الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبودية الكراكيب (1)

14 يونيو 2009 02:21
ما إن انتهيت من قراءة كتاب «عبودية الكراكيب» حتى داهمت خزائن بيتي وأفرغتها من «التحف». وهذا ما قد تفعله بعد قراءة هذا المقال السريع، وتوابعه الثلاثة القادمة، بما لا يتجاوز ألفي كلمة فقط، تكفيك عناء قراءة 40 ألف كلمة كتبتها المؤلفة كارين ستون.. لتدعو لي وتمتنع عن الدعاء لها. تحث مؤلفة الكتاب على خلق المساحات الرحبة بالتخلّص من الكراكيب التي هي من أهم أسباب انخفاض مستوى الطاقة في المكان.. فممّ تتكوّن الكراكيب؟ من أشياء لا تستخدمها ولا تحبها، وأشياء غير مرتبة أو في حالة فوضى، وأشياء كثيرة في مساحة صغيرة، وأي شيء غير مكتمل.. لكن كيف تتكوّن الكراكيب؟ تضع الأم فاتورة كهرباء فوق التلفزيون. في اليوم التالي يضع الأب بكرة لاصق ورقي على الفاتورة، فيضع الابن قرص دي في دي على البكرة، والبنت تضع علبة فارغة على القرص. تتأفف الأم من الوضع لكنها تترك بطاقة دعوة فوق العلبة، فلا يجد الأب مكاناً لموبايله التالف أفضل من ذلك المكان، فيحاول الابن تصليحه ثم يعيده مفككاً وبجانبه مفكّ البراغي، فتعتقد الخادمة أنه مكان الاحتفاظ بعدّة العمل، فتضع المطرقة وعلبة المسامير، فيظن الأب أن التلفزيون يحتاج إلى تصليح، فيهشّم الشاشة بالمطرقة، فتقول الأم عنه إنه غبي، فيقول لها أنتِ طالق. وللتخلّص من الكراكيب فاعلية، لأن طاقة كل جانب من جوانب حياتك تتركّز في محيط الفراغ الذي يحيط بك، لذلك فإن التخلّص من الكراكيب «يمكن أن يغيّر من وجودك ككل». بينما عدم التخلّص منها تفعل بك الأفاعيل، فهي: تجعلك ماضوياً مؤجلاً عمل اليوم إلى الغد، ومضطرباً لأنك لا تدري ما هو دورك في الحياة، ومن الطبيعي أن ينظر إليك الناس من خلال كراكيبك، والتي تخلق نزاعات بينك وبين شركائك في البيت أو العمل. وبعد كل هذا لابد أن تشعر بالخجل، وبالتالي تتعطل حياتك وتصاب بالإحباط. والكراكيب ترفع لوحة «قف» في وجه سيارة حياتك، فلا شيء جديد فيها ولا إبداع، مجرّد «مخلوق روتيني تفعل الأشياء نفسها يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام». وتجعلك فوضوياً، قد تنسى أين أوقفت سيارتك آخر مرة، وربما يتشابه عليك البقر ولا تدري من هي زوجتك. وأخيراً فإن الكراكيب تشتت انتباهك، فأينما ولّيت بوجهك، رأيت كركوباً يشغل بالك، فإذا كنت تحتفظ بمكنسة قديمة في وسط الصالة، ورأيت زوجتك تنتفض وبيدها سلك كهربائي، فإن بالك سينشغل بالمكنسة التي اشتراها جدك بمناسبة زواج والديك، وذكرياتك في شهر عسلهما، وقد تبكي لأنك تفتقدهما ولا تدري أنك ستفتقد زوجتك بعد قليل. أحمد أميري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©