الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبحاث «معهد مصدر» تعزز التنمية المستدامة

أبحاث «معهد مصدر» تعزز التنمية المستدامة
15 مايو 2016 13:33
أبوظبي (الاتحاد) نجح العديد من طلبة معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الذين يتأهبون لنيل شهاداتهم خلال حفل التخرج المقرر يوم 24 مايو الحالي، في تحقيق إنجازات مهمة كانت لها أصداء على الصعيدين المحلي والعالمي، وذلك من خلال التركيز على أبحاث تتماشى مع المتطلبات التنموية والاقتصادية لدولة الإمارات، فيما يتطلعون للانخراط في مسيرة مهنية تتيح لهم مواصلة العمل على دعم القطاعات الحيوية والارتقاء بها. ونجح طلبة دفعة معهد مصدر لعام 2016، خلال دراستهم في مختلف البرامج الأكاديمية، في إجراء أبحاث مهمة تسهم في النهوض بالابتكار في القطاعات الرئيسية في دولة الإمارات، حيث استحوذت هذه الجهود البحثية على اهتمام كبير من الأوساط العلمية والجهات المعنية في مختلف القطاعات. وتضم دفعة معهد مصدر لعام 2016 أكثر من 120 خريجاً من تخصصات أكاديمية تتماشى بشكل مباشر مع أهداف الإمارات المتعلقة بالانتقال نحو اقتصاد المعرفة. وينضم خريجو هذه الدفعة إلى خريجي معهد مصدر الذين يتجاوز عددهم 450 خريجاً، يلتحق نحو 90% منهم بسوق العمل أو بجامعات مرموقة لمتابعة تحصيلهم العلمي سواءً داخل الدولة أو خارجها. وركزت بدرية الشحي، برنامج ماجستير هندسة النظم الدقيقة دفعة 2016، في أطروحتها البحثية على إحراز تقدم في مجال «إنترنت الأشياء»، في مسعى لدعم قطاع أشباه الموصلات في دولة الإمارات. ويهدف مشروع الشحي إلى التغلب على أحد التحديات الكبيرة في مجال إنترنت الأشياء، وهو التكلفة المترتبة على ربط الأجهزة الذكية «الأشياء» وتزويدها بالطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة الاستشعار الصغيرة المسؤولة عن استقبال وإرسال المعلومات. وتقول الشحي: «شهدت العقود القليلة الماضية نمواً كبيراً في التقنيات اللاسلكية، حيث إن كل أجهزة الاستشعار وبطاقات التعرف على موجات الراديو (RFID)، والهواتف الجوالة، والمحركات تتيح إمكانية التحكم ببيئتهم المحيطة بطريقة ذكية. وبناء على ذلك قمت بالتركيز في أطروحتي على تطوير أجهزة إرسال لاسلكية صغيرة منخفضة التكلفة تتطلب مقداراً قليلاً من الطاقة الكهربائية، ويمكن دمجها مباشرة في الرقاقة الإلكترونية». وأضافت: «سوف يفسح قطاع أشباه الموصلات في الإمارات المجال أمام العديد من الأفكار التجارية بالتوازي مع تزايد الاعتماد على وسائل الاتصال. ولدعم هذا القطاع، نحتاج إلى تطوير حلول جديدة ذات إمكانيات كبيرة وتكلفة منخفضة. وأسعى من خلال البحث العلمي الذي أقوم عليه في الاشتراك في عجلة تطوير القطاعات القائمة على التقنيات المتطورة في دولة الإمارات، والتي تمثل جزءاً أساسياً من خطط رؤية الإمارات 2030 الرامية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي». وتتطلع الشحي إلى العمل بعد التخرج في مجال تصميم موجات الراديو والدارات المتناظرة في الإمارات لمواصلة مساهمتها في دعم قطاع أشباه المواصلات الوطني، الذي تعتقد بأن نطاقه سيتوسع، ويكون تأثيره أكبر على الحياة في العصر الحديث. تقدير عالمي ونجح زيد المحمود، ماجستير علوم الحوسبة والمعلومات دفعة 2016، في إجراء بحث مهم حاز