الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي الضباط يتوهج بروائع نجوم الإمارات والمغرب ولبنان في حفل «شاعر المليون»

نادي الضباط يتوهج بروائع نجوم الإمارات والمغرب ولبنان في حفل «شاعر المليون»
9 ابريل 2010 20:48
في تراثنا العربي العريق كان الشعر كوكباً يضيء ليالي الموسيقى والغناء وهو ما يزال كذلك، فمع اختتام الدورة الرابعة لبرنامج شاعر المليون رفرف بيرقه من أبوظبي إلى الكويت، وقد جاء الحفل الفني مساء الخميس على مسرح نادي ضباط القوات المسلحة تتويجاً لهذا البرنامج الشعري الجميل، وقد اشترك في هذا الحفل ثلاثة نجوم من مغرب الوطن العربي الكبير ومشرقه الزاهي بما تقدمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من جهود في سبيل إعلاء شأن الفن الراقي وترسيخ جسور التواصل بين أبناء الأمة. توهجت حدائق نادي الضباط بقامات نخيلها والفنان المحبوب حسين الجسمي يمر أمامها متهادياً بخطواته كالصقر الإماراتي الطليق وهو في طريقه إلى منصة المسرح المصمم على نسق قلعة الجاهلي التي تحتفظ بعبق التاريخ المجيد لهذه الإمارة. كان الجمهور بانتظار سفير الفن الإماراتي الأصيل، مستهلاً إطلالته بتحية المساء، صدَّاحاً بصوته الشجي العذب ليغرق جمهوره بكل المحبة في “بحر الشوق”، مردداً بين أمواجه: “بحر الشوق لطامي لجلج موجه الطامي/ لو بالدامن أخاير كطع شرع الاولامي/ لي محبوب أحبه بيني وبنه محبة/ يسبح بي وانا اسبح به دونه بتندر أعوامي”. ومن شواطئ الإمارات الندية طار الفنان بجمهوره إلى جبال لبنان الشامخة وسفوحها الخضراء ونسمات هوائها اللطيف ليستدعي طيف الفنانة الكبيرة فيروز وصوتها الملائكي ويشدو معها: “نسَّم علينا الهوا من مفرق الوادي..”. وفي جو حافل بالمشاعر الفيَّاضة من المحبة والإعجاب، ومع ألحان المايسترو وليد فايد وفرقته الموسيقية، تابع الجسمي أداء مجموعة من أغانيه القديمة والجديدة، ومنها: “التاج، ودانا، سكرة، ما يسوي، قاصد، الحريم”. ومن جديد الفنان وباللهجة المصرية طار الشباب والشابات فرحاً واستمتاعاً ورقصوا مع “ست الصبح”، ولم يغادر الفنان الجسمي أرض الكنانة وإسعاد الحضور بصوته الشادي مع ألحان بليغ حمدي، إلا ليحلق بمحبيه في سماء حلب الشهباء ليكونوا بضيافة الفنانة ميادة الحناوي وأغنية “أنا أنا بعشقك/ أنا بعشق الكلمة اللي بتقولها وبعشق ضحكتك/ أنا بعشق الليل اللي في عيونك وبعشق رقتك/ أنا بعشق الأرض اللي عديت فيها يوم خطوتك”. وبعد تأكيد محبته بهذه الكلمات الرقيقة لم يشأ أن يودع محبيه ويغادر المسرح إلا مع المطربة فيروز ليؤكد لمحبيه من جديد: “حبيتك لنسيت النوم/ ياخوفي تنساني”. لكن لا أحد ينسى فناناً متألقاً بمكانة الجسمي، وكان الأطفال يتسابقون لتقديم الورود له، فقد ودعته بنت العشر سنوات الطفلة غزلان فراس بأجمل باقة ورد تعبيراً عن الإعجاب المحبة له ولفنه الراقي. وكما امتاز برنامج شاعر المليون بتنوع الشعر، كانت سهرته متنوعة أيضا باللحن والغناء، وعلى جناح بساط الريح من