الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خلود المزروعي.. امرأة تتحدّى «الكثبان»

خلود المزروعي.. امرأة تتحدّى «الكثبان»
15 مايو 2016 15:56
محمد الأمين (أبوظبي) مع خبرة تمتد لعقد من الزمن، وبإرادة لا تلين، اقتحمت خلود المزروعي، مجال إدارة المشاريع في قطاع البناء والتخطيط الهندسي. زادها ما حظيت به من البرامج التدريبية المكثفة داخل الدولة، وفي شركة الاتحاد للقطارات، ودولٍ أخرى كألمانيا والأردن، مثالاً لا حصراً. وبجدارة ومثابرة، تتقلد المهندسة خلود المزروعي، اليوم منصب مساعد مدير الإنشاء، قسم المشروع، بشركة الاتحاد للقطارات، كأول مهندسة بالشركة. «في البداية خشيت أن لا أكون بالمستوى المطلوب، فأنا امرأة في محيط من الرجال، على مسؤولية خلق سكة حديدية، في موقع بكرٍ، خالٍ من كل الطرق المعبدة ويتطلب مجهوداً استثنائياً».. بهذه العبارات، مع ثقة كبيرة في النفس، بدأت المهندسة خلود المزروعي، حديثها لـ«لاتحاد» عن تجربتها كأول مهندسة إماراتية تنضم لشركة الاتحاد للقطارات، المُطوِّر والمُشغِّل الرئيس لشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شغلت في البداية منصب مدير الهياكل، بعد انضمامها للشركة في العام 2012 قبل أن تشغل منصب مساعد مدير الإنشاء &ndash قسم المشروع، وهو المنصب الذي ما تزال تتقلده إلى الآن. المزروعي، ربة أسرة، وأم لطفلين، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وذات سجلٍ حافلٍ بالنجاحات، بعد أن اكتسبت خبرة كبيرة من خلال العمل لمدة 5 سنوات في وزارة الأشغال العامة، على رأس قسم تخطيط المشاريع في قسم التخطيط بالوزارة، إضافة إلى مسؤولياتها المتعددة، خلال مسيرتها العملية، رغمَ ذلك تمكنت من إحراز جائزة التمييز من لدن برنامج جوائز التميزMPW 2006. امرأة.. في مسار التأسيس تؤكد خلود أن تجربة تمكين المرأة في الإمارات تجربة خاصة، بالنظر إلى مثيلاتها في دول المنطقة، فهي تتمتع بنفس الوضع القانوني للرجل، فيما يخص تقلد المناصب، والحصول على التعليم، والحق في ممارسة المهن، كما أن تمكينها من أولويات وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية «ولذلك فأنا فخورة بكوني أول مهندسة إماراتية، بل الوحيدة التي ساهمت في بناء قطار الاتحاد» تقول خلود، لافتة إلى أنها كانت تخشى البدايات والصعوبات «لكنها الخشية التي تدفع إلى النجاح» حسب تعبيرها، مؤكدة في الوقت ذاته استفادتها من تراكماتِ تجربتها كمهندسة ميدان في بداية مشوارها الناجح. حرٌ...وكثبان رملية وصحاري وتقول: عشتُ صعوباتِ البداية، كانت التجربة في الميدان، في أراض بكر من الكثبان الرملية والصحاري لا توجد بها طرق معبدة، وفي جوٍ حارٍ جداً، ما يعتقد البعضُ أنه لا يناسب المرأة، رغم صبر المرأة الإماراتية الأصيلة، وإسهاماتها تاريخياً في هذه البيئة القاسية.. صحيح تعرضتُ لهذه الظروف من قبيل الوقوف في مكان واحد طول النهار، ودون وجود الإرسال في بعض الأحيان، كانت التجربة صعبة في البداية إلا أنني ويوماً بعد يوم بدأت أتعود، بل واستمتع بجوانبها الإيجابية في تحقيق حلم بمشروع لجميع الإماراتيين، حيث كنا ننزل إلى الميدان مع الخبراء في مجموعات ضمن فريق واحد يدعم بعضه بعضاً، إلى أن جسدنا الحلم بخلق وتجسيد سكة حديد إماراتية على أرض الواقع. التحدي كانت البداية لها مخاوفها، مخاوف خوض تجربة جديدة، وأي تجربة؟ تجربة في مشروع اقتصادي ضخم نراهن عليه جميعاً، وبقدر ما تخاف أن لا تكون على مستوى الرهان، إلا أن ذلك يعطيك حافزاً ودافعاً للنجاح والتميز. حصلت المزروعي على دورات وسفرات خارجية بحيث أصبحت على خبرة، بإنشاءات السكك الحديدية، وهو أمر يؤكد أن «الاتحاد للقطارات» ذللت كل الصعاب، كما يؤكد قدرة المرأة وطاقم العمل على تقديم الدعم لوجود المرأة خاصة في المجالات الفنية. تقول خلود: صراحة، كان العمل مع فريق الرعيل الأول للسكك الحديدية في الإمارات تجربة وقفزة أشكر الله على أن خصني بها، وبالانتماء إلى هذا الفخر. التميز الكامن وعما إذا كانت اليوم، وبعد نجاح التجربة، تدعو المرأة لأن تخوض تجارب مماثلة؟ توضح أن المرأة الإماراتية قادرة على تحقيق النجاح والتميز في كل عمل تتوجه إليه، إذا كانت تحب العمل الذي هي بصدد إنجازه، فما يراه الناس سلبيات تراه هي إيجابيات، وفي النهاية وحين يتحقق المشروع ويتجسد على أرض الواقع ستشعر أنّ رهانها كان صحيحاً وفي محله. وتضيف: أقول للمرة الإماراتية: كل امرأة لديها طموح وتحب خوض تجربة في مجال تحبه، لها مقعد محجوز بين الرجال، حتى ولو كان في مجالٍ لم يوجد بعد. وحول برامج الاتحاد للقطارات تقول: كان لدينا برنامج تدريبي خاص بالمرأة وقد استقبلت طالبات، والبابُ مفتوح للنساء لمشاركتنا بناء الإمارات. صعوبات.. ولكن وعن الصعوبات والتحديات، تشير المزروعي: «نحن في الإمارات ذللنا جميع المصاعب لدعم المرأة وتمكينها وفي جميع القطاعات، ولم نواجه كنساء صعوبات كالآخرين، فأنا كمهندسة في الميدان لم أواجه صعوبات مانعة لأداء مهمتي، وأن كنتُ أواجه استغراب بعض الشركاء من وجود امرأة في مجالٍ كان حكراً على الرجال، ليس اعتراضاً ولا عدم دعمٍ، بل الاستغراب فقط، إلا أننا نتلقى كل ما هو مطلوب من التسهيلات من مواطنين وفروا كل السبل، وكنا دائما عبارة عن فريق ومنظومة موحدة، وكان التركيز على أن نكسب علما، ودراسة وخبرة، وأن ننجح ونُحقق أحلامنا، وآمال دولتنا فينا. 31% نسبة المرأة العاملة في «الاتحاد للقطارات» توكد المزروعي، أن نسبة المرأة العاملة في شركة الاتحاد للقطارات من إجمالي الموظفين تصل نحو 31%، حيث أتاحت لموظفاتها من النساء فرصة المشاركة والانضمام لمجموعة من البرامج والدورات التدريبية المتخصصة بتعزيز المهارات القيادية وبناء الشخصية على مختلف الصعد المهنية، مثل برنامج القيادات النسائية للتبادل المعرفي بين الإمارات والسويد، وذلك بالتعاون مع مؤسسة دبي للمرأة ومجموعة «تنمية المرأة المستدامة W4SG»، و«معهد ميل للأعمال»، إلى جانب العديد من البرامج المتخصصة والمهنية التي من شأنها بناء وصقل شخصية المرأة ومحاكاة احتياجاتها في بيئة العمل.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©