الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساعة «النووي» الإيراني... بعد انتخابات الرئاسة

ساعة «النووي» الإيراني... بعد انتخابات الرئاسة
15 يونيو 2009 00:54
انتظر العالم انتخابات الرئاسة الإيرانية لتحديد الوجهة التي سيتخذها النظام في طهران إزاء البرنامج النووي، فقبل التجربة النووية لكوريا الشمالية التي تحدت بها العالم في شهر مايو الماضي، أجرت إيران تجربتين ناجحتين لإطلاق صاروخين طويلي المدى قالت عن أحدهما إنه أكثر دقة من النماذج السابقة ويستطيع الوصول إلى إسرائيل. لكن إلى أي مدى اقتربت إيران من القنبلة النووية؟ رسمياً تؤكد إيران أن برنامجها النووي موجه فقط لأغراض سلمية ولإنتاج الطاقة لا غير، كما أن تقرير الاستخبارات الأميركية الصادر في عام 2007 خلص إلى أن إيران تخلت عن برنامج التسلح النووي في عام 2003، إلا أنه بالنظر إلى تاريخ الجمهورية الإسلامية في إخفاء أنشطتها النووية، تواجه التطمينات الإيرانية بالكثير من الشكوك. فحسب المعلومات المتوفرة يتوزع البرنامج النووي الإيراني على مجموعة من المواقع من بينها محطة «ناتانز» لتخصيب اليورانيوم، ومحطة «آراك» لإنتاج المياه الثقيلة التي يمكن استخدامها لإنتاج البلوتونيوم المستعمل في صناعة السلاح، فضلا عن محطة نووية في «بوشهر» وأخرى لمعالجة اليورانيوم في «أصفهان». ورغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تعاون إيران مع عمليات التفتيش وفتحها للعديد من المواقع الحساسة وإخضاعها للمراقبة، فإنها في الوقت نفسه رفضت وصول المفتشين إلى المحطات التي تضم أجهزة الطرد المركزية، ومواقع الأبحاث الخاصة بالتخصيب، بالإضافة إلى المناجم التي يستخرج منها اليورانيوم. وإذا كانت إيران عازمة على تطوير قنبلة نووية بسرعة أكبر، فهي على الأرجح تستطيع ذلك خلال بضع سنوات شريطة امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب، لاسيما أنها رفضت حتى الآن المطالب الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم باعتباره الخطوة التي تسبق تصنيع السلاح النووي. وحسب تقرير صادر عن لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونجرس الأميركي في مايو الماضي، «لا توجد إشارات تدل على أن قادة إيران قرروا امتلاك القنبلة»، لكن فريقاً من الخبراء الروس والأميركيين توصلوا إلى أن إيران قادرة على إنتاج السلاح النووي في فترة زمنية لا تتعدى السنة، ومع ذلك ستكون طهران بحاجة إلى ثماني سنوات كي تنتج قنبلة يمكن تثبيتها في صواريخ قادرة على إطلاقها، وهو توقيت يطابق تقرير الاستخبارات الأميركية الذي خلص إلى أن إيران تستطيع تطوير القنبلة النووية بحلول 2015. بيد أن دخول إيران للنادي النووي دونه العديد من العقبات التكنولوجية، حيث أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن عدد أجهزة الطرد المركزية التي تعمل تحت الأرض بمحطة ناتانز لا تتجاوز أربعة آلاف جهاز، خلافاً للتصريحات الإيرانية التي ترفع العدد إلى سبعة آلاف جهاز، وإن كانت طهران قد أعلنت عن طموحها بتركيب 50 ألف جهاز طرد مركزي في المستقبل. وإلى غاية اللحظة يستخدم الإيرانيون يورانيوم منخفض التخصيب تصل درجته أقل من 5 في المئة بحيث يصلح فقط لمحطات توليد الطاقة، والحال أنه لإنتاج القنبلة لابد من تخصيب ألفي رطل من اليورانيوم بدرجة 90 في المئة. وبالنظر إلى مراقبة الوكالة للأنشطة النووية الإيرانية، لا تستطيع طهران إنتاج وقود عالي التخصيب دون انكشاف أمرها، لذا يتخوف البعض من احتمال لجوء إيران إلى الخارج للحصول على الوقود، فضلا عن تخوفات أخرى من اكتساب إيران للتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج. لكن ماذا عن الخيارات الدبلوماسية المتاحة؟ في شهر أبريل الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران إلى جانب الأطراف الأخرى، وهي روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وعرضت تجميد العقوبات الجديدة مقابل تجميد إيران لعميلة التخصيب، لكن أحمدي نجاد سرعان ما قطع الطريق على مطالب أخرى عندما قال في الأسبوع الماضي إن «الموضوع النووي أغلق بالنسبة لنا». ومع أن مرشحي الانتخابات الرئاسية اختلفوا في أسلوب التعامل مع الغرب، وسعى بعضهم إلى تبني سياسة خارجية أكثر انفتاحاً وأقل تشدداً، فإنهم جميعاً اتفقوا على ضرورة الاستمرار في البرنامج النووي وعدم الرضوخ للغرب، ناهيك عن سيطرة المرشد الأعلى على الملف النووي ومحدودية دور الرئيس في رسم السياسة الخارحية لإيران. وفيما عدا الخيار الدبلوماسي، سيبقى الحل العسكري مطروحاً أيضاً على الطاولة، لاسيما بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو، أثناء حملته الانتخابية عندما قال إنه سيقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن الولايات المتحدة المتخوفة من حرب إقليمية تشعل المنطقة، حذرت على لسان نائب الرئيس «جو بايدن»، إسرائيل من شن حرب على إيران. وقد كانت لافتة التصريحات التي أدلى بها رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال «يوسي بايداز» من أن طهران تملك ما يكفي من اليورانيوم لصناعة قنبلة نووية بنهاية السنة الجارية قائلا إن «الساعة الإيرانية أسرع من ساعة المجتمع الدولي». لكن هل يعني ذلك أن ضربة عسكرية توجهها أميركا أو إسرائيل إلى المواقع النووية الإيرانية، كافية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني؟ بالنسبة لـ«واين وايت»، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية وخبير في شؤون جنوب آسيا، سيؤدي القصف الجوي الإسرائيلي للمنشآت الإيرانية إلى تأخير البرنامج النووي لفترة زمنية، لكن دون القضاء عليه تماماً بالنظر إلى انتشار المحطات النووية على مساحات شاسعة. وهذا الأمر يختلف بالطبع مع الولايات المتحدة التي تملك القدرة على إطلاق صواريخها من البوارج الحربية في مياه الخليج، فضلا عن الطائرات المستعدة للإقلاع من القواعد القريبة. غير أن تقريراً صدر في شهر مايو الماضي عن مؤسسة «كروب» بعنوان «إيران: خطيرة وليست قوية»، يرى أن الجمهورية الإسلامية قد لا تشكل الخطر الذي يحذر منه البعض، مطالباً الولايات المتحدة بالتخفيف من حدة خطابها العدائي والاكتفاء بتصعيد الضغوط الدولية على النظام لتخليه عن البرنامج النووي. دان مورفي كاتب أميركي متخصص في الشؤون الدفاعية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©