المغرب العربي جاءت المطربة المحبوبة أسماء لمنور لتشارك بهذا الحفل، فقدمت مجموعة من أغانيها الرائعة بمرافقة المايسترو خالد فؤاد وفرقته الموسيقية، ومنها: “يسعد مساك”، “أسأل وسيبك لطبيبك”، “ألبي دايم”، “خاينة”، “وهران”، وتلبية لطلب الجمهور قدمت الفنانة أغنية “المحكمة”، وما كان ليكتفي الحضور بالرقص والتصفيق بل انطلقت “الظلغوطة” من النساء المعجبات بأداء لمنور لتمتزج مع الموسيقى والصوت العذب، وبهذا الحضور غير المسبوق أكملت الفنانة وصلتها في هذه السهرة المتميزة بأغنيتين: “حبينا وتحبينا”، “صدق”. ومن المغرب عاد الطرب الشرقي الساحر بالحضور وسهرة الخميس إلى مدينة زحلة في ربوع لبنان وابنها النجم المحبوب وائل كفوري، الذي ألهب المسرح بالتصفيق والهتاف ليقدمه الإعلامي القدير حسين العامري كما كان قد قدم الجسمي ولمنور، قائلا: “سأقول ما قاله لي أحد الأصدقاء، نرحب بالنجم الأول على الأوائل الفنان وائل كفوري”. ليتقدم الفنان وسط الحراس المحيطين به خوفا عليه من كثرة المحبين والمعجبين، ويقول: “مساء الخير وأهلا فيكم وبمحبتكم وبحفل شاعر المليون أتمنى أن تقضوا سهرة حلوة”. انطلق الفنان المتألق بأداء عدد من الأغاني: “حبيبي يلي بحبه، تبكي الطيور، جن الهوى، الليلة الليلة مش بكرة”، ليقدم أجمل ما حمل إلى الإمارات وشاعر المليون متوجا وصلته الغنائية بأغنية خص بها الإمارات بهذه المناسبة، تقول: “يا جبين عالي مباركك الله/ بجو الإمارات الحلو تحلى/ بين المحبين وشعر موزون/ التقدير بسمل، سبح، وصلى/ مين قال أنو شاعر المليون/ لولا من المليون ما تجلى/ الشاعر خلق تامطرح البيكون/ يكبر بشعره كل كلمة شعر/ بتسوى ملايين الدنيا كلها”. وعاد الفنان وسط هالة من الورود يقدمها له الأطفال الذين يصعدون إلى المسرح ليستقبلهم ويخصهم بالتقاط الصور معهم والشباب والشابات والكبار يرقصون ويصفقون وكأنهم في عرس جميل يحييه هذا المطرب المحبوب، ثم واصل أغانيه التي امتدت سهرته إلى وقت متأخر بعد منتصف الليل، قدم فيها أكثر من 15 أغنية كان مسك ختامها “حكم الحب” ليغادر المسرح بنفس الحراسة الشديدة التي دخل بها لتحميه من جمهور المحبين. ـ وكان الفنان حسين الجسمي خص “الاتحاد” بقوله: “شاعر المليون تظاهرة جميلة، أبدعت فيها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بحيث توحد منابر الشعر وتزيح الحواجز ما بين الشعراء، صار الشعر يقدم من المحيط إلى الخليج، جمعتهم كلهم في أبوظبي وهي درة الخليج في كل شيء، امتازت بالجمال وتألقت كذلك في الشعر، يسعدني أني شاركت في ختام شاعر المليون، في هذا الحفل الأخير الذي قدم فيه أوبريت كان ناجحاً والحمد لله، وكانت فكرة جميلة قدمت من سعادة محمد خلف المزروعي، فكرة مشكور عليها كخط وإبداع كإخراج وأداء لهذا العمل، وأنا أتشرف بالمشاركة فيها على أرض بلدي وأتمنى دائما التوفيق”. وعن عام 2010 وما حمله معه من خير يضيف الفنان قائلاً: “أنا أولاً سعدت بدعوة مصر لتقديم الأوبريت في القمة العربية، وأنا