السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليكن الفوز للناخب الأميركي

4 مايو 2008 03:04
دائماً ما تسير المنافسة والديمقراطية جنباً إلى جنب، وبعد أن احتدم التنافس الانتخابي وبلغ أشده في انتخابات ولاية ''فلوريدا'' في عام 2000 ثم ولاية ''أوهايو'' في عام ،2004 اعتاد الأميركيون على المعارك الانتخابية الرئاسية التي تشتد فيها مثل هذه المنافسات، وتعد انتخابات العام الحالي، أشدها تنافساً في السنوات الأخيرة الماضية، ففيها فاز كلا المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين ''هيلاري وأوباما'' بأصوات الناخبين في هذه المرحلة التمهيدية، بمعدل لا مثيل له في أي من الأصوات التي فاز بها المرشحون السابقون، وبالقدر نفسه تمكن كلاهما من اجتذاب أصوات ناخبين جدد على نحو غير مسبوق في تاريخ الانتخابات القريب· بيد أن التنافس الحقيقي للفوز بمقاعد مجلس النواب، لا يزال سلعة نادرة، فعلى رغم كل ما يقال عن هامش الأغلبية في كلا مجلسي الكونجرس، تجري هندسة المناطق الانتخابية بحيث تؤمّن محافظة غالبية أعضاء مجلس النواب على مقاعدهم، ففي انتخابات عام ،2002 التي هيمن فيها الجمهوريون على المجلس، كانت النسبة التي حصلوا عليها وهي 91 في المائة، لا تزيد عن تلك التي حصل عليها الديمقراطيون إلا بـ10 نقاط فحسب، وبعد أربع سنوات لاحقة، تمكن الديمقراطيون من استعادة السيطرة على المجلس، بفوزهم على منافسيهم الجمهوريين بـ10 نقاط فحسب، هي معدل فوزهم بـ435 من مقاعد المجلس، باستثناء 60 مقعداً منها فحسب· والواقع أن هذه الأريحية التي يتمتع بها معظم أعضاء الكونجرس، تتحقق على حساب النفوذ الذي يفترض أن يتمتع به الناخبون على الأجندة المثارة في واشنطن، وفي حين يستحيل على المرشحين من أعضاء المجلسين خسارة الانتخابات، يلاحظ أن الخسارة هي دائماً من نصيب الناخبين الذين يتضاءل نفوذهم السياسي باستمرار، وإلى جانب مساهمتها في إعفاء بعض أعضاء الكونجرس من إخفاقهم في القيام بالمهام والواجبات التي كلفهم بها الشعب، تؤدي المناطق الانتخابية غير التنافسية دوراً سلبياً آخر يتمثل في حجبها لمشاركة الناخبين، والمعروف عن المعارك الانتخابية المتكهن بنتائجها سلفاً، أنها لا تحظى بتغطية إعلامية تذكر، وبالنتيجة لا يشعر المرشحون بثمة ما يلزمهم بطرح خططهم وبرامجهم الانتخابية على الجمهور، أو الحاجة لإقناعه بها، غير أن الناخبين ليسوا أغبياء بأية حال: فإذا ما كانت نتائج الانتخابات ''معروفة'' سلفاً، فما الداعي للذهاب إلى مراكز الاقتراع أصلاً؟ في هذا يشير متوسط إحصاءات ''مجلس القيادة الديمقراطي'' إلى تصويت نحو 214 ألفاً من الناخبين في 60 جولة تنافسية جرت في انتخابات ،2006 مقارنة بتصويت 153 ألفاً في الجولات غير التنافسية الستين، أي بنسبة تقل عن 28 في المائة، وعليه يمكن الاستنتاج أنه يصعب للغاية تصور أن يتم تمثيل أمة تمثيلاً ديمقراطياً حقيقياً في مجلس النواب، تفرق بينها نسب رئاسية ضئيلة لم تتجاوز أقل من 3 في المائة في المعركتين الانتخابيتين الرئاسيتين السابقتين· اليوم عمدت بعض الولايات إلى رسم حدود فاصلة جديدة بين المناطق الانتخابية في منافسات الكونجرس، مستخدمة فيها عدة وسائل· فعلى سبيل المثال، تبنت ولاية ''أيوا'' استراتيجية في رسم هذه الحدود، بحيث تخفف من غلبة نفوذ حزب دون الآخر في المنطقة المعينة، وبعد أن أدرك المواطنون عجز واشنطن عن تجاوز الخلاف الحزبي الذي سمم روح التنافس الانتخابي وقعد بها عن أداء دورها إزاء مواطنيها، فإن في الحد من غلواء المصالح الشخصية، ربما يكمن الحل الجزئي للمشكلة، أما إذا كان الهدف هو جذب المزيد من الأميركيين إلى المشاركة النشطة في ديمقراطيتهم، علينا التأكد من أن غالبيتهم تتمتع بفرصة التأثير على النتائج التي تسفر عنها الحملات الانتخابية الخاصة باختيار أعضاء الكونجرس أولاً· بروس ريد رئيس مجلس القيادة الديمقراطي و مارك دنكلمان نائب رئيس المجلس للشؤون الاستراتيجية والاتصال ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©