هدير الأمواج في العقة يداعب الرمال الذهبية

عندما تستلقي على شواطئها وتستسلم إلى صوت هدير الأمواج وهو يداعب الرمال برفق المحبين، اعلم أنك في منطقة العقة السياحية. فالعقة التي تقع على ضفاف الساحل الشرقي وتبعد عن الفجيرة بـ50 كيلو متراً جهة الشمال الغربي، يأسرك جمالها الأخاذ، وطبيعتها الخلابة. ونظراً لموقعها المتميز على الشواطئ الرملية فقد تسابقت شركات الاستثمار لإقامة الفنادق والشاليهات، وأصبحت العقة خلال السنوات القليلة الماضية أكثر مناطق الفجيرة رواجاً في عالم السياحة، وتضم حالياً 4 فنادق ضخمة فارهة ذات خمس نجوم، وهناك مشاريع قادمة لبناء فنادق جديدة على مساحة لا تتجاوز 5 كيلو مترات. وتجمع العقة تضاريس متعددة من الجبال والشواطئ المتموجة والصخور والجزر. وترى مشهد الطبيعة واضحاً في معالمها. فتمدد الجبال اتجاه البحر، واندفاع المياه الزرقاء نحو اليابسة تشكل لوحة فيروزية بغاية الروعة والجمال لهذه المنطقة التي تغتسل بمياه خليج عمان الدافئة المفتوح على المحيط الهندي. كما أن أشعة الشمس، وهي ترسل خيوط النور، تزيد المكان دفئاً. وأشجار نخيلها المتناثرة في الجانب الشرقي من المنطقة أضفت لوناً جميلاً زادها بهاء. ووظفت الفنادق الإمكانات بشكل ينسجم مع طبيعة هذه المنطقة، فقامت بزراعة الورد على مداخل الفنادق والمساحات الداخلية، بحيث يشعر السائح أو المتجول بروعة المكان، وهو يمارس رياضة المشي بين ردهات هذه الفنادق وعلى شواطئها الممتدة لأكثر من 3 كيلومترات. وزائر العقة اليوم يراها مسكونة بعدد لا بأس به من المواطنين، يقيمون بجانب نخيلهم، والبحر الذي جاورهم منذ القدم، ويلمس بهم طيبة وأصالة أهل الإمارات، حيث لا يفصل الجبل عن الرمال سوى أمتار، حتى انَّ منظر الجبل وهو يطل بعنفوانه وكأنه حارس لهذه المنطقة يمنح الموجود على السفح شعوراً فائقاً بالأمان. ومن المؤكد أن الزائر سوف يستنشق نسائم الكوس التي تهب على مناطق الساحل الشرقي، ومن ضمنها العقة مع بداية كل فصل. أمَّا مع قدوم موسم الصيف فنجد الفنادق تتنافس في تقديم العروض للزوار، وتمنح حسومات خاصة تصل إلى 30 بالمئة ليستمتع الزائر بالإقامة في فنادق العقة، التي تقدم أشهى المأكولات العربية والشرقية والهندية والأوروبية وأطباق المأكولات البحرية، نظراً لموقع العقة القريب من أسواق الأسماك في دبا والبدية. كما يتاح لك، إذا كنت من هواة البر وتسلق الجبال، الانضمام إلى رحلات منتظمة لزيارة المعالم السياحية الجبلية، ومن أهمها محمية الوريعة الطبيعية، والاستمتاع بمناظر الجبال والوديان، ومشاهدة شلالات الوريعة التي تتدفق طوال أيام السنة. أما إذا كنت من هواة البحر والغطس، فإن العقة توفر لك هذا المطلب من خلال مراكز الغوص التابعة للفنادق أو المستقلة والإبحار من خلالها لاكتشاف أعماق الساحل الشرقي، وما تزخر به من الشعب المرجانية ذات الألوان الزاهية، والأشكال المتعددة. أما إذا لم يكن لديك حب المغامرات، و قررت الاكتفاء بالجلوس في إحدى شرفات الفنادق المطلة على الشاطئ، فلسوف تمتع ناظريك بمشاهدة البحر الأزرق الصافي، وتطلق العنان لفكرك متأملاً في هذا الملكوت، فمناظر الطبيعة تجتمع على شواطئ العقة من دون منازع.