السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غسان الكثيري موهبة إماراتية تلامس العالمية بالمشاركة في أفلام هوليوود

غسان الكثيري موهبة إماراتية تلامس العالمية بالمشاركة في أفلام هوليوود
28 فبراير 2011 19:09
من دراسة الطب إلى تقديم البرامج التليفزيونية، ثم دراسة إدارة الأعمال، وانتقالاً إلى التمثيل في الإعلانات التجارية، وانتهاء بطرق أبواب الســينما العالمية من بوابة المحلية، وتحــديداً عبر التمثيل مع كبار نجوم السينما في العالم مثل جورج كلوني وتوم كروز، خلال تصويرهم لبعض أفلامهم على أرض الإمارات، وتوجــت هذه التجربة الفنية الفريدة بعمل أول بطولة مطــلقة له في الفيلم الإماراتي “ملل” الذي أنجزته المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بداية هذا العام. تلك كانت المسيرة الفنية للفنان الإماراتي غسان الكثيري، الذي حدثنا عن حكايته مع نجوم هوليوود، وإطلالته على السينما العالمية في أكثر من فيلم حقق انتشاراً وجماهيرية شرقاً وغرباً. قال الكثيري إنه وخلال دراسته للطب لمدة 6 سنوات في دبي، بدأ العمل في عالم التليفزيون والسينما عبر مشاركته في بعض البرامج كمتعاون، وأخذ في تقديم برامج إذاعية وتليفزيونية، وبعد ذلك اتجه لدراسة إدارة الأعمال وحصل على درجة الماجستير من إحدى جامعات دبي. إنتاج أوروبي ثم تفرغ الكثيري بعدها للقيام بالإعلانات التجارية كممثل لعدة سنوات، ثم كانت الانتقالة الكبرى له، حين قام بالتمثيل إلى النجم العالمي جورج كلوني في بطولة فيلم “سيريانا” الذي تم تصويره في دبي العام 2005. وتدور أحداث الفيلم عن قضايا الإرهاب ووضع العالم بعد 11 سبتمبر، ومؤخراً شارك في فيلم أوروبي لم يتم تحديد الاسم التجاري له بعد، والفيلم جرى تصويره أيضا في دبي، وهو إنتاج فرنسي أسباني مشترك، ويدور في قالب رومانسي حول زوج وزوجة أوروبيين يقضيان إجازة شهر العسل في الإمارات، وعبر أحداث الفيلم نتعرف على الكثير من المواقف الناجمة عن احتكاكات الثقافات وكيف للفرد أن يعيش في مجتمع منفتح تختلط فيه الجنسيات واللغات والثقافات، والفيلم سيتم عرضه في سينمات الإمارات خلال هذا العام. كما أشار الكثيري إلى أنه ومع نهاية العام الماضي شارك في تمثيل الجزء الرابع من سلسلة أفلام “مهمة مستحيلة” التي تنتجها هوليوود للممثل العالمي توم كروز في دبي، وهي من التجارب المميزة في حياته، وجعلته يتعرف بشكل أكثر ملامسة لطرائق التعامل مع الأفلام العالمية وكيف يتم الاهتمام بأدق تقنيات العمل السينمائي، وهو ما يؤدي إلى الخروج بالفيلم إلى مستوى مبهر يحقق له أفضل الجوائز العالمية. غير بعيد عن هذا بيّن الكثيري أنه شارك في كثير من الإعلانات التجارية في الغرب أيضا ولم يقتصر ذلك على الشرق، ومن ذلك ما قام به من عمل إعلان لواحدة من الشركات الخاصة بالطاقة لأحد محطات التلفزة التشيكية. ومن خلال احتكاكه المباشر بكل من طريقة صناعة الأفلام والعمل السينمائي في كلاً من الشرق والغرب، وخبرته التي زادت على عشر سنوات في هذا المجال، قال أنه اكتشف عبر هذه المسافة الزمنية أن المخرجين العالميين لديهم إيمان قوي بقدرة العناصر العربية على تقديم صناعة سينمائية راقية. إمكانيات هائلة وعن الوضع السينمائي وعالم التمثيل في المنطقة العربية، أوضح أنهما أكثر تقدماً في كل من مصر وسوريا عن غيرهما من البلدان العربية كون هناك تداخل بين السينما