الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فريدة لاشاي.. حصيلة نصف قرن من الفن

فريدة لاشاي.. حصيلة نصف قرن من الفن
14 مايو 2016 22:31
عصام أبو القاسم (الشارقة) يلزم الزائر للمعرض الاستعادي للفنانة الإيرانية فريدة لاشاي (1944 - 2013)، الذي استضافته مؤسسة الشارقة للفنون، منذ 12 مارس الماضي واختتم أمس السبت (14 مايو 2016)، المزيد من الوقت حتى يتمكن من رؤية جميع الأعمال المعروضة، في طابقين من مبنى بيت السركال، فهي عديدة ومتنوعة في مضامينها وأساليبها، وحصيلة لمسار يمتد لنصف قرن من مشوار فنانة يبدو أنها كانت الأنشط والأكثر إنتاجاً قياساً لمجايليها من فناني بلدها، هي التي اشتغلت بالكتابة أيضاً ودرست الأدب الألماني قبل أن تتخصص في دراسة الفنون بالنمسا. المعرض، الذي نُظم بتقييم من الشيخة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، هو عبارة عن محطات أو مراحل مختلفة من مسيرة الفنانة الراحلة، ويمكن النظر إليه كتاريخ موجز لحركة الفنون وتطوراتها في العقود القليلة الماضية ليس في إيران، ولكن في ذلك الأفق المفتوح على التحاور والتفاعل بين فناني الشرق والغرب. منذ ستينيات القرن الماضي وإلى وقت قريب من زماننا هذا، قاربت لاشاي العديد من الموضوعات والقضايا، كما جربت العديد من الأشكال الفنية، وهي فعلت ذلك بقدر كبير من المرونة والدينامية كما تظهر أعمالها، فلقد عمدت الفنانة دائماً إلى المزاوجة بين موروثها المحلي وما كسبته من خبرة العيش والدراسة في الغرب، وهو ما يتجلى في استلهامها ثيمات ذات صلة بجغرافيا وثقافة ومجتمع بلدها، ومعالجتها بمنظور تعبيري أو تجريدي حداثي وعلى نحو يحيل في بعض الأحوال إلى نظائر فنية ومجتمعية غربية. وتجربة الفنانة في حد ذاتها هي تجارب متنوعة ومتعددة بين الرسم والتجهيز والنحت والفيديو، ومتداخلة في علائق ملفتة بين اللون والسرد، وبين التكنولوجيا والأداء الحي. ما بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ركزت لاشاي على إنجاز أعمال متسلسلة تحت عناوين مثل «الخيول» و«الأشجار» و«المزهريات» و«المنمنمات»، وكل سلسلة منها تصور جملة من الوضعيات أو الحالات التعبيرية للخيول أو الأشجار، بحيث يبدو للرائي، وهو يتنقل من قطعة إلى أخرى، في سلسلة الخيول مثلاً، كما لو أنه يتابع فيلماً للصور المتحركة. هذا المنهج المبدع والمجهد في التصوير، الذي يبين مثابرتها وصبرها ودقتها، ستتابعه لاشاي إلى حدود الألفية الثالثة، ولكنها ستركز أكثر على الطبيعة، ولعل السلسلة الأكثر لفتاً في هذا السياق هي تلك الموسومة «أوراق النبات في الظلام» والتي يمكن النظر إليها بوصفها خلاصة نموذجية لخبرة الفنانة العميقة في هذا الضرب من الاشتغال. وبشكل مجمل، يمكن القول، إن لاشاي، وخصوصاً في أعمالها الأخيرة، سعت إلى اقتراح طريقة مختلفة في تلقي أعمالها، التي تختلف أيضاً في أحجامها، بين الطول والقصر، ويبدو أنها تأثرت كثيراً بالسينما أو بأفلام الرسوم المتحركة، وحاولت أن تستلهم طريقتها في العرض بابتكار المساقط الضوئية المتنقلة، التي تمر في إيقاع مضبوط من قطعة إلى أخرى في تصاويرها. في عملها المعنون «عندما أحسب، لا يوجد سواك، ولكن عندما أنظر لا أجد سوى الظل»، والمنجز 2012، ثمة 80 صورة مطبوعة مع عرض صور متحركة، وأيضاً في عملها «الأمل» 2011، وفي «بين الاقتراح/‏ التنفيذ/‏ يسقط الظل» 2012 يظهر شغف الفنانة بتقليص المسافة بين الرسم والفيديو، في شكل أوضح وأوقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©