ترجمة: حسونة الطيب وعلي الحوسني
تخطط روسيا لفتح أول بنك إسلامي خلال العام الجاري؛ بهدف جذب الصناديق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، في وقت أوشكت فيه البلاد على الدخول في الركود بسبب العقوبات المفروضة عليها.
وربما يقوم مجلس دوما، بمراجعة القانون، للسماح بدخول البنوك الإسلامية للسوق الروسية في غضون الشهرين المقبلين.
ويقول أناتولي أكساكوف، النائب في المجلس ورئيس رابطة البنوك الإقليمية في روسيا: «تهدف تعديلات القانون لجذب الأموال من الدول الإسلامية».
وتخطط البلاد لجذب عشرات المليارات من الدولارات، بما فيها الصناديق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، لتمويل المشاريع المدعومة من قبل الحكومة مثل، خطوط السكك الحديدية والصناعة المحلية. وساهمت عوامل متمثلة في تراجع أسعار النفط والعقوبات المفروضة من قبل أميركا وحلفائها في أعقاب الأزمة الأوكرانية، في جر روسيا أكبر بلد لتصدير الطاقة في العالم، لحافة الركود.
وروسيا ليست هي البلد الوحيد، ذو الأقلية المسلمة، الذي يتجه نحو تبني التمويل الإسلامي، حيث قامت المملكة المتحدة ولكسمبورج وجنوب أفريقيا ببيع أول صكوك إسلامية لها خلال السنة الماضية، والدخول في سوق عالمية من المتوقع أن تبلغ نحو 2,6 تريليون دولار بحلول 2017.
ويُذكر أن نحو 15% من سكان روسيا، البالغ عددهم نحو 142 مليوناً، من المسلمين. ويقول أبوستلوس بانتس، محلل الائتمان في كوميرز بنك في دبي: «هذه هي الخطوة الأولى فقط، ومن المرجح أن تستغرق بعض الوقت. ورغم إرساء روسيا لعلاقات متينة مع المنطقة على الصعيد السياسي، يتطلب الجانب الاستثماري إجراءات في دول الخليج لتشجيع الاستثمارات». ونجم عن العقوبات المفروضة على روسيا، حرمان الشركات من دخول أسواق الدين العالمية، وتراجع إقبال المستثمرين على الروبل والأسهم والسندات الروسية.
وفي غضون ذلك، من المتوقع تراجع نمو اقتصاد البلاد بنسبة قدرها 4% خلال العام الجاري، خاصة وأن وتيرة نموه تراجعت إلى 0,6% خلال السنة الماضية من واقع 1,3% في 2013، في وقت انخفضت فيه قيمة الروبل بنسبة 46% وأسعار النفط 50%. ويشكل النفط والغاز معاً، ما يقارب نصف عائدات البلاد.
ويضيف أناتولي أكساكوف: «في ظل انخفاض قيمة الروبل، في مقدورنا توفير السلع التي كانت تستوردها السوق المحلية، التي ارتفعت تكلفتها بنسبة كبيرة، ونتطلع لمساهمة التمويل الإسلامي في تنفيذ المشاريع الجديدة».
نقلاً عن: بلومبيرج
عدد اليوم
