الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاد رئيساً وشوارع طهران ساحة مواجهات دامية

نجاد رئيساً وشوارع طهران ساحة مواجهات دامية
14 يونيو 2009 02:53
تحولت شوارع طهران وبعض المدن الإيرانية إلى ساحة مواجهات دامية بين الشرطة وأنصار المرشح الرئاسي مير حسن موسوي الذي أعلنت وزارة الداخلية أمس هزيمته والمرشحين الآخرين أمام الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد الذي فاز بولاية ثانية بأغلبية ساحقة تجاوزت 62%، رافضاً الاتهامات عن وقوع مخالفات، ومعتبراً «ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة تماماً وأن الشعب صوت لصالح سياساته». وسارع مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي إلى دعم فوز نجاد في مواجهة تشكيك المرشحين الآخرين بالأرقام التي أعلنتها وزارة الداخلية، حيث كان موسوي (محافظ معتدل) وصفها (النتائج) بـ»أنها مسرحية خطيرة ومدمرة، بينما قال المرشح الإصلاحي مهدي كروبي «إنها مضحكة وغير شرعية وغير مقبولة». فقد عمدت الشرطة الإيرانية عبر الهراوات والقنابل المسيلة للدموع إلى تفريق مؤيدي موسوي الذين نظموا اعتصامات حاشدة في شوارع طهران للاحتجاج على فوز نجاد في الانتخابات الرئاسية. وقال شهود عيان «إن الشرطة طاردت واعتقلت بعض المتظاهرين بعد أن هاجمتهم بالهراوات مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل بجروح». واندلعت أعمال العنف بعد قليل من إعلان وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي فوز نجاد بالانتخابات الرئاسية وحصوله على 62.6 في المئة من الأصوات، حيث نفذ آلاف من أنصار موسوي اعتصاماً وسط طهران وصفقوا ورددوا عبارات مثل «أعيد أصواتنا يا موسوي.. ماذا حدث لأصواتنا؟»، و«نحن إيرانيون أيضاً» و«موسوي رئيسنا» و«دكتاتورية.. دكتاتورية»، قبل أن تدور مواجهات بينهم وبين الشرطة. وكان تجمع أنصار رئيس الوزراء السابق موسوي الذي حصل على 33,75% من الأصوات تلقائياً في البداية بعد أن أكد موسوي حدوث مخالفات في فزر الأصوات. وقام متظاهرون بإغلاق شارع والي عصر أحد أكبر شوارع العاصمة. بينما انتشر آخرون في كافة أنحاء الحي قرب وزارة الداخلية التي تولت أعداد كبيرة من قوات الأمن مقرها. فيما أحرقت حافلة في شارع مطهري الذي يؤدي إلى والي عصر. كما أحرق المتظاهرون دراجات نارية تابعة للشرطة، وأشعلوا النار على الرصيف في أغصان الأشجار وسط مطاردتهم من جانب الشرطة التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع. وتهشم زجاج نوافذ العديد من السيارات. وفرقت الشرطة وأعوانها بالزي المدني بقوة مئات من المتظاهرين الشبان قرب وزارة الداخلية في جنوب طهران. وردد 100 شاب شعارات مؤيدة لموسوي وهتفوا «الموت للدكتاتور» في شارع أفريقيا. ورشق متظاهرون آخرون الشرطة بالحجارة في مفترق طرق جهان كوداك، وأشعلوا النار في صناديق القمامة وهتفوا «موسوي موسوي». وهاجم رجال الشرطة الذين تلقوا أمراً بمنع أي حشود المتظاهرين بالهراوات دون أن يتمكنوا من تفريقهم. ففي شارع والي عصر هاجم رجال بالزي المدني يركبون دراجات نارية شباناً من أنصار موسوي وضربوهم بالهراوات. وقبل ذلك تجمع أنصار موسوي أمام مقره الانتخابي مرددين «سنبقى هنا.. سنموت هنا». وقالوا «لقد دمروا البلد ويريدون إفلاسه أكثر خلال