الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنَجِّد يداوي بالعصا أمراض الفراش

المنَجِّد يداوي بالعصا أمراض الفراش
4 مايو 2008 02:18
التنجيد اليدوي مهنة من الحرف اليدوية التي تجمع بين حرفية الصنعة، وتجليات المبدع في اضافة شيء من روحه على النتاج الذي يقوم به، لذلك نرى ان الحرفة في القرى والمدن ترتبط بأشخاص احترفوا وتميزوا واكتسبوا شهرتهم من اتقانهم الصنعة وتميز اعمالهم بتفصيلات لا يبدعها غيرهم· والتنجيد من الحرف التي تستوعب الاجتهاد الشخصي، وتطلق العنان للابداعات الفردية، وتظهر التميز والاضافة، لارتباطها بمقتنيات البيت وتجهيزه، والوضع الاقتصادي لصاحب النتاج وما يرافقه من بذخ أو اقتصاد في خامات المشغول· اسرار المهنة الحاج ابو احمد الذي يحفظ اسرار هذه المهنة، حاول تعليمها لأولاده الاّ انه وجد صعوبة بسبب صناعة ''المودرن'' في جميع المجالات، بعد ان كانت هذه المهن لها الباع الطويل في الخبرة والاتقان، يقول: نبدأ من القوس لانه الاداة الاساسية في التنجيد، بالاضافة الى ملحقات يمكن اعتبارها اكسسوارات لا يمكن الاستغناء عنها، مثل المدقة والكشتبان والابر على مختلف مقاساتها، والمطرق اي العصا· يتكوّن قوس المنجد من العود، وهو قصبة غليظة من الخيزران او خشب البامبو المصمت، حيث يكون رفيعاً في مقدمته وسميكاً في المؤخرة، ويبلغ طول العود 160 - 180 سم، ويتم تليين العود على نار موقد خاص لإحداث انحناء خفيف فيه، ويوجد في مقدمة العود ثقب مسنن يتحرك فيه اصبع ''مقلوز'' من الخشب الاحمر الصلد يسمى زر الدوزان او اصبع الدوزان لشد الوتر بالقدر المطلوب، فيما يثبت في نهاية العود لوح الدف، والاخير عبارة عن لوح رقيق مربع او مستطيل من الخشب الاحمر الرنان، ويشبه خشب وجه آلة العود ويوجد في مركز الدف ثقب دائري غالباً ما يكون مسنناً، والدف يزخرف بزخرفة تشبه زخرفة آلة العود الموسيقية، وقد يزين بأحجار ورسوم شعبية بطريقة الحفر والحرق· أما ازرار الدوزان فهي بكرات حرة الحركة يشد عليها الوتر، واحدة منها تثبت على الضلع الخارجي للدف، والثانية عند زاوية القاعدة السفلى للضلع السفلي، وتثبت الوتر بحيث يمر على مجرى البكرات ليشد في مقدمة العود بأصبع الدوزان، وقد تستبدل البكرات بحزام جلدي املس يثبت على الدف ويربط بالوتر· والوتر حبل يصنع من امعاء الخراف، ويبلغ طوله 4 م، يشد منه على القوس حوالي 180 سم، والباقي يلف على خشب العود للتثبيت عند مقدمة ونهاية الوتر· وكانت الاوتار تستورد من الخارج، وكان بعض المنجدين يصنعون الاوتار محلياً عند الحاجة، حيث يثبت الوتر في نهاية العود عن طريق ثقب خاص· ويلف جزء من الوتر على اصبع الدوزان، ويلف ما يتبقى منه على مقدمة العود، ويربط بعقدة تعرف بعقدة الوتر، ويلف على الجزء الذي يضرب بالمدقة خيوط المستت وتملس بشمع النحل، حتى تتلاصق وتشكل الخيوط حماية للوتر من القطع تحت ضربات المدقة، وعندما يشد الوتر على العود يأخذ القوس هيئته النهائية، وتكون المسافة الفاصلة بين مركز انحناءة العود وخيط الوتر حوالي 30 سم· ضحية ''المودرن'' المنجد حجازي حجازي يعمل في هذه المهنة منذ اكثر من 20 عاماً، وتعلم الحرفة من عمه الذي احب التنجيد منذ نعومة أظافره، ينجز في اليوم فرشة ولحافاً أو ثلاثة لحف ويتقاضي 15 ألف ليرة لبنانية، بينما كان اهل المهنة قديماً يبنون العمارات وبعضم بنى القصور من ورائها، اما حالياً فالمهنة الى زوال· يقول: لم تعد اي مهنة وحرفة تعمل مثل ايام زمان، فالتكنولوجيا قضت على كل قديم، والآلات الحديثة حلت مكان الاعمال اليدوية· بالنسبة الى التنجيد ودخول ''ماكينات'' الندف او ''الندافة'' وتصنيع معامل الاسفنج والخياطة بدلاً من القطن، كل ذلك كان له الاثر الضار بهذه المهنة ورواجها· وعن الفرق بين العمل اليدوي وما يحصل اليوم يضيف: الاختلاف كبير، فقديماً كان العمل اليدوي يأخذ وقتاً طويلاً، واتقان الشغل يدوم اكثر، الآن وبفضل بعض ''ماكينات'' الندف، فإن ''الفرشة'' التي كان يستغرق تنجيدها 3 ساعات، ينتهي العمل فيها خلال ربع ساعة اي ان معظم الشغل يعتمد على الكهرباء في الندف· وتحسر على الزمان العتيق قائلا: ''رزق الله'' على العمل اليدوي في تعبئة ''الفرشة'' واللحاف والتنجيد باليد· لا ينسى حجازي أن يحمد الله وهو يشكو قلة الاقبال على التنجيد اليدوي وندرة المنجدين حيث ترك أكثرهم المهنة لانها لم تعد تطعم خبزاً او بسبب حالات الموت والمرض· ولدى سؤاله أيهما افضل في مهنة التنجيد: القطن أم الصوف قال: طبعاً القطن لاسيما الملكي الزراعي، أما الصوف فقد خف الطلب عليه لانه ينشر رائحة غير مقبولة، بينما القطن لا رائحة له، كذلك بالنسبة الى القماش فنوعية ''المصري'' لفرش الأسِرّة أفضل من البلجيكي الذي لم يعد مرغوباً· وتحتاج ''فرشة'' السرير الى 20 كيلو من القطن، واذا كان السرير ''مزدوجاً'' فان الرقم يرتفع الى 30 كيلو جراماً· اما اللحاف فيحتاج إلى حوالي 3 كيلو والمزدوج 5 كيلو·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©