الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسامح الرسول

4 ابريل 2017 23:40
جبلت نفس النبي، صلى الله عليه وسلم على العفو والتسامح مع خصومه، ولم يعرف أنه غضب لنفسه قط، وسيرته مليئة بالمواقف الدالة على ذلك. جاءته زوجة عكرمة بن أبي جهل، تطلب له الأمان بعد أن فر عكرمة خوفاً من النبي بعد فتح مكة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «برب هو آمن»، ولما رجع عكرمة وأسلم وحسن إسلامه، قال صلى الله عليه وسلم لصحابته: «يأتيكم عكرمة لا تعيروه بأبيه، فإن ذلك يؤذي الميت ولا ينفع الحي». ولما جاءته زوجة الحارث ابن عمه وقد أمعن في إيذائه، صلى الله عليه وسلم، عفا عنه وأعطاها دليلاً على العفو، وقصته صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن أبي ابن سلول، رأس المنافقين، الذي أساء إليه وأمعن في إيذائه، فعاده في مرضه وأعطاه قميصه ليكفن فيه، وصلى عليه الجنازة ودعا له، وقصته مع أهل الطائف الذين آذوه، فيرفع صلى الله عليه وسلم يده قائلاً: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»، ويطلب أحد الصحابة منه، صلى الله عليه وسلم، أن يدعو على أعدائه، فيقول: «لم أبعث لعاناً». يأتي فضالة، فيطوف بالكعبة خلف النبي يريد قتله، فيقول له النبي فيم تفكر يا فضالة؟ فيقول: كنت أذكر الله، فيقول له النبي: «استغفر الله»، ثم يضع يده على صدره، فيقول فضالة: «ما وقع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شي ء أحب إلي منه». وعفا النبي صلى الله عليه وسلم عن صفوان بن أمية، عدوه اللدود، وأرسل له عمامته ليطمئنه، وجعل له أربعة أشهر خياراً بين الشرك والإسلام، فضرب صلى الله عليه وسلم أروع المثل في العفو والحلم والعظمة والنبل. وقصص عفوه مع خصومه كثيرة ومتعددة، ولم يكن ذلك عن ضعف، بل كان عن قوة واقتدار لعلمه أن العفو والتسامح يغير النفوس، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...)، «سورة فصلت: الآية 34» إننا بحاجة إلى قراءة جديدة لسيرته صلى الله عليه وسلم لبيان جوانب العظمة في حياته وتعامله مع الناس، خاصة خصومه، فانقلبت خصومتهم إلى مناصرة وتأييد وفداء، ونحن بحاجة إلى الاقتداء به، صلى الله عليه وسلم، في التعامل مع الآخر، وتقدير المواقف، وإيثار العفو والصفح والتسامح، وتلك شيم الكرام، وخصال حضارتنا العربية والإسلامية. أبوالعنين درويش - السلع
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©