سعيد أنني غنيت في ليبيا أمام ذلك الحشد الكبير تحت عنوان: “وطني الكبير” ومع مشاركة أخواني الفنانين في مصر وفي العالم العربي، بقيادة المايسترو سليم سحاب، وحبينا أن نوصل هذه الرسالة من شعب الخليج ونمثلهم بالكلمة الجميلة، ونتمنى أن نكون دائما عند حسن الظن، ولا شك أننا نحن كفنانين إماراتيين وخليجيين نفرح بالدعم إن جاء من الأهالي أو الحكومات”. وعن اختياره بالمرتبة 16 من الشخصيات المتميزة والقوية يقول: “أعتبر أن التكريم هو في نفس الوقت تشريف وتكليف، نفرح به لكن التكليف يجب أن يكون الواحد على قدر المسؤولية وننشر الحب والسلام، بالإضافة إلى جانب التقدم الموجود في بلادنا”. وعن اهتمامه باللياقة البدنية قال : “الصحة كما يقال تاج على رأس صاحبها أتمناها للجميع وأنا أشعر بالارتياح نفسيا ومعنويا، وأفضل بكثير”. وعن أغنيته الأخيرة باللهجة المصرية يؤكد: “أنا غنيت اللهجات اللبنانية والمصرية وأتطلع إلى أن أغني كل اللهجات لأني أحب الفن وأحب الموسيقى، هذا الشعور أفتخر فيه، ونحن تربينا على اللهجات الثانية سواء شامية أو غيرها”. ـ ويقول الدكتور خالد فؤاد عن هذه الاحتفالات الفنية التي تشهدها أبوظبي: “شاعر المليون ابتدأ عملاقاً وأصبح على مستوى العالم العربي، وصارت له مكانة في الأجندة الثقافية، وتدعيمه بالحفلات التي تتجدد على هامش البرنامج، كل الفنانين المشاركين “سوبر ستار”، وهذا شيء عظيم، وهذه الحفلة الختامية فيها تنويع من شمال أفريقيا، ودولة الإمارات، ولبنان، وهو تنويع جميل جدا، نقول إن الأرض ولادة من هذه الأسماء الكبيرة الجسمي، أسماء، وائل، وهذا التواصل الفني والشعري نأمل أن يشمل كل بلادنا، وأن نحل مشاكلنا بالمحبة مثل الفنانين والشعراء”. ـ وتقول الفنانة أسماء لمنور عن دور الفنان في التواصل بين المشرق والمغرب: “أنا سعيدة بهذه الخطوة في شاعر المليون، فيها تكريم للغتنا وتكريم للشعر ولهذا النوع من الفنون الراقية، بأن يشتركوا شعراء من الوطن العربي، ومن موريتانيا كنا دائماً نشاهد اهتمام الناس بالشعر مثل اهتمام أميركا اللاتينية بالشعر، واليوم من أبوظبي الاهتمام بالشعر العربي، ما تتخيلي كم هي فرحتي، بأن الشعر يجمعنا كلنا، وهذه سابقة وحركة محسوبة للإمارات بثقافتها وروادها بأن حكامها يشرفون على مثل هذا المشروع الفني الجميل”. وعن المنافسة بالفن: تقول لمنور “أكيد توجد منافسة في الفن وسببه النجاح، وأنا سعيدة بالتجارب التي أتيحت لي أن أقدم فيها مع مطربين كبار ومهمين في الوطن العربي، أنا أقدم ما بخاطري، وكذلك الفن الذي يليق بأمتنا العربية، كل التجارب التي قدمتها تفرحني”. وتضيف: “بالتأكيد، الغناء بلهجة الوطن الأم المغربية أقرب علي، لكن نحن في النهاية ننتمي إلى وطن عربي كبير واللهجات المتنوعة فيه أحاول أن أتعلمها وأتقنها لأغنيها وأجيدها كلهجة، لكن الشيء الأهم من هذا كله أن نختار الكلمة التي تليق بالمستمع وأن تكون فيها لمسة جمالية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©