السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصر تطلق حملات ترويج للموسم السياحي الصيفي بالأسواق الخليجية

مصر تطلق حملات ترويج للموسم السياحي الصيفي بالأسواق الخليجية
14 مايو 2016 21:19
عبدالرحمن إسماعيل (القاهرة) أطلقت وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع كل من هيئة تنشيط السياحة وغرفة المنشآت الفندقية خططاً ترويجية، تستهدف استقطاب السياحة العربية خلال الموسم السياحي الصيفي الحالي في الأسواق الخليجية خصوصاً الإماراتية والسعودية. وتعول الحكومة المصرية كثيراً خلال الموسم السياحي الصيفي، على السياحة العربية خصوصاً الخليجية، في إعادة جزء من السياحة المفقودة في البلاد منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر الماضي، والتي أضرت بشدة القطاع السياحي المصري، وفقد في الربع الأول من العام الحالي أكثر من ثلثي عوائده. وتتضمن الحملات الترويجية في الأسواق الخليجية طرح برامج سياحية شاملة تذاكر الطيران والإقامة في الفنادق بأسعار مغرية، إلى جانب تسهيلات في منح التأشيرات للمقيمين الأجانب في دول الخليج الراغبين في قضاء إجازاتهم الصيفية في مصر، بحسب ما ذكر سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية. حملات ترويجية واتفقت هيئة تنشيط السياحة مع غرفة المنشآت الفندقية على قيام الفنادق في كل من القاهرة والإسكندرية بطرح أسعار خاصة للإقامة إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية داخل الفنادق يحييها كبار المطربين العرب والخليجيين على غرار الفعاليات التي نظمتها فنادق عدة بالقاهرة خلال عطلة شم النسيم واجتذبت سياحاً خليجيين وعرباً. وقال محمود إنه جرى الاتفاق على قيام كل فندق بإقامة فعاليتين ترفيهيتين على الأقل شهرياً طيلة موسم الصيف، بهدف إغراء السائح العربي على الإقامة أطول فترة ممكنة في البلاد، والتمتع برحلته إلى مصر، خصوصاً بعد دراسة أظهرت أهمية زيادة عوامل الجذب للسائح الخليجي الذي عادة ما يزور مصر خلال الصيف مع أفراد عائلته. وأفاد بأن السياحة العربية إلى مصر تشكل حالياً 20%، بما يعادل مليوني سائح عربي، من إجمالي أعداد السائحين القادمين إلى مصر، وأن الخطة تستهدف رفع هذه النسبة بين 35-40%، إدراكاً بأهمية السياحة العربية بعدما ظهرت سلبيات التركيز على أسواق محدودة في الدخل السياحي المصري. وأدى توقف السياحة الوافدة إلى مصر من كل من السوقين الروسي والبريطاني إلى خسارة نحو 4 ملايين سائح من السوقين اللذين يشكلان معاً أكثر من 70% من السياحة الوافدة لمنتجعي شرم الشيخ والغردقة، حيث توقفت السياحة في منطقة البحر الأحمر وسيناء عقب تعليق الرحلات السياحية من روسيا وبريطانيا. ويقول محمود: «الآمال معقودة على السياحة العربية في إعادة جزء من السياحة الأوروبية التي فقدتها مصر طيلة الموسم الشتوي، خصوصاً أن من المعروف عن السائح الخليجي أنه أكثر إنفاقاً من السائح الأوروبي، إذ يبلغ متوسط إنفاقه اليومي 150 دولاراً مقابل 70 دولاراً للسائح الأوروبي، فضلاً عن طول فترة إقامته التي تصل إلى 7 ليال مقابل 3-4 ليال لنظيره الأوروبي، علاوة على أن السائح العربي أكثر تفهماً للأوضاع السياحية والسياحية في مصر، عكس السائح الأوروبي الذي يتأثر بالحملات الإعلامية في بلاده، والتي تستهدف صورة مصر في الخارج». وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال الربع الأول من العام الحالي، والذي يعتبر ذروة الموسم الشتوي في البلاد بنسبة 66% ليصل إلى 500 مليون دولار مقارنة مع 1,5 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، كما تراجع أعداد السائحين إلى 1,1 مليون سائح من 2,2 مليون سائح. وذكر الجهاز المركزي للإحصاء المصري أن أعداد السائحين إلى البلاد تراجعت خلال شهر مارس لوحده بنسبة 47% لتصل إلى 440,7 ألف سائح مقارنة مع 834,5 ألف سائح خلال مارس من العام 2015، ويرجع السبب إلى انخفاض أعداد السائحين من كل من روسيا وبريطانيا. ويقول محمود: «من الصعب أن تعوض السياحة العربية العدد الكبير من السياح الروس والبريطانيين الذين توقفوا عن القدوم إلى مصر، لكنها يمكن أن تعوض جزءاً كبيراً من الدخل السياحي الذي تراجع بقوة، خاصة وأن الإيرادات المتحققة من السياحة العربية كبيرة من زاوية الإنفاق المتزايد للسائح الخليجي خلال رحلته السياحية». وأفاد بأن الشهور الأخيرة شهدت ارتفاعاً في أعداد السياح الإماراتيين والسعوديين بالتحديد، إذ ارتفع عدد الإماراتيين الذين زاروا مصر خلال الربع الأول بنسبة 16%، وتستهدف وزارة السياحة زيادة هذه الأعداد خلال الموسم الصيفي من خلال الاتفاق مع شركة مصر للطيران على زيادة عدد رحلاتها القادمة من المدن الخليجية