لافروف: يتعين على إيران وقف التخصيب خلال المفاوضات

كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أن الدول الكبرى الست التي تتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي عرضت عليها تعليق تخصيب اليورانيوم ''فقط'' خلال فترة التفاوض معها، ودعاها إلى التعاطي الإيجابي مع العرض الجديد· في حين أكدت طهران أنها لم تتلق بعدُ عرضاً من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا من شأنه أن يفيد البلاد في التفاوض مع المجتمع الدولي، مطالبة لندن بعدم ''تجاوز الخطوط الحمراء'' لدى إعداد الحوافز الغربية حول الملف النووي· وصرح لافروف وفق ما نقلت وكالتا ''انترفاكس'' و''ايتار-تاس'' الروسيتان ''بأن شروطنا الأولية هي التجميد أي تعليق تخصيب اليورانيوم، ومقاربة الدول الست تقضي بإقناع إيران بتعليق التخصيب فقط خلال فترة المفاوضات''· وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، قرروا أمس الأول خلال اجتماع في لندن تقديم عرض جديد لإيران لإقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم دون أن يشير إلى عقوبات جديدة· وقال لافروف: ''لم يتم الخوض في عقوبات جديدة رغم أن زملاءنا الأميركيين يرون أن الضغط على إيران يجب أن يبقى قائماً''، وأضاف لافروف: ''من الضروري أن نوضح لإيران المزايا التي ستحصل عليها في حال القبول ببدء مباحثات على أساس شرط وحيد هو تجميد تخصيب اليورانيوم''· وتشتبه الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة، في سعي إيران لحيازة سلاح نووي تحت غطاء برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران باستمرار· ولم يتم الكشف عن تفاصيل العرض الذي سيقدم إلى إيران، والذي يشمل بحسب لافروف، مجالات الطاقة والتجارة والاستثمارات والأمن الإقليمي· وقال: ''إن الأمر لا يشكل مهلة بل هو عرض لمحاولة حل المشكلة القائمة''، وأضاف: ''في حال لم ينجح الأمر سيسحب العرض''، مضيفاً ''برأيي فإن العرض صادق جداً، وآمل أن تدرس إيران بتأنٍّ كل جوانبه''· وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أعلن أمس الأول أن المشاركين في اجتماع لندن قاموا ''بمراجعة وتحديث'' مقترح قدم في 2006 لإيران، غير أنه لن يتم كشف محتوى العرض إلا لطهران· وقال نظيره الفرنسي برنار كوشنير إن المقترح الجديد أكثر ''دقة وتفصيلاً'' من العرض السابق· وقدمت هذه الدول في يونيو 2006 سلسلة اقتراحات في مجالات التعاون المدني والطاقة والدبلوماسية خصوصاً تسليم إيران اليورانيوم لأغراض مدنية شرط تخليها عن نشاطاتها في مجال التخصيب، لكن طهران رفضت تلك الحوافز بسبب ربطها بشرط وقف تخصيب اليورانيوم· وذكر دبلوماسي أوروبي أن الجزء الجوهري في العرض السابق والمتعلق بمساعدة إيران في تطوير طاقة نووية مدنية بما في ذلك بالتكنولوجيا الحديثة ما زال قائماً· من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في طهران ''لم نتلق أي شيء فى هذا الصدد حتى الآن''، وقال: ''لكن الأطراف المعنية على دراية تامة بالمنطقة المحرمة، وإن العرض ينبغي ألا يدخل تلك المنطقة''· وزاد متكي بقوله: ''قلت لميليباند: ''لقد استخدمت كلمة أعتقد أنها كلمة محظورة·· لا تتجاوز هذه الخطوط الحمراء· كن حريصاً فيما يتعلق بهذا الأمر'' ولم يوضح ما هي هذه ''الخطوط الحمراء''· وتعتبر طهران أي مطالبة دولية بتجميد برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم بمثابة تجاوز لما تسميه بـ''الخط الأحمر'' وأمر غير قابل للتفاوض· وفى المقابل تعتبر الدول الخمس التي تمتلك حق الفيتو وألمانيا تجميد عملية التخصيب شرطاً أساسياً لاستئناف المحادثات مع إيران·