السنوات الأربع المقبلة» (في إشارة إلى أنصار نجاد). ورشقت مجموعة من الشبان الغاضبين الشرطة بالحجارة فردت عليهم أيضاً بالحجارة. واقتحم رجال الشرطة أيضاً مباني لضرب المتظاهرين الذين احتموا فيها. وفي الشارع الكبير كانت الأجواء متوترة وطلبت الشرطة من أصحاب المحال التجارية إغلاقها. وقال مسؤول في الشرطة للمتظاهرين «انتهى وقت الرقص والغناء، سيهشمون أرجلكم إذا بقيتم هنا». وفرضت الشرطة حظراً على أي تجمعات عامة. كما ترددت معلومات عن مطالبة الصحفيين الأجانب الذين قاموا بتغطية الانتخابات بالمغادرة فوراً. وأغلقت وزارة الداخلية والشوارع المجاورة لها. وقال محصولي «إن أي تجمع أو تظاهرة مطلوب أن تحصل على تصريح مسبق من وزارة الداخلية، وأن أي تحركات بدون هذا التصريح ستعتبر غير قانونية وستواجه بالشرطة». وترددت معلومات تلفزيونية ليلاً عن محاصرة الشرطة الإيرانية مقرات كل من موسوي وعدد من القيادات الإصلاحية بينهم الرئيس السابق محمد خاتمي، إلى جانب محاصرة مقر رئيس مصلحة تشخيص النظام الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني وسط معلومات غير مؤكدة عن استقالته من منصبه. ولحظت وكالة فرانس برس مساء توقف عمل الشبكة الأولى للهواتف النقالة في طهران التي تديرها الدولة. وانقطعت شبكة الاتصالات الخليوية. وأفاد شهود بأن التظاهرات التي بدأت بعد إعلان فوز نجاد مازالت مستمرة في مختلف أرجاء العاصمة. وتحدثت مصادر غير مؤكدة عن سقوط 3 قتلى في المواجهات. وقال بعض المراقبين إن العنف أعاد إلى الأذهان ذكريات انتفاضة الطلبة في طهران عام 1999، حيث هتف الآلاف بينهم طلبة ملثمون شعارات «الشعب يقظ ويكره نجاد»، و«إذا كانت الانتخابات مزورة فإن إيران ستتحول إلى جحيم»، و«عار عليك نجاد، تخلى عن الرئاسة». وفي مكان آخر، أعرب أنصار الرئيس الفائز عن فرحتهم ورددت مجموعة من الشبان يركبون سيارة «أين هم الخضر؟ انهم في المصيدة!». في وقت عكف اثنان من موظفي البلدية قرب مقر موسوي على طلاء الرصيف لمحو شعارات «فليسقط القزم! فليسقط الدكتاتور!». وكان وزير الداخلية قال في مؤتمر صحفي «ان نجاد حصد 24 مليوناً و527 ألفاً و516 صوتاً من أصل 39 مليوناً و165 ألفاً و191 صوتاً تم احتسابها، بينما اعتبر 409 آلاف و389 صوتاً ملغاة. وبذلك حقق الأغلبية المطلقة بنسبة 62.63 في المئة، بينما حصد موسوي 13 مليوناً و216 ألفاً و411 صوتاً، أي ما نسبته 33,75% من الأصوات. وحل ثالثاً المرشح المحافظ محسن رضائي جامعاً 1,73% من الأصوات، في حين حل أخيراً المرشح الإصلاحي مهدي كروبي الذي حاز 0,85% من الأصوات. ورفض موسوي النتائج المعلنة، مشيراً إلى «عصا سحرية في ما يتصل بالنتائج». وقال «الإيرانيون يعلمون جيداً من الشخص الذي صوتوا له ولن يقبلوا فرز الأصوات الوهمية على شاشات التلفزيون ولن يتبعوا أولئك الذين تولوا السلطة من خلال الغش والخداع». وأضاف «إنني لا أملك شيئاً سوى تأييد الشعب ولكنني بهذا التأييد سوف أواصل للنهاية». وحذر من «الطغيان والاستبداد»، قائلاً «لن أستسلم لهذا اللغز الخطير، وسوف أكشف الأسرار التي وراء الستار.. إن هذا الحكم من الأكاذيب سوف يكون له تأثير مدمر على مصير بلادنا». وانتقد موسوي صمت رجال الدين الإيرانيين عما وصفه بـ«تزوير العملية الانتخابية». وقال في رسالة وجهها إلى مدينة