إلى المقاصد السياحية المختلفة وليس إلى القاهرة فقط، بحيث تكون هناك رحلات مباشرة إلى منتجعي شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان إلى جانب الرحلات المنتظمة إلى العاصمة القاهرة والإسكندرية. السياحة العربية وعلى بعد أمتار من مقر غرفة المنشآت الفندقية بالقاهرة على ضفاف النيل، تربض البواخر السياحية والمراكب النيلية في انتظار قدوم الأفواج السياحية التي كانت تعتاد في هذا التوقيت من العام على التجول عبر هذه المراكب والبواخر في رحلات نيلية، كما يقول أصحابها الذين يشتكون منذ شهور من تراجع أنشطتهم السياحية، جراء انخفاض أعداد السائحين المقيمين في الفنادق المطلة على النيل. من جانبه، قالت هالة الخطيب الأمين العام لغرفة المنشآت الفندقية لـ«الاتحاد» إن السياحة العربية بمزيد من الاهتمام الموجه لها، بمقدورها أن تساهم في إعادة الحياة من جديد إلى قطاع السياحة المصري الذي يمر بأزمة غير مسبوقة. وأضافت أن الأسواق الخليجية ازدادت أهميتها في الآونة الحالية، ويتعين على الجهات السياحية الحكومية والخاصة، أن تركز أكثر على الأسواق العربية من خلال استقطاب رجال الأعمال العرب والخليجيين، لحضور المعارض والمؤتمرات داخل مصر، وعدم الاقتصار فقط على سياحة الأفراد في موسم الصيف، إلى جانب تسهيل دخول السياح العرب من خلال المنافذ البرية والبحرية. ومنحت السلطات المصرية مؤخراً، تسهيلات في إصدار التأشيرات للسائحين القادمين من دول المغرب العربي، وذلك ضمن خطة وضعتها وزارة السياحة تستهدف جذب العائلات العربية لقضاء إجازاتها في مصر. وبينت الخطيب أن المقاصد السياحية خصوصاً في الغردقة وشرم الشيخ تفتقد إلى المشاريع الترفيهية التي يقبل عليها السائح العربي والخليجي خاصة، والذي عادة ما يفضل قضاء أطول وقت من إقامته في هذه المناطق بدلاً من الإقامة في الفندق على الشواطئ، الأمر الذي أدركته الجهات السياحية مؤخراً، وتعمل حالياً بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية على حث مدراء الفنادق على إقامة فعاليات ترفيهية طيلة الموسم الصيفي. وقالت إن بمقدور السياحة المصرية اجتياز أزمتها الحالية في حال جرى التعامل معها بشكل سياحي وليس سياسياً، وذلك من خلال معالجة جديدة تركز على الدخول لأسواق سياحية جديدة بديلة للأسواق الحالية، وهو ما أكده رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية. ونقلت هيئة تنشيط السياحة المصرية العام الماضي مكتبها الإقليمي للتنشيط السياحي من تركيا إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، بهدف التركيز على الأسواق الخليجية، وزيادة حجم الحملات التسويقية والترويجية لمصر في المدن والعواصم الخليجية. وأفادت الخطيب بأن مصر تمتلك العديد من المقومات السياحية المتنوعة التي يمكن أن تجتذب السائح الخليجي طيلة العام، ففي الصيف حيث يكثر زيارة الخليجيين للعاصمة القاهرة بما توفره من أماكن ترفيهية عدة، يمكن أن يجد السائح الخليجي مبتغاه أيضاً في مناطق الساحل الشمالي المعروفة بالسياحة خلال الصيف، وحيث تنظم هناك الحفلات والفعاليات الترفيهية التي تجتذب السائح العربي. 10 ملايين سائح بنهاية 2017 القاهرة (الاتحاد) قال سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية إن الخطة التي وضعتها وزارة السياحة مع مجيء وزيرها الجديد يحيى راشد تستهدف تحقيق 10 ملايين سائح سنوياُ بحلول نهاية العام 2017. وقال محمود لـ«الاتحاد» إن العام 2010 كان عام الذروة للسياحة المصرية، إذ استقطبت وقتها 14,7 مليون سائح، مضيفاً:«من الصعب في ظل الظروف التي تمر بها السياحة حالياً أن تعيد مصر ذروة سياحتها التي كانت عليها في العام 2010، لكن من خلال الخطة التي وضعتها وزارة السياحة يمكن أن نصل إلى 10 ملايين سائح بنهاية العام المقبل أو بداية العام 2018». وانخفضت أعداد السائحين إلى مصر العام الماضي بنسبة 18% لتصل إلى 6,1 مليون سائح مقارنة مع 7,5 مليون سائح في العام 2014. وأفاد محمود بأن الخطة تتضمن القيام بحملات ترويجية للسياحة في 14 سوقاً حول العالم باستثناء ثلاثة أسواق متوقفة حالياً هي الروسية والبريطانية والإيطالية. وتستند الخطة على محاور ستة هي استعادة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية وزيادتها، بالاعتماد على الأسواق البديلة والواعدة، وذلك عن طريق الشركاء السياحيين، والتعاون مع شركة مصر للطيران الناقل الوطني في تسيير رحلات لمختلف المقاصد المصرية، ودعم رحلات الطيران العارض والطيران منخفض التكلفة لزيادة التدفق السياحي للبلاد، ورفع مستوى جودة الخدمات وتحقيق أعلى المعايير بمنتجات وخدمات متطوّرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©