الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سودانيات ينخرطن في مهن حرفية تنافس الرجال

سودانيات ينخرطن في مهن حرفية تنافس الرجال
10 يناير 2010 23:56
دفعت ظروف الحياة السودانيات إلى امتهان أعمال حرفية كانت حكرا على الرجال حتى وقت قريب فقد امتلأت مراكز التدريب المهني الثانوية بالعديد من الشابات الراغبات في العمل في مجالات كهرباء السيارات والميكانيكا والنجارة إلى جانب تعلم قيادة السيارات للمنافسة في سوق العمل المزدحم بالبطالة من الجنسين. وتقول آسيا خلف الله إحدى الطالبات بمركز التدريب المهني بمنطقة الخرطوم 3 إنها تدرس في الصف الأول ثانوي كهرباء سيارات، مشيرة إلى أنها كانت راغبة بتعلم النجارة الخشبية إلا أنها لم تجد قسما خاصا بها في المدرسة فقررت الالتحاق بكهرباء السيارات. وتضيف أنها لم تجد أي صعوبة في تعلم الأساسيات للعمل الذي يعتقد الكثير أنه خاص بالرجال فالتعامل مع الآلات الحديدية والكهربائية الضخمة لا يحتاج إلى قوة عضلات بل إلى فهم وإدراك ومعالجة يدوية. وتقول: “لم أجد أي اعتراض من والدي بخصوص هذه الدراسة”. وتشاطر أماني زميلتها آسيا الرغبة بالدخول في هذا المجال لكنها تكشف عن العديد من الاعتراضات التي واجهتها من قبل بعض أفراد أسرتها. وتقول: “رغم ذلك التحقت بهذا المجال وقد وجدت صعوبة في البداية خاصة في الجانب العملي للدراسة بالورشة لأننا فتاتين فقط في المدرسة ولكن الحواجز والمخاوف تلاشت بمجرد أن مارسنا الشق العملي في الدراسة”. وتوضح سلمى العاقب، الطالبة بالمعهد الكوري قسم التصميم والخياطة، أنها لجأت إلى هذا النوع من التدريب والدراسة المهنية بهدف اللحاق بسوق العمل، وتقول: “لدي أفكار أريد أن أطبقها عمليا في التصاميم والقصات والتفصيلات النسائية”، مضيفة أنها تدرس في قسم منفصل ولا يوجد فيه ذكور. وتقول: “نحن 11 بنت في القسم وقد أخبرتنا زميلاتنا الخريجات أن سوق العمل في مجال الأقمشة والتفصيل والتطريز يحتاج إلى نساء لأن معظم الخياطين من الرجال”. من جهتها، تقول إخلاص فقيري، عضو المجلس الأعلى للتدريب المهني بمركز التدريب المهني السوداني الصيني بأم درمان، إن المتغيرات الدولية والإقليمية والاقتصادية دفعت الكثير من النساء في الوطن العربي لامتهان حرف كانت تعتبر في السابق من الأعمال الرجالية. وتضيف يوجد بالسودان الكثير من المدارس الفنية التي تعمل على تأهيل الفتيات الراغبات في تعلم مهن الكهرباء العامة وميكانيكا السيارات والخراطة بالإضافة إلى أقسام الخياطة والأعمال اليدوية وتعلم قيادة السيارات. وتشير فقيري إلى أن برامج التدريب تهدف إلى رفع قدرات الفتيات وتأهيلهن للمنافسة في سوق العمل، إذ أنشئ قسم خاص لتنمية قدرات المرأة بمركز التدريب المهني بمدينة أم درمان. وتقول لكن رغم ذلك تواجه الكثير من هؤلاء الفتيات مشاكل التميز في سوق العمل رغم أن التشريعات والقوانين تنادي بالمساواة في هذا الجانب. ويوضح صلاح بلال، مدير البرامج بالعهد السوداني الكوري للتدريب المهني جنوب الخرطوم، أن لديهم 50 طالبة يدرسن الكهرباء العامة والفندقة والتطريز إلى جانب الحاسوب حيث تقضي الفتيات فترة دراسة ثلاث سنوات بالمعهد منها عام عملي في أحد المصانع لاكتساب الجوانب العملية استعدادا للانطلاق لسوق العمل. ويقول إن التدريب في المعهد يمر بعدة مراحل حيث يبدأ بأعمال البرادة والخراطة في السنة الأولى، ومن ثم يبدأ التخصص في المجالات المختلفة، لافتا إلى أن الفكرة السائدة أن الدراسات الحرفية والمهنية مرتبطة بالعمل الشاق غير صحيحة فقد أصبحت علما يدرس عن طريق الحاسوب ويمارس عمليا وقد أثبتت الطالبات خريجات المعهد الكوري نجاحا منقطع النظير في المصانع التي التحقن بها.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©