الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجادلون

15 يونيو 2009 00:41
جاء الأمر الإلهي واضحا «اذبحوا بقرة» لكن جدل اليهود، عناد اليهود، وحتى غرورهم الكذاب دفعهم للسؤال (ما لونها؟)، (ما صفتها؟)، إلى أن قالوا: «ادع لنا ربك يبين ما هي، إن البقر تشابه علينا». حوار ونقاش في قضية «طالت وهي قصيرة» لو ذبحوا أي بقرة منذ البداية لما كان حالهم «فذبحوها وما كادوا يفعلون»، كثرت أسئلتهم وازداد جدالهم فصعبت عليهم الإجابة وضاقت عليهم الأرض، ولو أنهم لم يسخروا وأخذوا الأمر منذ البداية بجدية لجنبوا أنفسهم مشقة البحث وتعب صعوبة الاحتمالات. مؤخرا لاحظت المجادلين، اكتشفت وجودهم حولي، هناك كثيرون تركوا إنجاز أعمالهم وتفرغوا للجدال، تجد أسئلتهم تترى: كيف نبدأ؟ ماذا نفعل؟ من سيساعدني؟ كيف سيحصل الأمر؟ أسئلة تعقبها أسئلة كلما أجبت لهم سؤالا بادروك بآخر، دائما لديهم مشكلة تحتاج لحل، يقضون أوقاتهم بالدوران حول أنفسهم لا يعرفون ماذا يفعلون. الغريب أن هؤلاء «الجدليين» يعتقدون أنهم على صواب، ولا يدركون مدى الضوضاء التي تسببها مجادلاتهم، تطول الاجتماعات لإقناعهم بأن طريقة أدائهم خاطئة، ويضيع الوقت لأنهم لا يريدون أن يدركوا أنهم على خطأ، يستغربون ويغضبون ويزمجرون حين تمضي القافلة وهم وقوف في أماكنهم، ربما لأنهم يظنون أن على القافلة انتظار انتهائهم من الجدال! هؤلاء المجادلون بلا نهاية لا يثقون إلا بأنفسهم، يخافون الآخرين، ويعيشون دوما في نظرية المؤامرة، فالكل يتآمر عليهم، الكل يؤذيهم، والجميع بلا استثناء ينتظر سقوطهم ليستل سكينه! قرأت ذات مرة أن الناس من حولنا أربعة أنواع، ناجحون وناجحون جدا، فاشلون وفاشلون جدا، الناجح هو شخص يملك حلا لأي مشكلة، والناجح جدا لديه عدة حلول للمشكلة، الفاشل لا يجد حلا للمشكلة ولكن الفاشل جدا هو ذاك الذي يملك مشكلة لكل حل تقدمه له! المجادلون أعلاه هم من النوع الأخير، وللأسف هم كثر. فتحية البلوشي fmohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©