والتليفزيون وهو ما يثري التجربة الفنية، ويمنح طواقم العمل الفني خبرات هائلة، نتيجة زخم الأعمال التي يشاركون فيها، بعكس واقع الحال في الخليج، حيث نرى أن كل صاحب فن لا يخترق العمل في المجال الآخر وهو ما يجعل هناك حلقة مفقودة في المنظومة الفنية في منطقة الخليج ويعرقل انطلاقها على حد كبير، على الرغم من الإمكانيات الهائلة المتوافرة واستعداد جميع الجهات لدعم أي مشروع فني قوي. وعلى الرغم من ذلك - بحسب الكثيري- فإن السينما الإماراتية بما تحمله من دعم هائل سترى قريباً أفلاماً محلية وعالمية قوية، وهناك إرهاصات لصناعة سينما إماراتية قوية، عبر مجموعة الأفلام التي حققها سينمائيون إماراتيون واعدون ومنهم المخرجة نايلة الخاجة من خلال فيلم “ملل” والذي شارك فيه الكثيري بدور البطولة أمام الخاجة، وقد حصد الفيلم عدة جوائز منها جائزة أحسن نص سينمائي في مهرجان الخليج السينمائي لعام 2010. والفيلم يتناول قصة شبه واقعية تحدث كثيراً في المجتمع العربي، والمتعلقة بالزواج التقليدي، ويتحدث عن شاب وشابة إماراتيين يرغبان في قضاء شهر العسل في أي زمان ومكان، ويقع اختيارهم على منطقة اسمها مونار في ولاية كيرلا الهندية، والمنطقة تبعد عن قلب المدينة بنحو أربع ساعات على قمة احد الجبال، وقام الكثيري بدور الزوج الممل على الرغم من حبه لزوجته، غير أنه يفكر في عمله ومشغول به، لدرجة أنه يتلقى اتصالات تليفونية لمتابعة أعماله خلال شهر العسل، وهو ما يثير ملل الزوجة، التي تطلب منه الخروج على نزهة، فيتلقى اتصالاً مؤلماً، فيتركها على الفور ويعود إلى الفندق، ويتركها بمفردها، مما يؤدي إلى تعرفها على شخص ثالث... وتستمر أحداث الفيلم لمناقشة موضع الملل الزوجي وطرح كافة أبعاده بشكل فني جذاب. رؤية خاصة وعن تعاونه مع نايلة الخاجة أكد الكثيري، أن العمل معها فائدة كبرى لأي ممثل كونها مخرجة صاحبة رؤية خاصة ووثقت معرفتها بالبيئة الفنية الخليجية، عبر دراسة السينما في كندا استمرت أربعة أعوام، وأفلامها جميعاً تحتوي على مضامين وأفكار ورسائل نابعة من أفكارها وإيمانها بقوة تأثير السينما في المجتمعات في عصرنا الحالي، كما أن مناخ العمل معها مريح كونها محترفة وتحمل عقلية متفتحة. وفي النهاية أشاد الكثيري بدور الإعلام الإماراتي في الفترة الأخيرة وتسليطه الضوء على كثير من الممثلين الإماراتيين والأعمال الإماراتية الناجحة ومنها فيلم CITY OF LIFE”، أو دار الحي والذي حاز على إعجاب كثير من النقاد وأعتبر واحداً من أفضل الأفلام والتجارب السينمائية في الإمارات. نقطة تحول في السينما الإماراتية فيلم “ملل” الذي تقاسم الكثيري بطولته مع نايلة الخاجة هو أول عمل من إنتاج إماراتي يصور خارج الدولة، وقالت عنه المخرجة نايلة الخاجة:” الفيلم يشكل نقطة تحول هامة في عملية تطوير السينما الإماراتية، وقد سجلنا حدثاً مهما بتصوير هذا الفيلم، الذي أتمنى أن يشكل حافزاً مهماً لبقية الإماراتيين ليدركوا أن الفرص متوافرة في دعم وإنتاج الأفلام داخل الدولة وخارجها، والفيلم في مجمله تجربة إيجابية تدفعنا إلى التطلع إلى التحدي المقبل والقائم على مساعدة الأجيال السينمائية المحلية لتعزيز دورها وأعمالها، لنصبو إلى مواقع ريادية، وليصوروا بذلك تراث دولتنا الفريد، والقيم الثقافية المتوفرة وينقلوها للعالم أجمع من خلال أفلامهم المستقبلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©