الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الأميركية تقلص استخدام المعادن النادرة

الشركات الأميركية تقلص استخدام المعادن النادرة
28 فبراير 2011 20:27
تواجه شركات أميركية مشكلة تقلبات أسعار المواد اللازمة لتصنيع منتجات الطاقة النظيفة ولذلك فهي تعكف في صمت على الاستثمار في تقنيات بديلة وتطوير عمليات تصنيعها من أجل تقليص الطلب على المعادن النادرة. وأعلن مسؤولون في الشركات الأميركية عن وسائل لتقليل استخدام المعادن النادرة في الوقت الذي تطالب فيه أوساط صناعية أميركية بزيادة المخزون الوطني من المعادن النادرة، وبإسراع تقديم التمويلات الفيدرالية العاجلة إلى المناجم المتمركزة في الولايات المتحدة بغرض تقليل الاعتماد على الصين في معظم احتياجاتها من المعادن النادرة.ويقول بيت سافاجيان مدير هندسة الأجهزة الكهربية في “جنرال موتورز” إن هذه المشكلة تحظى باهتمام الشركة ولكنها لن تعرقل نشاطها. كما تفاوتت ردود أفعال المؤسسات الحكومية ومراكز صنع القرار الأميركية في هذا الشأن، إلا أنها أجمعت على إضافة مصطلح “المواد الحرجة” إلى المعادن النادرة كما اتفقت على ضرورة تطوير تجميع المعلومات واللجوء إلى مزيد من عمليات التدوير وزيادة تمويلات بحوث المواد. تستخدم العناصر النادرة السبعة عشر في أغراض مختلفة تشمل بطاريات السيارات الكهربية ومغناطيسات تربينات الرياح والعوامل الحفازة لتوليد الطاقة. وهي تستخدم في العديد من الأشياء من أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لابتوب) إلى الصواريخ الموجهة. ومع تزايد أهمية هذه المنتجات تضاعف الطلب على المعادن النادرة والمواد المهمة في الوقت الذي لم يزد فيه المعروض منها إلا زيادة صغيرة الأمر الذي تسبب في زيادة أسعار المنتجات وتأخير تسليمها. وتأتي معظم المعادن النادرة من الصين التي وضعت قيوداً وعوائق على تصديرها الأمر الذي عمل على تفاقم المشكلة. ولا تزال شركات مثل “جنرال موتورز” و”جنرال اليكتريك” تقول إن في مقدورها أن تتلاءم مع الوضع. في ذلك قال ستيفن دوكلوس رئيس قسم استدامة المواد في “جنرال اليكتريك”: “كنا نتوقع حدوث ذلك منذ سنوات عدة”. وتنبع ثقة هذه الشركة من خبرتها السابقة بحالات نقص مواد حرجة. ففي عام 2006 أبدت “جنرال اليكتريك” قلقها من الزيادة الحادة لسعر معدن نادر يسمى رينيوم يستخدم في ريش تربينات المحركات. وفي غضون ثلاث سنوات توصلت “جنرال اليكتريك” إلى طرائق جديدة لتدوير البرادة المعدنية التي تتبقى من عمليات التصنيع وإلى أساليب جديدة لاستعادة الرينيوم من الريش المستعملة بل تمكنت أيضاً من تطوير سبائك غير محتوية على الرينيوم على نحو قلص استخدامها لهذا المعدن إلى النصف. وتنتهج “جنرال اليكتريك” نفس المقاربة حالياً لتواجه مشكلة المعادن النادرة. ويقول دوكلوس إن الحلول ستتفاوت وتتوقف على نوع المنتجات سواء كانت طبية أو ضوئية أو منتجات طاقة ويتوقع أن تتوصل الشركة إلى تقليل استخدام المعادن النادرة بنسبة تقارب 20 في المئة. فعلى سبيل المثال تقوم “جنرال اليكتريك” حالياً بتنفيذ برنامج مدته سنتان لدراسة الطريقة التي يمكن بها تقليص المعادن النادرة بنسبة 80 في المئة في تصنيع المغناطيسات الدائمة من خلال تطبيق النانو تكنولوجي دون التأثير على قوة المغناطيس. أما “جنرال موتورز” فإنها تستخدم نحو 3,2 كيلوجرام من مغناطيسات المعادن النادرة في كل سيارة من سياراتها “شيفي فولت”. ونظراً لأنها تعتزم زيادة إنتاجها من 10000 سيارة عام 2011 إلى 45000 سيارة عام 2012 فإنها تولي المسألة اهتماماً خاصاً، وتمكنت” من كبح ارتفاع أسعار المعادن النادرة التي تستوردها من الصين وذلك بفضل سلسلة الانتاج والإمداد الضخمة التي تتميز بها. فرغم ارتفاع سعر المواد الأولية إلى ثلاثة أمثالها خلال السنوات القليلة الماضية تبلغ زيادة تكلفة المغناطيس الذي تنتجه جي ام 50 في المئة فقط. كما قامت جي ام بتطوير منتجات لا تحتوي على مغناطيس المعادن النادرة مثل محرك هجين “ايسيست” المستخدم في السيارة بويك لاكروس موديل 2012. ويقول سافاجيان: “معظم موديلات سيارات اليوم تستخدم كمية كبيرة من المعادن النادرة. فإذا توصلت المصانع إلى بدائل عن هذه المعادن ستقل أسعار السيارات الحديثة بنسبة تتراوح بين 2 و4 في المئة. وهناك تحديات أخرى تشمل قلة أعداد الخبراء المتخصصين في هذا المجال ونقص التمويل اللازم لبحوث المواد الأساسية. غير أن الحكومة الأميركية تعتزم زيادة تمويل هذا المجال لتقليل تأثير احتكار الصين للمعادن النادرة. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©