السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تغيير النظرة إلى الزوجة

15 يونيو 2009 02:34
كان الرجال يقولون سابقا عن الفتاة الجامعية إنها متكبرة وكثيرة التفلسف والثقافة غطت على تفكيرها وأسلوب تعاملها ومن المستحيل أن نتزوجها حتى لو كانت آخر امرأة في العالم لكن الآن نرى أن الأمر قد اختلف تماما، وأصبحت الجامعية هي الصنف المطلوب، «سبحان مغير الأحوال»، فعندما يفكر الشاب في الارتباط اليوم يسأل عن شهادة الفتاة، ليس اهتماما بالمستوى الثقافي أو حرصا على بناء أسرة راقية، أو حرصا على حسن تربية الأولاد، وإنما لأمر آخر. أصبح الشاب اليوم يبحث عن الفتاة الموظفة أو التي لها مستقبل وظيفي، صار يهمه مستوى الراتب، من قبل كنا نسمع أنه يجب على المرأة أن تلازم بيتها، وأن يكون شغلها الشاغل هو زوجها وكيفية تربية الأبناء. الرجل الآن يشجع المرأة على الاختلاط والخروج خارج البيت (كم هم قلة الرجال الذين يحملون مبادئ الرجل الحق في هذا الزمان) ولكي يبرر الرجل موقفه تجده يقول: المرأة نصف المجتمع..لذلك يجب عليها أن تساعد زوجها في مصاريف البيت، (المصاريف كثيرة، ومصاريف الزوجة أكثر) نعم تساعد الزوج فتجدها الآن هي التي أصبحت تصرف على نفسها، وعلى الأبناء، وعلى جميع أمور البيت.. والزوج لا دور له..فقد وجد ماكينة سحب مالية في البيت تدر عليه المال والأبناء. وأيضا من حججه اللامعة لكيلا تقول المرأة إننا ضد حريتها في مجال العمل نترك لها فرصة لتثبت جدارتها..وحتى نبيّن بأننا لا نحسد مكانتها المرموقة والمستوى الذي وصلت إليه والنجاح الباهر الذي حققته، بذكائها وطموحها غير المحدود، أين أنتم يا معشر الرجال من الآية الكريمة: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم» سورة النساء: الآية 34. أقول للنساء المتزوجات قرن في بيوتكن ودعن الوظائف لغيركن من الشباب الذين يحملون أوراقهم وشهاداتهم ويبحثون ولم يجدوا أي وظيفة إلى الآن..ووجهن اهتمامكن الى الدور الأساسي لكن وهو تربية الأبناء. قد يظن البعض أنني ضد عمل المرأة!! في نظري أن المرأة غير المحتاجة لا يوجد عندها سبب للعمل؟! ستقول إحداهن إن الملل يأكل قلبها أحياناً..وتريد كسر الروتين الذي تعيشه..طبعا إذا كانت الخادمة تقوم بجميع أعمال البيت، فلا شك سوف تشعر الزوجة بالملل..ولكن يوجد العديد من الأندية والمراكز التعليمية في مجالات عديدة يمكن المشاركة فيها إن رغبت. وفي نظري أن هناك فئتين، قد تجبرهن الظروف على العمل. الأولى المطلقة، خصوصا التي تعيل عددا من أبنائها، فالمعروف أن الآباء سيتزوجون من غيرهن ولا يصرفون على عيال المطلقة، علما بأن الدولة تصرف مبلغا لهن، لكنه لا يكفي. والفئة الثانية وهي من البنات اللاتي انتهين من دراستهن ولم يدخلن القفص الذهبي بعد. وهاتان الفئتان قد يكن في وضع حرج وصعب في أسرهن، لذا يتجهان الى العمل لكيلا يكن ثقلا على رب الأسرة ، ولا ننسى أن كل إنسان، رجل كان أو امرأة، بحاجة إلى عمل يشغل وقته ويستغرق طاقته حتى لا يشعر بالملل، ولا يؤدي به الفراغ إلى الانحراف مثلما نسمع ونشاهد. ولكن على المرأة أن تحسن الاختيار، وأن تضع في اعتبارها هذا التغير الذي طال مزاج الشباب ونوعية الزوجة التي يختارونها، وأن يتعاملن مع هذا التغيير بحذر، وتحضرني قصة واقعية توضح الأمر، حول شاب بحث عن فتاة ذات منصب وظيفي مرموق وكانت تكبره ببعض سنين، وخوفها من أن يفوتها قطار الزواج، وافقت عليه.. وتزوج منها لتفاجأ بعدها بأن زوجها المحترم عليه قروض كثيرة مضت عليها سنوات عديدة ولم يستطع سدادها. وكان الغرض من زواجه بها هو أن تقوم بدفع هذا الدين. فايزة الكتبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©