بين المطرقة والسندان

المشكلة أنا متزوج منذ ثلاث سنوات، وقبل زواجي اشترطت على زوجتي وأهلها أننا سنعيش مع أهلي، لأن والدتي واخوتي أمانة في عنقي ولا يمكن التفريط فيهم· وبعد مرور عام من الزواج بدأت المشاكل الأسرية، وأخطأنا في حق بعضنا، واستغل أهل الزوجة الفرصة حتى يتحرروا من الشرط ويطالبوا بمنزل مستقل، ووصل الأمر إلى التهديد بطلب الطلاق· وبعد أن توسط بيننا الخيّرون أعدت زوجتي إليّ، الا أنها غيرت سياستها وأصبحت تتعمد أن تفعل ما يغضب أمي منها، وأمي من جانبها لا تحتمل، وامتلأت النفوس بالكراهية، وأصبحت زوجتي تتربص من أي خطأ لوالدتي ولو كلمة لكي تأتي بأبيها وجيراننا وتفهمهم أن أمي قاسية عليها وتكرهها· استنفدت كل السبل، وحاولت معهما أن يتغاضى كل طرف عن الطرف الآخر حتى تسير الأمور، من أجل البنت الصغيرة التي رزقنا الله إياها، ومن أجل شقيقتي التي تتأهب لامتحانات الثانوية العامة، لكن النفوس ممتلئة، وكل طرف أصبح لا يطيق كلمة من الآخر، وأنا الآن أمامي خياران، إما إصلاح الطرفين، وهذا صعب للغاية، وإما الطلاق أو الانفصال· وعجزت بالفعل عن اختيار أحد الحلين، فبماذا تنصحوني؟ ش·ع· ف/ العين الحل أقدر ما تعانيه وأنت بين ''السندان والمطرقة''، لكن نبدأ بالاتفاق الذي سبق الزواج مع زوجتك وأهلها، وأظن أن المنطق يقول ألا تتخلى عن مسؤولياتك تجاه والدتك وأسرتك، وأتصور أن أهل الزوجة وافقوا مع التصور بأن بعد الزواج كل شيء سيتغير، وغالبا ما يتصورون أنك في النهاية ستستسلم للأمر الواقع، وكان يفترض أن تدرب زوجتك نفسها على تقبل شريك في مملكتها، ولما وقعت الفأس في الرأس بدأت المشاكل وهو شيء متوقع بالطبع· وأخطأت والدتك حين تصورت أن من حقها أن تنتقد تصرفاتها، وما دام الخطأ مشتركا فيجب أن يكون الحل مشتركا أيضا على ألا يكون على حساب هدم الأسرة، ولا داعي لحل مشكلة بخلق مشكلة أكبر، ولا سبيل سوى الحل الأصعب في التوفيق بين الأطراف وفق ''بروتوكول'' مجدد للتعايش· وحاول أن تضع بنفسك قانونا لبيتك، ومن له حق في كذا أو كذا، وحدود التدخل، وحدود الانتقاد، بوضوح ، وكن حازما، وليعلم الجميع أن هذا الحزم في سبيل مصلحة الجميع· وهذا الحزم سيكفل الحد الأدنى من الاحتكاك· ولا أريد أن أقول لك عدها أن تجد لأمك وأخوتك سكنا مناسبا عندما يسمح الوضع بذلك، لكن ضع هذه الفكرة بين أفكارك، وحاول أن تجد لها خطة تنفيذية·