الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حفصة العلماء وندى الهاشمي: هدفنا فريق نسائي إماراتي منافس

حفصة العلماء وندى الهاشمي: هدفنا فريق نسائي إماراتي منافس
14 يونيو 2009 02:14
جاءتا من وزارة الاقتصاد إحداهما وكيلة، ورفيقتها مديرة إدارة الاستثمار، الأولى اشتهرت بتحديها القمم متسلقة للجبال وهي القادمة من الصحراء، فرفعت اسم بلادها الإمارات على أعلى ما وصلت إليه، على علو 20 ألف قدم، والثانية أتت أيضاً من خلفية رياضية إنما من ميدان الفروسية، هما حفصة العلماء وندى يوسف الهاشمي. البدايات كان الفريق قد تأسس حين طلب من حفصة إدارته، فاستدعت معها ندى اعتماداً على انسجامها معها في العمل في الوزارة، لتحققا انسجاماً إدارياً وميدانياً، مع أول فريق نسائي إماراتي لكرة القدم، بداياته تشجيع الرياضة على أنواعها لدى النساء، وآماله الوصول إلى أبعد من إنشاء فريق، إلى منتخب نسائي إماراتي يشارك في الكأس الدولي النسائي لكرة القدم.... ويفوز. التقينا بالفريق بعد الاتصال بمديرته حفصة العلماء، على أرضه في واحد من ملاعب نادي أبوظبي الرياضي الذي يرأسه سمو الشيخ هزاع بن زايد، مؤسس الفريق النسائي منذ ثلاث سنوات، فبدأ مع أربع فتيات متحمسات للكرة، ويضم حالياً 24 فتاة، وقد تولت إدارته حفصة منذ نحو 18 شهراً ترافقها ندى. على أبواب الصيف، وما يجلب معه من حرّ ورطوبة، كان السؤال عن كيفية متابعة التدريبات، ولا ضير في هذا مع توفر الصالات المقفلة، إنما الفريق، كما أشارت حفصة، يعدّ العدة لمعسكر صيفي في ألمانيا هذا العام، هروباً من الحرّ من جهة، ولتوفير الفرص أمام الفتيات للتركيز على كرة القدم في تدريبات مكثفة تستمر لمدة 5 أسابيع من جهة ثانية، وللقاء فرق نسائية ألمانية للعب معها والاستفادة من خبراتها وتطبيقا للتدريبات في الميدان الحقيقي المتوفر في المباريات التي يشتد فيها التنافس والتشجيع من جهة ثالثة، وتقول حفصة: «في الإمارات، رياضة كرة القدم عائلية، وتجدين المرأة تهتم بالفرق التي تلعب وتشجع، ولي س كما هو شائع بأنَّ مشجعي هذه الرياضة هم من الرجال وحسب». منابت شتى أما ما الذي أتى بحفصة العلماء من عالم تسلق الجبال، وهي الإماراتية الأولى، التي طرقت بجدارة هذا الباب، إلى كرة القدم؟ وهل قدومها كمديرة إلى كرة القدم سيبعدها عن متعة المغامرة في تسلق الجبال؟ وماذا عن ندى الهاشمي، وهي أم لخمسة أطفال، أربع أولاد وفتاة، لا تزال صغيرة لذا ستكون مرافقتها إلى المعسكر الصيفي في ألمانيا، وقد سطت المهنة وكرة القدم على مجال الفروسية الذي كانت قد اختارته كهواية لها قبل عالم الكرة بقساوته وليونته معاً؟ نداء القمم «هناك عدة أسباب» تقول حفصة، أهمها تأسيس شركة جديدة لإقامة المشاريع والدراسات- وهي خريجة اقتصاد- تعطيها الوقت الأكبر من اجل انطلاقتها. «إنما» كما أضافت: «يبقى الجبل دائماً في البال... ويحتاج إلى الوقت والاستعداد الكامل لناحية التدريبات واللياقة المناسبة لمغامراته وتحدياته... فلا بد من العودة إليه وإلى التسلق». تفكر في التسلق ضمن مجموعة إماراتيات بعد أن خاضت هذا الميدان وحدها بين جنسيات أخرى متعددة. ويبدو أن روح فريق كرة القدم قد أدركتها بعمق، بحيث أن المقابلة معها تحوّلت إلى لقاء مع الفريق ككلّ. كما أفادها التنقل من جبل إلى آخر في العديد من البلدان في توسيع الأفق وإيجاد البدائل من أجل تنمية الفريق، عبر استقدام فرق من الخارج أو السفر إليهم للعب مباريات وعبر طرق أبواب المدارس بالتعاون مع منطقة أبوظبي التعليمية، هي وندى، نتج عن كل ذلك تأسيس ثلاثة فرق من هذه المدارس، واللعب معهم في مباريات ودية للتدرب على تطبيق التدريبات عملياً على الأرض. همس الجبال لقد تسلقت حفصة جبلاً في الأرجنتين، وسلسلة جبال الهملايا في النيبال، وسواها وهي بلدان لم تكن لتزورها لولا جبالها. وفي النيبال كانت المتعة الأكبر حيث أن تسلق جبال الهملايا وفر إلى معاينة الطبيعة الخلابة، التعرف على القرى المتناثرة في طرق الجبل الوعرة، وناسها وثقافتهم ما خلب لب حفصة، لأنَّ الأمر لم يكن مجرد تسلق جبل والوصول إلى قمته وحسب، إنما تعرف على الجديد والمختلف والتفاعل معه. وكل ذلك سيتوفر للفتيات اللاعبات في فريق كرة القدم النسائي لنادي أبوظبي الرياضي، حين يربطن الأحزمة في الطائرة متوجهات إلى ألمانيا لمعسكر صيفي أسوة بكل ما تفعله الفرق الرياضية في العالم، وهو الأسلوب الذي حقق نجاحاً في التدريبات لانعزال الفرق وتركيزها على أهدافها التدريبية الرياضية. وفي ذلك مغامرة أخرى وجدارات وخبرة ستكتسبها الفتيات، تشبه في المبدأ مغامرة تسلق الجبال. وكذلك كانت الفروسية بالنسبة إلى ندى، فعشقها للرياضة دفع بها إلى أرض الملعب، وطلبت من الفتيات تدريبها على التعامل مع الكرة، «لم أكن يوماً لاعبة للكرة أو أحسن التعامل معها» كما قالت مردفة: «لعبت في حرّ الصيف، وخبرت كل الحالات النفسية التي تمر بها اللاعبات على أرض الملعب مع أن مهمتي إدارية، ولكن حبي للرياضة. وقد كنت أمارس رياضة الفروسية فأبعدتني عنها الكرة، جعلني أريد معرفة كرة القدم عن قرب». وتحدثت ندى عن الصعوبات التي واجهت تعزيز الفريق بعناصر جدد لأن الهدف على المدى البعيد كما أوضحت حفصة، اختيار الأفضل بين عدد كبير من الفتيات اللاعبات كي يشكلن المنتخب النسائي الإماراتي في المستقبل. نفوس لا تعرف المستحيل أشارت حفصة إلى أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة ومدى تأثيرها الإيجابي على حياتها، ومما قالت في هذا المجال: «ننعم في بلداننا بمرحلة شيخوخة طويلة، وقد اعتدنا على رؤية المرأة تستقيل في سن معين وتجلس وتتألم من ركبتها أو من الضغط... وما إلى هنالك، لذا فإن الرياضة ستجعل من هذه الشيخوخة أكثر راحة وأكثر انتاجاً، ولم يعد مقبولاً مجرد الجلوس في الركن». وقالت ندى لدى الحديث عن التزام بعض الفتيات دينياً -وهي محجبة على سبيل المثال- «إننا نستجيب لكل طلبات الفتيات، وثمة محجبات في فرق عربية أخرى، مثل الفرق البحرينية واللبنانية والأردنية، وكذلك المصرية والجزائرية والمغربية، ولم يمنعهن التزامهن من ممارسة رياضة كرة القدم لأنها لا تتعارض مع التزامهن