على تقدير عالمي، ويركز على إيجاد حلول تخدم أحد القطاعات الرئيسية في دولة الإمارات. ونال المحمود مؤخراً إحدى جوائز «مؤتمر الإمارات لأبحاث طلبة الدراسات العليا 2016» (GSRC) عن ورقة بحثية حول الشبكات الذكية، والتي أعدها بشكل مشترك مع الدكتور خالد البسيوني، أستاذ مشارك في برنامج علوم الحوسبة والمعلومات في معهد مصدر. وقال المحمود: «يقدم مشروعنا البحثي طرقاً لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة الكهربائية ضمن الشبكات الذكية، ما يمكن أن يساعد في تحقيق هدف دولة الإمارات المتمثل في تطوير تقنيات ذكية تدعم إنشاء منظومة طاقة مستدامة». وتعد الشبكات الذكية جزءاً أساسياً من المستقبل القائم على الطاقة المتجددة الذي تنشده القيادة الإماراتية، التي حددت هدفاً طموحاً في هذا السياق يتمثل في استحواذ الطاقة المتجددة على نسبة 24% من مزيج الطاقة في الدولة بحلول العام 2030. وتمثل تكنولوجيا الشبكات الذكية سوقاً مهمة تفيد دولة الإمارات في سعيها لبناء اقتصادها المتنوع، حيث من المتوقع أن تصل قيمة سوق الشبكات الذكية العالمية إلى 118.1 مليار دولار بحلول عام 2019. ويمكن الاستفادة من البحث الذي أجراه المحمود من قبل شركات توزيع الكهرباء في الإمارات. وأضاف المحمود: «الاستغلال الأمثل للطاقة الكهربائية يقود إلى خفض الاستهلاك وتحقيق توفير كبير على المستوى الاقتصادي، خصوصاً في ضوء ما نشهده من استهلاك غير فعال للطاقة، لذلك فإن خفض الطلب على الطاقة الكهربائية من شأنه المساهمة في الحد من استهلاك الموارد المحدودة لتوليد الكهرباء، ما يقود بالتالي إلى خفض الانبعاثات الكربونية». ويسعى المحمود بعد التخرج إلى مواصلة بحثه كمهندس باحث، قبل أن يواصل تحصيله الأكاديمي والحصول على درجة الدكتوراه. وقال: «أسعى إلى مساعدة دولة الإمارات من خلال هذه الطرق التي نطورها لتحقيق الاستهلاك الأمثل للطاقة الكهربائية، كونها ستساعد على خفض استهلاك الطاقة إلى حد كبير، إلى جانب كونها مراعية للبيئة». الطاقة المتجددة وتعد جوليانا بلتران توريس، ماجستير علوم الحوسبة والمعلومات دفعة 2016، من ضمن الفريق الفائز أيضاً بجائزة «مؤتمر الإمارات لأبحاث طلبة الدراسات العليا 2016» (GSRC) عن ورقة بحثية تتمحور حول الطاقة المتجددة. وبإمكان محطات الطاقة الشمسية المركزة أن توفر طاقة متجددة على مدار الساعة، إذا ما تم تزويدها بتقنيات لتخزين الطاقة الحرارية، بحيث يتم الاحتفاظ بالطاقة الشمسية الملتقطة أثناء النهار لاستخدامها ليلاً. وأعربت توريس عن رغبتها بمواصلة العمل في قطاع الطاقة الشمسية المركزة في هذه المنطقة، والمساهمة في تعزيز تنافسيته من حيث التكلفة، وتعزيز استخدام هذا النوع من الطاقة. وقالت توريس: «أود المساهمة في تنمية قطاع الأشعة الشمسية المركزة وتطبيق هذه التقنية على نطاق واسع. وإنه لأمر عظيم أن نرى دولة الإمارات تستثمر في المزيد من المحطات مثل (شمس1)، أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، والتي يمكن أن تصبح أكثر كفاءة وتوفر المزيد من الطاقة بأسلوب مستدام». وإذ يبلغ إجمالي الطاقة الشمسية المركزة المستخدمة حالياً حول العالم نحو 679 ميغاواط وأكثر من 2000 ميغاواط قيد التطوير، من المتوقع أن يوفر هذا النوع من الطاقة 25% من احتياجات الطاقة في العالم بحلول