يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يقتنع حتى الآن بالتجربة التي أجراها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تصفياته القارية لبطولة كأس الشباب تحت 19 سنة، والتي أعرب فيها مسؤولو التحكيم في القارة الأكثر تطوراً على مستوى العالم كله عن نجاح هذه التجربة المتعلقة بإضافة حكمين مساعدين آخرين، على الطاقم التحكيمي يتوليان ضبط الأخطاء داخل منطقة جزاء الفريقين، ويتواجدان باستمرار وطيلة الشوطين على جانبي المرميين.
وكان قرار «الفيفا» إعادة التجربة إلى نفس الاتحاد القاري الذي سبق له اقتراحها على اللجنة التشريعية الدولية (البورد) شريطة الموافقة على تطبيقها في مباريات بطولة الدوري الأوروبي الموسم القادم أو ما كان يطلق عليها كأس الاتحاد الأوروبي سابقاً، وهي المسابقة الثانية لأندية القارة من حيث المستوى بعد بطولة أبطال الأندية الأوروبية. وجاء هذا الإعلان على لسان رئيس «الفيفا» جوزيف بلاتر في المؤتمر الصحفي تلى اجتماعات اللجنة التنفيذية التي انعقدت الأسبوع الماضي قبل يومين من اجتماعات الجمعية العمومية في جزر الباهامس. وفي رأيي.. إن التجربة هذه المرة ستكون مختلفة تماماً عن سابقتها التي جرت في نطاق التصفيات الأوروبية للكأس الشبابية التي أقيمت لقاءاتها في أجواء شبه مثالية ومنافسات شبابية هادئة، بينما ستتكرر وتعاد التجربة هذه المرة على مدى الموسم الكروي القادم كله في أجواء وظروف مختلفة لمباراة عن أخرى ومنافسات جادة وحساسة وتواجد جماهيري كبير في معظم لقاءاتها. الاتصال بين هذين الحكمين المساعدين الإضافيين مع الحكم الرئيسي صاحب الصافرة الحاسمة والقرار النهائي سيكون عبر جهاز التواصل اللاسلكي، وهو «في رأيي»، أسلوب ومنهج إيجابي، نظراً لأن مثل هذا التواصل سيلغي نهائياً مسألة التناقض في التقييم والتقدير للمخالفات بين الجانبين، وسيجعل التداخل الحاصل بالسمع والصوت والكلمة، من قبل أحد هذين الحكمين المساعدين الإضافيين سواء بالإعلان عن المخالفات داخل وخارج منطقة الجزاء أو في مسألة التدقيق في صحة الأهداف مجرد رأي لفظي، سري وغير معلن للاعبين والجماهير، وهذا ما يبقى الحكم الرئيسي هو صاحب الحق والمسؤولية في اتخاذ القرار التحكيمي خطأ كان أم صواباً. أن التجربة في حال نجاحها على المستوى الأوروبي فإن «الفيفا» ولجنة البورد سيسعيان لتكرار تجربتها في مسابقات أخرى.
فاروق بوظو
عدد اليوم