الديني. ونحن نشجع كل الفتيات للانضمام إلى الفريق ولسن محكومات بزي محدد، فمن ترغب بإطالته تفعل ولا ضرر على الحركة والأداء كما لاحظنا، إنما نحتاج إليهن في الميدان كي يكن ممثلات للإمارات في العالم وبالمستوى العالي الذي نأمل بتحقيقه عبر التخطيط والسعي بجدية من أجله. أنا لا أشعر بأن هناك مستحيلاً، فمن يقول أن الأمر مستحيل يدفعني أكثر للتحدي لإثبات أن ما نصمم عليه ونخطط له ونعمل من أجله يصبح ممكناً». وفرة الفرص تقول حفصة: «كل رياضة فيها قساوة وليونة في الوقت نفسه، والتدريب والممارسة الصحيحان كفيلان بالتوصل إلى أدائها بشكل صحيح ومرن. وأمام الفتيات فرص كثيرة، حيث لم يترك سمو الشيخ هزاع بن زايد الذي يرأس أيضا مجلس أبوظبي الرياضي، أي وسيلة تؤمن تقدم الفريق، من توفير المكان إلى استقدام المدربة الأوسترالية كوني سالبي التي دربت سابقاً فرق نسائية اوسترالية وشرق آسيوية ولعبت مع المنتخب الأوسترالي. وتتمتع بخبرة واسعة في مجال تدريب الفتيات في كرة القدم، وكل المسائل متوفرة من أجل إنجاح الفريق». وتشير إلى سعي النادي، بإدارة الفريق النسائي لكرة القدم، إلى توسيع رقعة العمل من خلال التوجه إلى كل الإمارات للتشجيع على إنشاء فرق نسائية لكرة القدم، ما يفسح المجال أكثر لتأسيس المنتخب الأول، فيكون المشروع قد انطلق من العاصمة ليعمّم في الإمارات كافة. بدورها تكشف ندى عن الخطوة التي ستقوم بها إدارة الفريق في العام القادم، وبدعم ومساعدة مجلس أبوظبي الرياضي ومنطقة أبوظبي التعليمية، حيث ستتوجه إلى المناطق التعليمية في كل الإمارات لإنشاء مراكز اتصال لاستقطاب الفتيات في المراحل الإعدادية والابتدائية بهدف تشكيل عناصر فرق إماراتية تتنافس وتلعب مع بعضها البعض، وصولاً إلى عدد كاف يتيح تشكيل المنتخب الإماراتي. أكثر من مجرد رياضة بثقة تقول حفصة العلماء: «برنامجنا طويل الأمد، وهدفنا استراتيجي، ونحن ننظر إلى المستقبل كي نؤسس للمنتخب النسائي الإماراتي الذي ربما يكون نداً، وفي المركز الأول لفرق عربية أخرى تأسست منذ زمن أبعد». وهي ترى أنَّ كرة القدم ليست مجرد رياضة وحسب، إنما هي تعلم في الحياة الالتزام والانضباط والعمل الجاد والتغذية السليمة، وكل ذلك مهم جدا للمرأة الإماراتية التي فتحت أبواب العمل أمام الأخريات، ففي المجال الوزاري شكلت معالي الوزيرة الشيخة لبنى القاسمي نموذجاً يحتذى، وثمة نساء إماراتيات خضن مجال إدارة الأعمال ومجالات أخرى، ولم لا يكون هذا الفريق الذي أسسه سمو الشيخ هزاع بن زايد من أربع فتيات في البداية، هو من يفتح الباب أمام المرأة نحو هذه الرياضة التي تساعدنا في تعلم العمل الجماعي، وتعزز روح التعاون وبالتالي تساهم في المستقبل في عيش حياة واحدة بروح صحيحة تدفع المرأة للإنتاج لمجتمعها، حتى لو كبرت في السن عوض أن تكون عالة على هذا المجتمع». ولفتت إلى أن البحث قائم مع الفيفا -الاتحاد الدولي لكرة القدم- للاستفادة من خبراتهم ومن مدربيهم، في سعي إلى تدريب مدربين وحكام في الإمارات
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©