العام 2050. تحسين الجودة وتمثل نورا عبد الرحمن، طالبة ماجستير هندسة وإدارة النظم، أحد الأمثلة البارزة من طلبة دفعة خريجي معهد مصدر لهذا العام، وقد استقطب مشروعها البحثي وخبرتها المميزة اهتمام الجهات المعنية في القطاع. وركزت عبد الرحمن في أطروحتها البحثية على تحسين جودة الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام أدوات من مختلف المجالات، كالتصنيع الذكي، والإنتاج، وعلوم البيانات، وتحسين الجودة. وكانت عبد الرحمن قد قدمت بحثها في شركة (جيه جي سي كوربوريشن) في اليابان أثناء مشاركتها في دورة تدريبية. وتابعت عبد الرحمن: «إن تحسين جودة الطباعة ثلاثية الأبعاد المستخدمة في التصنيع سوف يساعد في التأسيس لتصنيع مستدام، من خلال عملية إنتاج أكثر توفيراً وأقل هدراً. ويمكن للطباعة ثلاثية الأبعاد أن تساعد بوجه خاص في تعزيز الميزة التنافسية لقطاعات الطيران والسيارات والرعاية الصحية الإماراتية على المستوى العالمي». وبفضل المهارات التقنية العالية التي اكتسبتها خلال دراستها في معهد مصدر، تمكنت عبد الرحمن من الحصول على عمل لدى شركة جنرال إلكتريك. وسوف تلتحق بعملها بعد التخرج كأخصائية بيانات تتمحور مهمتها حول بناء معدات صناعية مبتكرة اعتماداً على المعلومات والبيانات. وقالت عبد الرحمن: «أتطلع إلى الاستفادة من خبرتي في تعزيز الاستدامة في القطاعات الوطنية، وأن أساهم في دعم جهود دولة الإمارات للتحول نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز مكانتها الرائدة في قطاع الاستدامة العالمي». حلول مبتكرة تتماشى مع اقتصاد المعرفة أبوظبي (الاتحاد) يسعى العديد من طلبة معهد مصدر إلى البحث في مجالات تتماشى مع القطاعات التي يقوم عليها اقتصاد المعرفة كالطاقة المتجددة وأشباه الموصلات. وركز خالد ماربو، الطالب في برنامج ماجستير علوم وهندسة المواد، في بحثه على تقديم حل مبتكر يخدم قطاع النفط والغاز، أكثر القطاعات الراسخة في دولة الإمارات. وعمل ماربو على الاستفادة من الطباعة كأسلوب منخفض التكلفة في تصنيع أجهزة استشعار ذكية تقوم بكشف ومراقبة تراكم المخلفات والشوائب داخل الأنابيب المستخدمة في صناعة النفط والغاز. ويتسبب تراكم الشوائب والأوساخ على جدران الأنابيب في خفض كفاءتها وهدر الوقت والأموال في صيانتها. وانطلاقاً من ذلك، يعمل ماربو من خلال مشروعه البحثي على طباعة طبقات الأنابيب النانوية الكربونية لتشكيل أجهزة استشعار منخفضة التكلفة تتسم بخصائص كيميائية وكهربائية وميكانيكية جيدة. وقال ماربو «يمثل استخدام الأنابيب النانوية الكربونية كمواد استشعار لمراقبة تراكم الشوائب في أنابيب النفط والغاز مجالاً بحثياً جديداً، ينطوي على إمكانات كبيرة. وكون الإمارات من أكبر الدول المنتجة للنفط، فإنها مرشحة للاستفادة كثيراً من هذا البحث الذي يهدف إلى تعزيز كفاءة عمليات إنتاج النفط والغاز». وكونه يمتلك ميولاً نحو ريادة الأعمال، أسس ماربو شركة (mGhribisoft) المتخصصة بخدمات الويب، وكان من ضمن الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المغربيين. ويخطط ماربو للبقاء بعد التخرج في دولة الإمارات للمساهمة بشكل أكبر في تعزيز الاستدامة سواء من خلال عمله المهني أو مواصلة مسيرته الأكاديمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©