الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأعمال التشكيلية السورية تسجل «أسعاراً خيالية»

14 يونيو 2009 03:07
استقطب الفن التشكيلي السوري في السنوات الأخيرة استثمارات كبيرة أدت الى «نقلة هائلة» يرى فيها المستثمرون مجرد بداية، بينما يؤكد أصحاب صالات العرض القديمة أنها «فقاعة ستزول» بسبب تركيزها على الجانب التجاري دون الفني والنقدي. وبدأ هذا التغيير، الذي أصبح حديث الوسط الثقافي، مع افتتاح جاليري «أيام» في 2006، وتعاقده مع عدد من الفنانين التشكيليين السوريين الذين تجولت بمعارضهم في جميع أنحاء العالم، وأدخلت لوحاتهم في مزادات علنية بالتعاون مع دار «كريستيز». وبعد ذلك لحقتها صالات عرض أخرى أخذت تعمل في آلية مشابهة، ما رفع أسعار الأعمال الفنية الى «مستويات خيالية». ويعيد خالد سماوي صاحب «جاليري أيام» أسباب هذا الاستثمار الفني إلى «الانفتاح الاقتصادي»، مؤكداً أن أثره كان «إيجابياً جداً على جميع الفنانين وصالات العرض لأنهم يبيعون الآن اكثر وبأسعار أعلى»، مضيفاً أن أسعار لوحات الفنانين الراحلين فاتح المدرس ولؤي كيالي تصل أحيانا الى ما بين 200 ألف و300 ألف دولار. ويرى سماوي الذي انتقل من العمل المصرفي في سويسرا ليتفرغ لاستثماره الجديد في سوريا أن معظم الصالات القديمة ليست إلا «دكاكين تبيع لوحات» لكن بفضل الاستثمار الجديد «صار هناك شيء اسمه فن تشكيلي سوري يلقى اهتماماً نقدياً وإعلامياً». أما منى أتاسي، صاحبة صالة أتاسي، فترى أن الأسعار التي بلغتها اللوحات بعد افتتاح الصالات الجديدة «غير مقبولة»، مؤكدة أنها «وهمية وليست حقيقية»، مشددة على «غياب» معايير التقييم التقليدية وأن ما يجري «فقاعة كبيرة ليس لها تقاليد عندنا (...) وستزول». من جهته يقول الناقد والفنان التشكيلي السوري أسعد عرابي إن ارتفاع أسعار اللوحات الفنية «أعاد كرامة الفنان ليعيل لوحته ويشتري ألوانه». مضيفاً أن الأسعار تنسجم مع «الغلاء الفاحش»، وأن كل ما فعلته الصالات الجديدة أنها «عومت الفنان التشكيلي كما يعوم الدولار». ويؤكد ان اثر نشاط الصالات الجديدة «لا ينحصر بالمال»، موضحاً أنها أدت إلى «شيوع ثقافي في الخارج وجابهت عنصرية الموقف العالمي تجاه الفنان العربي (الذي إلى حد اليوم) طرد من تاريخ الفن». مشدداً على أن أصحاب المجموعات العالميين يشكلون «ضابطاً عالمياً» للأسعار وهم «يصنعون تاريخ الفن وذوقهم لا يستهان به». لكن أتاسي تؤكد أن الصالات الجديدة «قدمت معارض وكرست فنانين كلاهما من أتفه ما يكون»، معتبرة ان الفنانين صاروا يسوقون أعمالا «تفتقد الابتكار والخلق فقط كي يبيعوا». وتقول بلهجة متحسرة «الكل يتحدث عن الأسعار، ولم أعد أسمع أي حديث عن عمل فني أو نقد». يحدث كل هذا بينما لا يزال أبو نعيم يدير أعماله من قبو صغير في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق، ويشتري لوحات الفنانين الشباب بمائتي دولار وسطياً. ويعبر أبو نعيم عن اعتزازه بعلاقته مع فاتح المدرس ويتذكر لقاءاتهما عندما كان يلعب دور «التاجر الفني» بينما كان عمله الأساسي ولا يزال إنتاج إطارات اللوحات منذ افتتاح محله سنة 1982. ويقول: «وقتها لم يكن في دمشق سوى جاليري واحدة». وبين أكداس اللوحات تبرز مجموعة لأعمال الرواد تستمر بالوصول إليه من زبائنه الدائمين الذين جعلوه، كما يقول، لا يتأثر كثيراً بافتتاح الصالات الجديدة
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©