السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعادة .. هاجس المقبلين على الزواج

السعادة .. هاجس المقبلين على الزواج
15 يونيو 2009 00:38
تكتسب عملية التوجيه والإرشاد الأسري أهمية مضاعفة في هذه الآونة في ظل المتغيرات المتعددة التي تحيط بالأسرة العربية في عالم اليوم وسط التقدم المذهل في عالم الاتصالات وتشابك العلاقات وتداخل الثقافات وتعدد التيارات الثقافية الغريبة التي تهب على المجتمعات العربية من كل حدب وصوب، وباتت القيم وعوامل استقرار الأسرة في مهب الريح تتقاذفها عوامل التفكك والتغريب والتصدع والمشاكل، ومن ثم أصبحت الأسرة، واستقرارها وتماسكها ضحية عوامل داخلية وخارجية عديدة، مما أسهم إلى حد كبير في تراجع دور الأسرة، وظهور مشاكل أسرية كثيرة لم تعرفها مجتمعاتنا العربية من قبل. ومن ثم كانت مهمة التوجيه والإرشاد الأسري حاجة ملحة فرضتها عوامل عديدة، وباتت الحاجة إلى التدخل الإرشادي والعلاجي على صعيد الفرد أو الأسرة في شكل توعوي وثقافي ومهني ينهض به المتخصصون المعنيون بالشأن التربوي والاجتماعي. من هذا المنطلق تبنى مركز «الأسرة السعيدة» في مدينة العين برنامجاً طموحاً على هذا الطريق من خلال تنفيذ عدة برامج علمية هادفة، ودورات تدريبية للمقبلين على الزواج من الجنسين في موضوعات حيوية تشمل مهارات إدارة الأسرة، وفن التثقيف الصحي والإرشاد الأسري، وفنون حل المشاكل الأسرية ومشاكل الأبناء المراهقين وأسس الزواج الناجح، ومقومات حماية الأسرية من التفكك أو الطلاق، والتوعية الأسرية بالعديد من القضايا الاجتماعية الشائكة كانحراف الأحداث والتحرش الجنسي بالأطفال، والعنف الأسري لمساعدة أفراد الأسرة والأخذ بأيديهم للتقليل والحد من حالات الطلاق، والتعامل مع ظاهرة العنوسة وارتفاع المهور وتكاليف الزواج، وغير ذلك من موضوعات ذات العلاقة. وفي افتتاح الدورة البرامجية الجديدة لمهرجان «الأسرة السعيدة»، التي ينظمها مكتب الأسرة السعيدة بالعين بإشراف استشارية العلاقات الأسرية والاجتماعية أنعام المنصوري، بالتنسيق مع مشروع مبدعة، تحت شعار:»لا للطلاق.. لا للتفكك الأسري.. لا للانحراف» من خلال قيم إسلامية راسخة مجتمع أسري متماسك. تم استضافة الزميل خورشيد حرفوش، الصحفي بجريدة»الاتحاد»، لتقديم محاضرة بعنوان «الطريق إلى السعادة الزوجية» حضرها عدد كبير من الأزواج والزوجات، وعدد من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج في قاعة غرفة التجارة والصناعة بالعين، أعقبها حوار مفتوح للإجابة عن تساؤلات الجمهور. وتناولت محاضرة «الطريق إلى السعادة الزوجية» عددا من المحاور الهامة هي: أهمية التوجيه الأسري، ولماذا دعت الحاجة إلى مثل هذا النوع من العمل المهني، وأهمية توعية وتثقيف المقبلين على الزواج، كيف نترجم شعار «لا للطلاق.. لا للتفكك الأسري.. لا للانحراف» إلى برامج عمل يومية في الأسرة والمجتمع، وأهمية توعية الزوجين بالحقوق والواجبات المشتركة، وكيف يتفهم كل طرف الآخر، وكيفية تقبل كل طرف من طرف العلاقة الزوجية التعايش مع الآخر في ضوء الثقافة والعوامل المتغيرة التي يفرضها الزواج، وكيفية توقع المشاكل التي تحدث في الأيام الأولى من الزواج، وفن التعامل معها وتجنبها وتداركها. كما تناولت المحاضرة التي لاقت تجاوباً كبيراً من المشاركات والمشاركين، الإشارة إلى فنون التعامل بين طرفي العلاقة الزوجية، وماذا يحب الرجل في زوجته؟ وماذا تحب الزوجة من صفات في زوجها، مع الإشارة إلى أهمية التفهم المشترك لسيكولوجية الزوج والزوجة، وما هي الأشياء التي يجب على كل طرف تجنبها وعدم الوقوع فيها من خلال خمس وخمسين نصيحة لتحقيق السعادة الزوجية. رخصة الزواج وأشارت أنعام المنصوري إلى أهمية تثقيف المقبلين والمقبلات على الزواج، ومنحهم رخصة للزواج بعد اجتياز دورات تثقيفية عن كل ما يتعلق بالمؤسسة الزوجية، وتزويدهم بالعديد من المهارات الخاصة في فنون التعامل واحتواء المشاكل وطرق ووسائل الحد من مسببات التفكك الأسري وانحراف الأبناء، فضلاً عن تثقيفهم بجوانب وخبرات حياتية مختلفة. تكريم تضمن برنامج انطلاق مهرجان «الأسرة السعيدة» ، الافتتاح بالنشيد الوطني، وتلاوة قرآنية للطالبة ريهام مصطفى، وكلمة افتتاحية للسيدة موزة الهنائي، وعرض لإنجازات المركز قدمته السيدة أنعام المنصوري، الاستشارية الأسرية والتربوية، ثم محاضرة «الطريق إلى السعادة الزوجية»، بعدها تم تكريم عدد من المتطوعين والإعلاميين المتميزين في مجال التوعية بشؤون الأسرة، وهم إنتصار أبوعياد، ورمضان بن عامر، وعايدة الكثيري، وأميرة الأحبابي، وريهام مصطفى، ،منى متولي، إنعام الشايب، وراشد ضاعن الكعبي، والزميلة فداء طه المحررة بالاتحاد، وربحي سعد مصور الاتحاد بالعين. كيف تتعامل الزوجة مع مراهقة الزوج المتأخرة؟ خورشيد حرفوش أبوظبي - كثيرًا ما يقال إن هناك تصدعاً وانهياراً لأسرة ما بسبب «المراهقة المتأخرة» للزوج، وغالباً ما تأخذ شكل«التهمة» الجاهزة للزوج «اللعوب»، أو لتوصيف أسباب الخيانة الزوجية من قبل الرجل، وهو مصطلح يتداول بين الناس أكثر مما هو متعارف عليه علمياً، بما يعرف ب «أزمة منتصف العمر»، وأن هذه الأزمة تحدث في مرحلة ما بعد الأربعين من العمر. و«أزمة منتصف العمر» هي «حالة من حالات الرغبة في التغيير، تشمل المظهر والمقتنيات والسلوك. كما تضرب أيضاً العلاقات الزوجية، وهنا تكمن الخطورة. وعادة ما تكون محفوفة بالمخاطر، وبخاصة إذا نجمت عنها المشاكل العائلية التي تؤدي إلى تصدع الأسرة والطلاق والتفكك الأسري وتشرد الأبناء». ويجب النظر إلى أنه لا يوجد عمر محدد لهذه المراهقة، وإنما هي مرحلة يمر بها الشخص حسب شخصيته وتنشئته ومزاجه وظروفه. وربما يفسر البعض تزايد هذه الحالة لانشغال المرأة في أمور البيت ومسؤولياته، والانصراف عن الاهتمام بزوجها. ولوحظ أن معظم مشاكل الزوجات وبخاصة المتقدمات في تجربة الزواج سببها «مراهقة الرجل»، والتي تبدأ بعد أن يزيد عدد أفراد الأسرة، وتتعاظم مسؤوليات الأزواج تجاه الأبناء. وأن معظم حالات المراهقة التي يشتكي منها الأزواج مردها الإهمال من قبل الزوجة بقصد أو غير قصد. وهناك عديد من الزوجات اللواتي يشتكين من المراهقة المتأخرة لدى أزواجهن، ومن تغير سلوكهم معهن ومع الأبناء. وتشكو النساء كذلك من تخلي بعض الأزواج عن مسؤولياتهم في الإنفاق ومتابعة شؤون الأسرة من تربية الأبناء، والانصراف إلى ترتيب أوضاعهم من أجل زواج آخر. إن ما يمر به الرجال في هذه السن مراهقة متأخرة تصيبهم عادة بعد النصف الثاني من الأربعينات، حيث يحن الزوج إلى مرحلة الشباب ومغامراتها وأحداثها، ومن أبرز مظاهر مراهقته اهتمامه بمظهره الخارجي بصورة يفسرها أو يراها البعض مبالغاً فيها، وحاجته النفسية إلى المزيد من الاهتمام من قبل