الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى المنصوري تقدم أزياء «سريالية» تفيض بالمعاني الإنسانية

منى المنصوري تقدم أزياء «سريالية» تفيض بالمعاني الإنسانية
14 يونيو 2009 02:15
سرت قلوب النساء، وسحرت نواظرهن، وعلقت عيونهن وقطعت علاقتهن بالأرض لتسمو بهن دقائق كادت تجاوز الساعة، سخّرت خبرتها لإمتاع المتلقي، وتجاوزت المطروح في عرض يبهر المرأة جماليا، بل أضفت عليه من روحها ليفيض مشاعر وأحاسيس تفضح دواخلها الدفينة، تعبر عن البراءة وسمو النفس وشفافيتها من خلال فساتين تتربع عليها وجوه تحمل نظرات تتفحص الحاضرين تحدثهم، تارة بها قوة وتارة ترى بها حنو وخضوع، أما ثوب النمر ينطق بالقوة والتحدي، ويتأجج قدرة دفينة إن تحررت سكبت طاقتها وحركت الساكن من حولها. وعلى خشبة المسرح تهادت العارضات يخْتلن في فساتين أنثوية جميلة ورسمن لوحات إبداعية على إيقاع موسيقى أشعلت العرض وزادته ألقاً، هو عرض أزياء للمصممة منى المنصوري الذي تخلل حدثا سنويا واحتفالية تقيمها مجلة الغذاء الصحي برعاية دائرة الصحة بدبي من خلال حملة للتوعية بضرورة الوقاية من سرطان الرحم وأهمية الفيتامينات والغذاء الصحي في المحافظة على الصحة والبشرة، ولم يخل هذا العرض من رسالة تحمل بين ثناياها رُشدا ونصحا للمتتبعين «تصميم الهرم الغذائي»، وقدمت المنصوري 35 فستانا مقسمة على مجموعات من هوت كوتور لموسم هذا الصيف. جاء العرض بـ6 محطات تفصلها أثواب وحركات تعبيرية تتحدث عنها منى المنصوري فتقول: «إنني أفتخر بهذا العرض خاصة أن هناك حضورا مميزا لسيدات الأعمال والأجانب ونخبة من المجتمع ونساء القناصل والسفراء، وهذا لا يعني أن عملي موجة للطبقة المخملية، بل بالعكس لكل الطبقات، وبمناسبة موسم الصيف فإنني قدمت مجموعة من الأعمال، التي ترضي جميع الأذواق وكل المناسبات، وتم اختيار التصاميم لتنسجم مع فكرة الغذاء الصحي وتناسب هذا الطرح لتشكل تكاملا للحدث بأكمله واخترت مجموعة تناسب فصل الصيف الحار والحافل في نفس الوقت بالسهرات والحفلات التي تقام في الهواء الطلق وعلى شواطئ البحار، واخترت لها تصاميم خاصة واستعملت بها أقمشة خفيفة جدا، كما قدمت جلابيات وفساتين سهرة وكذا فساتين أعراس، بحكم أن موسم الصيف يعرف إقبالا كبيرا من طرف الشباب على الزواج». لغة العيون جاء عرض الأزياء هذا على 6 مراحل عرض خلالها بداية الجلابيات التي تحمل الوجوه، وتقول منى المنصوري عنها: هذه المجموعة عبارة عن 6 قطع تحمل وجوهاً شُكّلت نظراتها بطرق مختلفة عن طريق إضافة الكريستال والشواريفسكي في العيون، لتعطي ملامح بعيون دامعة بها مسحة حزن دفين أو مبتسمة، عيون حادة النظرة، قوية أو متجبرة، أو تحمل براءة وشفافية، وشُكّلت أخرى لتبتسم وتحدث الناس، وهذا فيض ما بداخلي بحيث أشعر أن الناس بوجوه كثيرة، ولم يعد يكتنف العلاقات ذلك الصفاء الداخلي، وتم تصنيع أقمشة هذه الفساتين خصّيصا في باريس بناء على أفكاري وهي من أفخم الخامات وأغلاها، وهي من الحرير الصافي، وجاءت بألوان مختلفة كالتركوازي والبينك، وجلابية أخرى بها وجه لامرأة تطير تعبيرا عن التوق لحرية الإبداع والتحليق عاليا في سماء الفن، أريد لأزيائي أن تكون مرآة تعكس ما بداخلي، قد يفهمها بعض الناس كقطعة فنية إبداعية وقد لا يفهم البعض أبعادها الفنية. أُشبه النمر قدمت المنصوري مجموعة أخرى عبارة عن ثوب خفيف مُشكل من إيحاءات جلد النمر، خفيف يلائم فصل الصيف وتميزه، وتحمل المجموعة باقة من ألوان الصيف والفرح كالأحمر، واللون الذهبي الذي يشكل لونا محايدا يناسب كل أنواع البشرة المختلفة، والتركواز اللون