لوحات المغربي حسن الشير تستدعي جميع الحواس لفك شيفرة السواد

يقيم الفنان التشكيلي المغربي حسن الشير في رواق «أسود على أبيض» بمراكش أحدث معارضه، وفيه يقدم إنجازاته الفنية والتشكيلية التي أبدعها في السنوات القليلة الماضية. لوحات حسن الشير في هذا المعرض تستدعي جميع الحواس لفك شفرة السواد، هذا اللون الذي يجلس على عرش الألوان في أعماله. وتجعل زائر المعرض، يقف أمام لوحات هذا الفنان وكأن هناك شيء ما يشده اليها، هذه اللوحة التي تتماوج فيها الخطوط والمساحات الشاسعة حيث نجد الفنان يتعامل مع الضوء بحذر شديد. وربما هي محاولة منه للغوص في الذات البشرية المنكسرة والمحبطة. لوحاته بؤر من السواد تحث الزائر على طرح أسئلة وجودية قلقة، فخطوطه تحمل السؤال الأبدي والأبعاد الصامتة التي تلبس السواد وكأن حال الفنان حسن يقول: الظلام أو السواد هو االأزلي والقاعدة في حياة الإنسان، أما النور / الضوء فهوالاستثناء. يدرك هذا الفنان أن اللون الأسود هو سيد الألوان (على الأقل في لوحاته)، والبؤر التي نجدها في أعماله هي مكمن الصمت واللغز الذي نقف أمامه منبهرين. وقد أدرك الفنان حسن الشير مدى استعداد المتلقي للتجاوب مع لوحاته أو الاصطدام بها، هذا الاصطدام هو الذي يخلق المتعة وربما يجد فيها زالزائر غربته وتشظيه. يذكر أن الفنان حسن الشير ولد في مدينة الرماني سنة 1964، وهو واحد من الفنانين المتخرجين من مدرسة تطوان للفنون الجميلة، وهي أعرق مدرسة تخرج منها كبار التشكيليين المغاربة. حصل على شهادات عليا من مدارس فرنسية كبرى تدرس قواعد بالتشكيل وأخرى في مجال الفيديو وفنونه. شارك في عدد من المعارض الجماعية والفردية في عدد من المدن المغربية، وأخرى في إسبانيا والبرتغال ولبنان و تناول تجربته الفنية نقاد من المغرب ولبنان وفرنسا.