«بيئي» تعلم الأطفال أهمية الحفاظ على المياه

على أوراق أعيد تصنيعها تماماً، اختار الأطفال الذين لعبوا ولونوا وربحوا سمكة يعتنون بها في منازلهم، التعهد الذي يختارونه من أجل المحافظة على عدم هدر المياه، وذلك لمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي نظمته المجموعة الشبابية «بيئي»، كنشاط ترفيهي تثقيفي شارك فيه الكبار والصغار، مساء الخميس الماضي في الحديقة الرسمية في أبوظبي. الطفلة زبيدة حماتي كانت تحمل كيساً شفافاً ممتلئاً بالمياه النظيفة حيث تدور سمكتها الصغيرة وتسبح، وقد أسمتها نور. وتشرح زبيدة بأن عليها وضع السمكة في حوض وتغيير مياهه كل يومين ووضع الطعام للسمكة. منال عبد الله قرأت في الجريدة عن الحدث فاصطحبت أولادها الثلاثة، وابنها مهنّد صباغ فرح بالسمكة التي أسماها باسمه من دون أي تردد. بشرى سعسع أرادت لابنتيها لجين ونوران تمضية وقت ممتع، وبالفعل وقفتا مع زميلات لهما لالتقاط صورة تذكارية مع السمكات. وتقول بشرى «لم أكن أتوقع أن يتسلوا ويلعبوا بهذه الطريقة، فقد تلقوا بأسلوب مسلٍ ومن خلال المشاركة بالألعاب معلومات مفيدة عن البيئة بشكل عام وعن أهمية المياه في حياتنا وكيفية المحافظة عليها». وتضيف «إن فكرة إعطائهم سمكة رائعة، فالأطفال شعروا أنهم حصلوا على كنز من البيئة، كنز عليهم المحافظة عليه». ألعاب مسلية جمعت الأطفال وفقرات فنية منها رقص رياضي قدمته زهرات الكشافة اللواتي قدمن من المدرسة الظبيانية في أبوظبي. وقد تحول سلم الثعبان الضخم الذي فرش في الحديقة إلى تنافس للوصول إلى قمة السلالم من خلال المعلومات المتعلقة بالمحافظة على الطاقة، فمن ينسى إطفاء النور لدى الخروج من الغرفة يتقهقر إلى أسفل السلم ومن يقفل صنبور المياه عند الانتهاء من الاستخدام يصعد نحو القمة. منى من «بيئي» تقص للأطفال وأهاليهم قصصاً عن المياه والبيئة ويدخل الحاضرون في منافسة تنتهي بتوزيع الجوائز على الأطفال، غير أنه لم يبق طفل من دون جائزة، دفاتر وأقلام تلوين وألعاب والأهم السمكات التي راحت تحمل أسماء متنوعة يراقبها الأطفال وهم في انتظار ضمها إلى العائلة والاعتناء بها. مهنّد سارع للتوجه الى من يوزعون طعام السمكة، فهو يريد إطعامها، ولجين ونوران تتابعان سمكاتهما باندهاش، أما زبيدة فتفكّر بوسيلة تبعد فيها حوض سمكتها عن الهرّ الذي تمتلكه. وقد شاركوا جميعاً مع أهاليهم في اختيار ما يريدون التعهد به تحت شعار «استدامة الإمارات حق لكل طفل» ووقعوا أسماءهم ووضعوا تعهداتهم في الصندوق. وأشار عامر سالمه من «بيئي» إلى أن النشاط شارك فيه بالإضافة إلى عشرة أعضاء من المجموعة، طلاب وطالبات تطوعوا للمساعدة قدموا من جامعة الشارقة إلى أبوظبي وجامعة زايد». وقد دعمت جهات متعددة هذا النشاط بينها جمعية أصدقاء البيئة ومركز إدارة النفايات في أبوظبي وهيئة البيئة- أبوظبي والجمعية الإماراتية للحياة البرية، بالإضافة إلى تعاون من عدة مؤسسات بينها شركة أبوظبي للإعلام ومصدر. وأشار سالمة الى أن البعض قدموا دعماً عينياً والبعض مادياً من أجل إنجاح النشاط الذي هو باكورة نشاطات «بيئي» متأملاً بالاستمرار في التوعية بأسلوب جذاب للأجيال من أجل بيئة أفضل. في ختام نشاط «بيئي»، كان لابد من شهادة تقدير لكل من شارك فيه، وخصوصاً أنه الأول للمجموعة، فدوّنت أسماء الأطفال على شهادات للمشاركة الفعالة شكراً وتقديراً.