قم «لم يكن أحد يتصور تزويراً على هذا النطاق الواسع على مرأى من العالم أجمع من جانب حكومة أحد أركانها هو التزامها احترام الشريعة الإسلامية». وأضاف: «إن كل السبل للحصول على حقوقه والشعب مغلقة وصمت كهذا من جانب رجال الدين هو أخطر من عملية تلاعب بالأصوات». ودعا موسوي في الوقت نفسه مناصريه إلى الهدوء وعدم الوقوع في فخ العنف، مؤكداً لهم أنه سيحمي حقوقهم. وكان من المقرر أن يعقد مؤتمراً صحفياً في طهران، ولكن الشرطة خارج المبنى طلبت من الصحفيين الابتعاد قائلة «إن المؤتمر الصحفي ألغي». وقال كروبي الذي أتهم أيضاً وزارة الداخلية بالغش والتلاعب: «ما كان يمكن تحويله إلى عيد قومي تحول إلى عزاء وطني وكل ما يمكن أن نفعله الآن أن نردد عبارات العزاء». وأضاف: «إن نتائج الانتخابات مضحكة وغير شرعية.. من البدهي أن النتائج والمؤسسة التي ستنبثق عن هكذا فرز للأصوات هي غير شرعية وغير مقبولة.. لن أخاف من تلك الأفعال وسوف أواصل طريقي وبالنسبة لي هذه مجرد بداية». أما نجاد، فوصف إعادة انتخابه بأنه «نصر عظيم»، وقال «إن الانتخابات التي جرت الجمعة كانت حرة ونزيهة تماماً». وأضاف في خطاب نقله التلفزيون «إن الشعب الإيراني بهذه الانتخابات أعطى الأمل للأمم وخيب ظن الذين كان يتمنون له الشر»، رافضاً مزاعم منافسه موسوي بوقوع مخالفات. وأضاف «الشعب صوت لصالح سياساتي». وسارع خامنئي إلى حسم نتائج الانتخابات، حيث هنأ نجاد ووصف فوزه بانه «عيد حقيقي»، وأنه «رئيس كل الإيرانيين وأن على خصومه الآن تأييده وتقديم العون له». وقال في إشارة إلى الرقم القياسي لنسبة الإقبال التي بلغت 85% من الناخبين «إن الشعب حول بحضوره الانتخابات إلى يوم ملحمة». وحث خامنئي، وهو أعلى سلطة في إيران المرشحين المهزومين ومؤيديهم على تجنب أي تصرفات أو تصريحات استفزازية. وقال في بيان «الرئيس المحترم الذي جرى اختياره هو رئيس كل الأمة وعلى الجميع بمن في ذلك المنافسون في انتخابات الأمس دعمه ومساندته بالإجماع». وحذر من أية محاولات لزعزعة الاستقرار وإثارة الاضطرابات، وقال «أدعو الشبان إلى اليقظة وأُناشد أنصار المرشحين تجنب الأعمال والكلمات الاستفزازية»، محذراً «من أن الأعداء قد يحاولون إفساد سلاسة هذا الحدث من خلال استفزازات سيئة النية». ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن نائب المدعي العام في طهران قوله إنه ألقي القبض على عشرة أشخاص لإثارة الرأي العام عن طريق مواقع الإنترنت والمدونات من خلال بث تقارير غير صحيحة. وذكر دبلوماسي عربي في طهران: «إن التوقعات بشأن لعب إيران لدور بناء في أزمة الشرق الأوسط مخيبة للآمال»، متوقعاً أن يمر نجاد بوقت عصيب خلال فترة حكمه الثانية ومدتها أربع سنوات، حيث إنه أوجد لنفسه أعداء كثيرين قبل الانتخابات. المحللون «غير متفائلين» بانفراج العلاقات الإيرانية ــ الأميركية فوز نجاد يعقد جهود أوباما للحوار عواصم (وكالات) - يعقد فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية خطط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للتواصل مع إيران. لكن الخبراء قالوا مع ذلك «إنه قد لا يكون هناك تراجع عن السياسة الأميركية الجديدة تجاه طهران». واستقبل المحللون الإيرانيون والغربيون النتائج بعدم التصديق. وقالوا «إن إعادة انتخاب نجاد تحبط القوى