طرف آخر غير الزوجة، وحاجته إلى أن يثبت لذاته أنه لا يزال «مرغوباً» فيه. إن البيئة الاجتماعية وأسلوب التربية والمشاكل الأسرية والضغوط النفسية في العلاقات الأسرية والعلاقات بين الزوجين تؤدي إلى ظهور «المراهقين الجدد»، وأن الغزو الذي جرى في بنيان الأسرة من العنف الأسري والطلاق وتأخر سن الزواج ودخول العولمة من أوسع الأبواب وعزوف الشباب عن الزواج، كل ذلك عمل على إطالة فترة المراهقة لدى الرجل. فإن كل ما يجري حول الرجل مما تنقله القنوات الفضائية من فيديو كليبات وغيرها، والإعلام بشكل عام يركز على المرأة الشابة الحسناء، مما أدى إلى مراهقته في عمر متقدم. وتحتار كثير من الزوجات عندما تواجهها مثل هذه المشكلة مع الزوج، وقد تجازف بعشرتها وبيتها في لحظة غضب، ويمكن أن نلفت نظر هؤلاء الزوجات بألا يتفاجأن إذا ما صدر عن زوج إحداهن أي تصرف بعيد عن الرزانة والمنطق، فعليها أن تتمسك برزانتها وحكمتها وتعرف كيف تتعامل مع الموقف. فلا تتفرغ لمراقبة الزوج وتصرفاته ووقوفه أمام المرآة، وإن فعلتها عليها ألا تجعله يشعر بذلك، كيلا تحفر لمشاكل لا تستطيع حلها. ولا تنتقد أي تصرف من قبله قد يزعجها أو يثير حفيظتها، بل تتجاهل الأمر وكأنه لا يحدث أمامها. بل عليها أن تثني على مظهره وأناقته وذوقه في اختيار الملابس مثلاً، وأن تطلب إذنه لتنتقي لنفسها نفس الألوان التي يرتديها لتشكل معه ثنائياً منسجماً، وبذلك يلفتان الأنظار معاً، ولا تقوم الزوجة بدور المرشد نظراً لحساسية الموقف، وحساسية الزوج «المراهق»، فآخر ما يرغب به في هذه المرحلة هو النصائح والمواعظ. ومن جانب آخر عليها أن تحاول التقرب منه أكثر من السابق، وأن تشعره بأنها تحرص على سعادته، وأن تعلن أن منزلها واحة خالية من المشاكل، لأن في هذه الفترة ستحل هذه المشاكل وحدها من دون أن تلجأ إلى الزوج أو تخبره بما حصل. كما يمكن للزوجة الواعية أن تشعر زوجها بأنها تقف إلى جانبه وتدعمه في كل خطواته وتصرفاته، لكي يشعر أن هناك من يقف بجانبه ويتفهمه. وأن تحرص على ألا تتخذ من مراهقة الزوج فرصة للضحك والمداعبة أمام الأهل والأصدقاء أو الأبناء، وإلا فإنها ستحصد سلبيات ما يترتب على ذلك. ولا تسعى لإدخال الأهل في معالجة الموقف، ففي ذلك خطأ كبير يحدث شرخاً عميقاً في علاقتها بزوجها في وقت تكون فيه في غنىً عن أية مزايدات. بل عليها أن تبتلع معاناتها في صبر وجلد، وأن تهتم بزوجها، وتكن له الصديقة التي يثق بها، والأخت التي يأتمنها على أسراره، والأم التي يحن إلى صدرها في الأوقات الحرجة والصعبة. وذلك من خلال نزع قناع الزوجة التقليدية، وارتداء قناع الزوجة القوية المحنكة القادرة على قيادة دفة المنزل والأسرة في صمت وروية. ومن جانب آخر على الزوجة الواعية أن تحاسب نفسها قبل أن تحاسب زوجها، لأنها المسؤولة الأولى عن أي تغيير قد يطرأ على الزوج، فلا تفقد أو تتخلى عن رونقها، وأن تهتم بنفسها وبمظهرها وأن تعزز ثقتها بنفسها، وتتمسك بكبريائها، فكثرة التنازلات قد تجعل الزوج يتمادى في تصرفاته غير الواعية، ويعتبرها فرصة أو تبريرا لحل نفسه من أي ارتباط أو مسؤولية. وأن تحرص الزوجة في النهاية أن تبقى متجددة في حياتها، قادرة على العطاء لتلبي تحولات زوجها وتستوعب احتياجاته وتعقد المرحلة العمرية التي يمر بها، بذكاء وحنكة وكياسة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©