الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدهم لطفي «يغوص» في ملامح المشاهير ويرسمها «كاريكاتيرياً» بالأبيض والأسود

أدهم لطفي «يغوص» في ملامح المشاهير ويرسمها «كاريكاتيرياً» بالأبيض والأسود
10 يناير 2010 23:56
تخصص الفنان أدهم لطفي في رسم البورتريه منذ أكثر من عشرة أعوام وبالذات بورتريهات النجوم والمشاهير في الفن والسياسة والثقافة. ودخل هذا المجال من عالم الصحافة من خلال رسمه لبورتريهات المشاهير بشكل طبيعي إلا أن نضجه الفني دفعه إلى رسم البورتريه الكاريكاتوري ليبدع عشرات البورتريهات لنجوم الفن والسياسة. يتحكم الفنان أدهم لطفي في وجوه شخصياته التي يبدعها كاشفا عن ملامحها الداخلية قبل الخارجية، ويجلس طويلا أمام صورة الشخصية قبل أن يعكف على رســمها ليقدم رؤيته الفنية بشكل مغاير لما ألفه الناس فمثلا نجده يرسم الفنان الكوميدي فؤاد المهندس حزينا ليعكس حالته النفسية في أواخر أيامه. ويصور الشاعر أحمد فؤاد نجم فنانا بوهيميا ويركز على الجانب المأساوي في حياة نجيب الريحاني. ويصور ليلى مراد باسمه تنشر البهجة حولها وهكذا نجده يقدم وجهة نظره الفنية الخالصة في كل شخصية يعكف على رسمها ويفضل رسم وجوه شخصياته بالأبيض والأسود لأنها توحي له بالبهجة والجمال وكأن هذه الوجوه خارجة لتوها من التاريخ. قال لطفي (44 سنة) إنه بدأ رسم البورتريهات في أواسط التسعينيات من القرن الماضي حين قدم نماذجة حية لمجموعة من العاملين في إحدى الورش وعرض هذه الوجوه العادية في معرض فني بنقابة التشكيليين عام 1996 وحظيت بإعجاب الكثيرين وكان هذا المعرض بداية دخوله عالم الصحافة حيث عمل في عدة صحف مصرية وخليجية ورسم عشرات البورتريهات لمشاهير الفن والسياسة والثقافة وكلها طبيعية تلتزم بالملامح والمحاكاة والحرفية والمهارة بلا رؤية فنية. تضخيم ومبالغة وأضاف أن العمل بالصحافة أفاده على مستوى الرسم والتعرف على شخصيات كثيرة بالقراءة عنها والغوص في حياتها ما أثرى تجربته وجعله محترفا على مستوى الرسم الأمر الذي دفعه إلى اقتحام البورتريه الكاريكاتيري الذي يختلف كثيرا عن البورتريه الطبيعي ففي البورتريه الكاريكاتيري يقدم الفنان رؤيته في الشخصية التي يرسمها من خلال المبالغة وتأكيد سمات الشخصية الداخلية والخارجية وتقديم الشخصية في قالب حي حتى تصل إلى الناس وتعلق في أذهانهم فالفنان في البورتريه الكاريكاتيري يعيد صياغة الشخصية ويسعى للوصول إلى مفاتيحها ويقدمها بشكل مغاير لما ألفه الناس عن تلك الشخصية ملتزما بالضوء والظل والنسب التي يتحكم فيها حتى لا تهرب الشخصية منه. وقال إنه رسم عشرات البورتريهات لمشاهير في السياسة والفن والثقافة ولا يأخذ في الاعتبار درجة حبه للشخصية فهو أمام شخصية يسعى لتأكيد ملامحها والوصول إلى مفتاحها فكل شخصية لها مفتاح يصل إليه الفنان حسب مهارته وموهبته، ولكن يعاني عندما تكون هناك وجوه محايدة مثل وجهي محمد منير وأنور وجدي وغيرهما فهذه الوجوه وجد صعوبة في رسمها لأنها لا تحمل سمات مميزة وتستفز رسام البورتريه الذي يبحث عن المبالغة والتضخيم الملائمين للشخصية. أكد لطفي أن وجوه الرجال من المشاهير أسهل من وجوه النساء وبالذات نجمات الفن فهن يمثلن حقل ألغام بسبب كثرة المكياج على وجهوهن وتعدد اللوك الذي يلجأن إليه على فترات متقاربة مثل يسرا التي وجد صعوبة كبيرة في رسمها وعندما رسمها لأول مرة لم تعجبه فمزق اللوحة، وأعاد