الغربية التي تسعى لإقناع إيران بوقف أنشطتها النووية، كما قد تزيد من تعقيد جهود أوباما من أجل التواصل مع طهران». وقال بروس ريدل المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «يمثل فوز نجاد انتكاسة للآمال في العثور على إيران أكثر انفتاحاً للتواصل، ولكن أعتقد أنه لا يزال من المفيد أن نحاول التواصل.. دعنا نكتشف ما إذا كان نجاد المنتصر الذي حصل على تفويض كبير منفتح الآن للمحادثات.. هل المتشدد أكثر قدرة على التحرك لا سيما بعد أن يحقق نصراً؟». وتماطل إيران منذ شهور في الرد على مفاتحات أوباما الشخصية وكذلك على عرض من القوى الكبرى ومن بينها واشنطن لتسوية خلافات بشأن برنامجها النووي. وقال شبلي تلحمي الاستاذ في جامعة ماريلاند «الانتخابات انتهت ولن يكون أمام الحكومة الإيرانية سوى مبررات قليلة جداً لعدم الرد على أوباما». وقال إليوت أبرامز وهو مسؤول سابق في إدارة الرئيس السابق جورج بوش ويعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية «كل من النصر الواضح والتزوير الواضح يعقد استراتيجية أوباما بدرجة كبيرة.. نصيحتي أنه سيكون من الأفضل لو أنهم فكروا في فرض مزيد من العقوبات.. العقوبات التي تؤلم قد تكون أداة قوية وقد تدفع النظام إلى تفاوض جاد، ولكن الأرجح أن استراتيجية التواصل عانت من ضربة ثقيلة جداً». وقال جون الترمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط إنه على الرغم من فوز نجاد فإنه يتعين على إدارة أوباما مواصلة الضغط ولو من أجل حوار محدود بهدف إدارة التوترات بين الجانبين بشكل أفضل. وأضاف «مهما تكن النتائج فإن إيران في حالة هياج سياسي، وهناك إحساس بأنه بالرغم من أن الوقائع لم تتغير فإن المزاج قد تغير»، وتابع «بغض النظر عمن يفوز يجب أن تكون السياسة استكشاف هادئ لسبل بناء مصلحة مشتركة وطرق لوقف السلوك العدواني». وقال كريم صادق بور وهو باحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن في تعليقه على فوز نجاد «لا أعتقد أن أحداً توقع هذا المستوى من الغش.. هذا انتقاء وليس انتخابات.. على الأقل فإن نظماً تسلطية مثل سوريا ومصر ليست لديها أي ادعاءات ديمقراطية.. وبالعودة إلى الوراء فإن هذه الحملة كلها كانت استعراضاً فيما يبدو.. وما كان لخامنئي أن يترك نجاد يخسر». وأعرب تريتا بارسي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي ومقره واشنطن عن شكوك في الفارق الواسع لصالح نجاد على المرشحين الآخرين وفي مقدمتهم موسوي. وقال «من الصعب الاطمئنان إلى أن ذلك حدث دون وقوع غش.. إن ايران قد تصاب بالشلل اذا واصل موسوي الطعن في النتائج وحصل على تأييد شخصيات كبيرة في مؤسسة رجال الدين، وهذه النتيجة ستعقد محاولة أوباما التواصل دبلوماسياً مع إيران حيث أعلن بالفعل إنه يريد مؤشراً على إحراز تقدم بنهاية العام». وأشار الى أن التعامل مع نجاد سيصبح اكثر صعوبة، لأنه فقد المصداقية في وطنه». وقال مارك فيتزباتريك بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن عن النتيجة «أشعر بالدهشة لجرأة النظام في الإعلان عن فارق كبير كهذا لصالح نجاد نظراً لأن قوة الدفع قبل الانتخابات كانت في الاتجاه الآخر على ما يبدو». وقال إنه ليس متفائلا فيما يخص انفراج العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©