الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يمنيات يزيّن متاجر السوق بإبداعاتهن اليدوية

نساء يمنيات يزيّن متاجر السوق بإبداعاتهن اليدوية
14 يونيو 2009 02:20
من لا يعرف اليمن يعتقد أن هذا البلد أسير لعادات تقليدية قديمة أكل عليها الدهر وشرب، لكن في حقيقة الأمر أن أبناء هذا البلد وبعيداً عن السياسة يواكبون كل جديد وتجدهم يضيفون على الأصالة والتراث تفاصيل - ولو بإمكانات متواضعة - تبهر الآخرين. وقد لا يصدق المرء أن إنتاج الأسر اليمنية يغزو السوق، وأن الاقتصاد العائلي في اليمن رافد كبير للاقتصاد الوطني، بل إن اليمنيين يعتقدون أن الأسرة اليمنية تتحمل أعباء الحياة اليومية بنسبة تفوق 50%، حتى ان البعض يرى أن وظائف الدولة برمتها لا توفر نسبة 50% الباقية لأن الأيدي العاملة تسعى لتأمين معيشتها من خلال القطاع الخاص. مهارات وإبداعات تُظهر المعارض الفنية إبداع مهارات أسرية عديدة، إذ تشير سمية علي نصار إلى «أكثر من 3000 امرأة من محافظة صنعاء شاركن مؤخراً في معرض فني كبير أظهر مواهب وإبداعات في صنع التحف والهدايا والمشغولات اليدوية وبرزت فيه النساء كل جماليات الحرف ومن البيئة المحيطة صنعن أجمل التحف والهدايا الفنية». وتضيف نصار: «إن المرأة اليمنية تبدع في إنتاج المشغولات اليدوية والحرفية القديمة والحديثة وفن التفصيل والخياطة ومستلزمات الأطفال والمنتجات الصوفية وصناعة العسوب (أحزمة الجنابي) وصناعة التحف والهدايا من مخلفات البيئة. فالنساء من مديريات نائية بمحافظة صنعاء وغيرها من المحافظات يمتلكن مهارات كبيرة تكشف الكثير عن الكثير من الفتيات والنسوة المبدعات من مديريات (نهم وسنحان ومناخة وبني بهلول وخولان) وغيرها من المديريات النائية التي مازالت المرأة فيها تكافح وتقوم بأدوار جيدة لإعالة الأسرة». وتلفت نصار إلى أن النسوة اللواتي يفضلن تعلم القراءة والكتابة، يفضلن كذلك تعلم حرف الخياطة والرسم والنحت وصناعة التحف والهدايا من مخلفات البيئة المحيطة والاستعانة بسعف النخيل والخيوط أو ما يعرف بـ»السيم» وألوانه الذهبية والفضية اللامعة التي تلون الأسواق بالأذواق الرائعة. سائحات معجبات يبدي السياح الذين يرتادون الأسواق في اليمن إعجابهم بما يرونه من معروضات تنتجها النسوة، ففي سوق الملح بصنعاء القديمة الزاخر بالمنتجات الحرفية الأسرية ذات الألوان المدهشة تتجول ويلما- سائحة كولومبية، مع زميلاتها، وتبدي إعجابها بما تراه من حرف ومشغولات يدوية، تقول: «إن الصناعات اليمنية اليدوية تعبر عن عراقة مدهشة مثلما هي اليمن تتميز بمعالم أصيلة كالآثار والفن المعماري والجبال وسحر الطبيعة، والأهم: الإنسان اليمني البسيط المتواضع والمضياف والمدهش في منتجاته الحرفية الرائعة». وتضيف: «أجد في هذا السوق الموروث الشعبي اليمني كواحد من مكونات المنتجات الحرفية، فأينما تذهب من سقطرى إلى مناخة إلى حضرموت إلى الحديدة إلى تعز إلى إب إلى عدن وصنعاء تجد المنتجات الحرفية النسوية التي تشتغلها النسوة في المنازل ويبعنها لتزيين الأسواق، ومعظمها مشغولات حديثة تستلهم من تراث اليمن فكرتها». وتقول بوتريرو- سائحة: «لم يتغير الإنسان اليمني الأصيل الذي بفعل العولمة أو غيرها من التيارات الجارفة، وهذا يدل أن الشعب جميل يعمل ويكافح ويبدع ويمضي إلى المعاصرة حاملاً تراثه وأصالته عبر منتجات جاذبة تستحق الإعجاب والاقتناء». وترى أمة الرحمن أبو طالب ربة اسرة أن معرض المنتجات الحرفية