الصيفي، والزهري المتداخل مع الذهبي، إضافة إلى ألوان الأزهار المتداخلة مع الرسوم، وتقول المنصوري عن مجموعة النمر: «قدمت حوالي 7 قطع حرير وشيفون نمر خفيفة جدا تناسب الذوق الأوروبي والعربي على العموم، حيث يميل الناس لجو المرح والمتعة في هذا الفصل، وهو ثوب يلائم الحفلات الصباحية وبالقرب من البحر، واخترت ثوب النمر لما يعكس من قوة، وهو انعكاس لما بداخلي، وهو جزء من شخصيتي، بحيث أحب القوة وليس الضعف والخنوع، أحب اجتياز وتجاوز كل الصعاب وأسعى بكل جد لما أرغب في تحقيقه، وبدأت العرض بما هو بسيط جدا لا يخلو من لمسة فنية، إلى ما هو أعقد منه، وهو عبارة عن ثوب أسود طويل يحمل وجه نمر، وهذا الثوب صمم خصيصا للسهرات، ولجعل عيون النمر تلمع أضفت لها الكريستال لتصبح معبرة وتحمل من القوة ما تحملها نظرات النمر الطبيعية، واستعملت تدرجات الألوان والأقمشة، وأهتم كثيرا بالتفاصيل الدقيقة إيماناً مني بأن الجزئيات الدقيقة هي سر الكون والإبداع، لهذا أولي عناية كبيرة للمكملات حتى تعطي لمسة متفردة في عالم الأزياء والموضة، بل في عالم لوحاتي الفنية الإبداعية». موسيقى العروض لم تخل كل مجموعة عرض من تعابير موسيقية تصاحب العارضات في حركتهن على خشبة المسرح، ولا تتغير الموسيقى من مجموعة لأخرى، بل من فستان لفستان حسب الرؤية الفنية لمنى المنصوري، كما حملت العارضات على رؤوسهن أنواعا من الخضار والفواكه وفواكه البحر دعوة لنهج نظام التغذية الصحية ويناسب طرح الحدث، كما حملت العارضات كؤوسا ملؤها عصائر طبيعية لونها يناسب لون فساتين السهرة المقدمة. ولفت انتباه الحضور للوحة فنية عبارة عن عارضات يلبسْن أقنعة تغطيهن من الرأس إلى أخمص القدمين. رسالة هرمية قدمت المنصوري مجموعة من فساتين السهرة بألوان مختلفة وخامات تعبر عن الفخامة، كما قدمت 7 فساتين أعراس ضمن المجموعة الخامسة ولا تخلو عروض منى المنصوري من لمسات فنية وإبداعية تعكس ثقافتها وتصوراتها وطرحها لبعض الأفكار حيث قدمت فستانا يحمل رسالة غذائية صحيّة ويحمل شعار «السمنة والنحافة أمراض لسوء التغذية» تقول عنه المنصوري: يحمل هذا الفستان الهرم الغذائي الصحيح وقد استغرق الوقت في البحث عن المعلومات الصحيحة لأضمّنها لهذا العمل أكثر من أسبوعين حتى يأتي في المستوى المطلوب ويحمل معلومات قيّمة، وجاءت في الفستان قاعدة للهرم الغذائي وبها سلم يطلع عليه أحد الأشخاص وهذا يعني مهما عملنا من حمية أو تناولنا من أكل صحي فهذا لا يكتمل دون ممارسة الرياضة، وركزت على طريقة الفستان الهرمي الشكل وأدخلت به الأحجار الشوروفسكي، وواجهت بعض الصعوبات في كيفية جعله هرمياً وكيف يمكن لشعار الرأس أن يلائم الفستان انطلاقاً من الرسالة الصحية التي تناسب الحدث، وذلك اعتباراً بأن الصحة تاج على رؤوسنا، وكان التاج على شكل سلة فواكه يعتليها غصن زيتون واستوحيت ذلك من القرآن الكريم الذي يعتبر موسوعة متكاملة لو رجعنا له لما أصابنا الأذى أبداً من الغذاء غير المنتظم. غموض الزواج عن هذه اللوحة قالت منى المنصوري: «رأيت أن أقدم بين مجموعات السهرات وفساتين الزفاف تعبيرا عن الفترة الانتقالية التي تعيشها المرأة في هذه المرحلة العمرية والاجتماعية وما يكتنفها من غموض وضبابية في المستقبل بحيث الفتاة تقبل عليها ولا تعرف ما يخبئه لها القدر، هكذا رأيت أن لا تظهر ملامح الوجه ولا أي جزء من الجسد تعبيراً عن مرحلة ما، وقد لاقت هذه اللوحة تشجيعاً كبيراً من الجمهور وسئلت عنها كثيرا وأرمز لها بفترة انتقالية في الحياة، والإقبال على حياة جديدة مختلفة»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©