رسمها مرة أخرى ونفس الأمر ينطبق على فنانات أخريات لأن المشكلة عدم الإمساك بجوهر الشخصية الحقيقية مثل الأصوات الغنائية الجديدة التي تتشابه ولا تستطيع التمييز بينها. خطوط وملامح وقال إن هناك مشكلات أخرى تواجه رسام البورتريه مثل عدم ملاءمة الصورة التي يرسم منها حيث لا تكون واضحة على مستوى الملامح وفي أحيان كثيرة يبحث عن صور كثيرة لنفس الشخصية ليختار من بينها التفاصيل التي يركز عليها ويسعى للمبالغة فيها فهو يتعامل مع خطوط وملامح، ومن الممكن أن تظهر حلول أخرى له أثناء الرسم مع الوضع في الاعتبار أن مفتاح أي شخصية يكمن في عينيها فمن خلالهما يستطيع الوصول إلى حلول فنية أفضل مثل تصغير أشياء في الوجه وتكبير أشياء أخرى وإيجاد علاقة ملائمة بين تفاصيل الوجه. وأكد أنه لم يتعرض لمشكلات طوال رحلته مع رسم وجوه المشاهير باستثناء وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي اعترض على تضخيم أنفه لكنه وجد ردود فعل إيجابية على رسومه فالفنان عادل إمام أعجب برسمه وطلب اللوحة. ولفت إلى أن رسام البورتريه معروف أنه صاحب رؤية ساخرة وعلى المشاهير احتمالها كضريبة للشهرة والنجاح كما أن رسومه الساخرة غالبا ما تحمل وجهة نظر فنية ونفسية تجاه المشاهير. قال لطفي إنه يستغرق وقتا طويلا بسبب الأسلوب الذي يتبعه في الرسم فيظل جالسا أمام صوره الشخصية التي سيرسمها كثيرا ثم يأتي بورقة بيضاء ليخطط عليها الملامح العامة لتلك الشخصية ثم يأتي بورق الكانسون الذي يرسم عليه ليبدأ تنفيذ ما استقر عليه من خلال أسلوب التحبير أو التشهير وهو تكنيك صعب لأن قلم الرابيد الذي يستخدمه يجب أن يكون عموديا على الورقة ويجب حساب الضوء والظل، والإتقان والتركيز أساسيان في عمله لأنه يميل إلى مدرسة التفاصيل في الرسم والتي تستغرق منه وقتا ومجهودا كبيرين، وتتمثل تلك التفاصيل في الشعر والعيون والرموش والحواجب. رسم التفاصيل وأضاف أن بورتريه الشاعر أحمد فؤاد نجم استغرق منه وقتا طويلا لكثرة تفاصيله بعكس شخصيات أخرى مثل الشاعر أحمد رامي الذي رسمه بمزاج لتميز ملامحه الخارجية مثل أذنيه وأنفه وتجاعيد وجهه وهو غالبا ما يركز في أعماله على ملامح الوجه لأنها هي الأهم في شخصية أي إنسان بعيدا عن بقية تفاصيل جسمه وملابسه. وأرجع عدم تفرغه للفن فقط إلى أن الفن ليس مصدرا جيدا للرزق في مصر ونادرا ما تجد فنانا يحيا حياة كريمة من الفن وكثيرا من الفنانين يمتهنون مهنا أخرى تحقق لهم الحياة الكريمة وهو يتعامل مع الفن على انه متعة وهواية، ويعتبر نفسه فنانا تشكيليا وليس رساما كاريكاتيريا فقط ولهذا يجهز لإقامة معرض فني يضم مجموعة من المشاهد والمناظر لمجموعة من الأطفال بأسلوب تأثيري مغاير لما قدمه من قبل حيث يسعى من خلال هذا المعرض إلى إثبات أن فنان الكاريكاتير الماهر تشكيلي متميز. رسام النجوم قال الفنان أدهم لطفي إنه لم يقابل وجوها صعبة كثيرة في مشواره واكتشف أن رد الفعل يكون كبيرا في حالة رسم وجوه المشاهير بعكس الوجوه العادية التي لا يتوقف الناس كثيرا أمامها، وفي رأيه أن رسام البورتريه رسام نجوم بالأساس، وهو سعيد بكل الشخصيات التي رسمها وخاصة التي تحمل سمات مميزة مثل اسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وعادل أدهم ونجيب محفوظ وعادل إمام ونجيب الريحاني وباسم سمرة ويوسف شاهين وعمر الشريف
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©