يمثل فرصة للتنافس الشريف بين المواهب والمبدعات من قبل المشاركات في معرض المشغولات اليدوية والحرفية وكما يعتبر المعرض فرصة لعرض تجارب الجمعيات والمراكز النسوية الناجحة في تعليم النساء الحرف والفنون والقراءة والكتابة. مشغولات ومطرزات تقدم الجمعيات النسائية اليمنية دعمها للفتيات والنسوة العاملات، إذ تقول عائشة محمد- من جمعية الفردوس الخيرية النسوية: «بدأنا بتدريس النساء وتعليمهن القراءة والكتابة، وكانت البداية مع مجموعة دارسات كتجربة أولى ومنهن من تعلمن أشغال الخياطة والتطريز والتريكو، وعلمنا الأخوات في الجمعية الخياطة على ورق الجرائد لعدم توفر ماكينات خاصة بالخياطة، ولكون نساء المنطقة يردن تعلم حرفة الخياطة تحديداً. بينما الدعم الوحيد الذي تحصل عليه الجمعية يتمثل في كتب وأدوات بسيطة من جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، فيما تقدم خدمة التعليم من قبل ثلاث معلمات، وتسير العملية التعليمية بصورتها الطبيعية وفق خطة جهاز محو الأمية وتعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم». أما عائدة سيف فتقول: «إن أغلب النساء اللاتي يحضرن إلى مقر الجمعيات النسوية يردن تعلم حرفة يكسبن منها لقمة العيش مثل الخياطة والتطريز وغيرهما، بينما النساء كبيرات السن يردن تعلم القراءة والكتابة بعكس الفتيات وصغيرات السن»! وتلفت سيف إلى أن مساهمة الجمعيات في الإنتاج عبارة عن نماذج لما تنتجه المرأة اليمنية لمختلف المشغولات اليدوية والخياطة وتأتي هذه المساهمات بجهود ذاتية من قبل المشاركات والمدرسات. نبات وعلاج فيما تقول سَعود علي- من مركز تعليم الحرف الشعبية: «ساهمنا بتقديم بعض التحف والهدايا التي تمت صناعتها من البيئة ومخلفاتها المحيطة، واستفدنا من جلود الحيوانات وصوفها في هذه المنتجات التي شاركنا بها في المعرض حيث قمنا بدباغة الجلد بنبات يعرف (الشف، والغلقة)، هذه النباتات وغيرها نستفيد منها في صناعة هذه التحف والمنتجات الفنية والعلمية وفي صناعة بعض الوسائل العلمية والمشغولات اليدوية». وتشير إلى أن هذه العملية تبدأ من الاستفادة من النباتات الموجودة في البيئة، وتقول: «هناك مادة بديلة لحمض الهيدرو كلوريك ما يعرف (الأسيت الخاص بالبطاريات) الذي يستخدم في دباغة الجلود وإزالة الصوف من الجلد (فرو الحيوان) ونبات الضرو أيضاً تتم الاستعانة به لنفس الغرض ومن ثم تشكيل هذه الجلود للاستفادة منها في رسم الخرائط وغيرها، كما يستخدم نبات (الضرو) كعلاج للصدر وهذه النباتات يتعالج بها الكثير من أبناء المديرية، كما يوجد نبات ما يعرف بـ (البرققوش) وهذه النباتات تعالج أمراض البرد عند الأطفال». إن صناعة تلك المنتجات وتطريزها بنقوش من الخيوط الذهبية والفضية تأتي لهدف المحافظة والحرص على هذه النقوش القديمة من الضياع والاندثار، فيما تسهم الاسر اليمنية في الإنتاج وتسجل رقماً مهماً في الاقتصاد الوطني. صعوبات واحتياجات تصادف الجمعيات النسائية وجمعيات النفع العام بعض الصعوبات في إنجاز مهامها وتأمين تجهيزات وماكينات وكمبيوترات وآلات تطريز وغيرها من المستلزمات التي توفر للنسوة مجالات العمل، تقول سميرة أمة الرحمن: «ما تزال تلك الجمعيات بحاجة إلى كثير من المستلزمات كي تستطيع النسوة إنجاز المشغولات اليدوية، فضلاً عن حاجتها لمعلمات محو الأمية ومدربات على المشغولات اليدوية كصناعة الحقائب والمطرزات»
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©