ عليه: ليا صرت بين ربعك وأهاليك حب لطيف الروح تسوى المطية''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©