الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفجيرة.. صورة متعددة الأبعاد

الفجيرة.. صورة متعددة الأبعاد
5 مارس 2014 23:29
تطلع الشمس من الأزرق صباحا، وتغيب قبل الجميع لتتوارى خلف سلسلة الجبال التي تلفها من الغرب، فيظفرون بمتعة الشفق القزحي، تعلو في قلب الإمارة قلعة الفجيرة الحصينة حيث ترصد العابرين وتوقظ في الذاكرة قرونا من التاريخ، وتعيد الحياة لكنوز أثرية ذات امتداد في الزمان وعلو صرح في المكان، كانت القلاع والحصون ولا تزال تكتب لأبناء الفجيرة ذاكرة عنقاء تطاول السماء وتؤشر إلى أن وراء هذه الجدران الصلبة رجال شجعان وفرسان أشاوس حفروا في الصخر لتأمين البقاء أولا، ثم تأمين حياة لم يلينوا فيها أمام الصعاب، كذا في البثنة والبدية والحيل وأوحلة حيث تنتصب معالم شتى، من حول ذلك ينساب الماء خريرا متدفقا صاغ مزاجا ثقافيا متميزا لأبناء الإمارة الحالمة. الفجيرة حالة إماراتية استثنائية ليس لأنها تقف على خليج العرب ممتدة على عرض البحر كشاطئ لا يتوقف على زرع الهدوء والطمأنينة والسكينة في النفوس، والزج بك أنت الزائر لها إلى التعدد والتنوع سواء في البشر أو الحجر أو الشجر أو الأرض، حيث الماء ينزل من عليّ ليسقي النفوس الظمأى، ويسيح في المزارع التي نبتت كـ (عيوب) في أسفل التلال والجبال حيث النخل يقف مطاولا الجبال العاتية العالية التي تدر الخير وتشيد صروح العمران في كل مكان، يالها من إمارة تكذب كل الحسابات، وتجعل من قليلها كثيرا، ومع كل فعل فيها تشعر أنها تحظى بسر لا ندري فحواه. الفعل والإنجاز ربما حرص أبناء هذه الأرض الصلبة على أن يكونوا مختلفين، لكنهم كانوا دائما منسجمين مع روح الإمارات على طريقتهم الخاصة ولمستهم المتفردة، طريقة تقوم على المساهمة في الفعل الجمعي بروح تأخذ في الحسبان بكل أسباب النجاح والتطوير والتألق والنظر إلى أبعد من اللحظة الساكنة. أيام في الفجيرة لا تكفي لسبر أغوارها الثقافية، لأنك كلما اتجهت ثمة ما يخزك لكي تفكر، لكي تعمل، لكي تجتهد، لتسأل نفسك في النهاية ما السر في الأمر؟ ربما كان السر في كل ذلك أنه لا سر لها سوى هذا الوضوح وهذه الشفافية وهذه البساطة، وهذه السكينة التي تخفي وراءها روحا أخرى قدت من عزم وطموح وإرادة ربما نبتت في النفوس من خلال تضاريسها المتنوعة والبديعة التي تحكي دهورا من الكفاح للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم في ظل دولة الاتحاد التي جعلت من العقد الإماراتي نموذجا للاقتداء، وجنّحت في سماء عالية وبعيدة لوصول القمة والمرتبة الأولى دائما. الشجرة والغابة الفجيرة شجرة من هذه الغابة الوارفة الظلال خضنا غمارها الثقافي بكل تفاصيله فحاورنا عددا من المهتمين بهذا الشأن الحيوي التنموي الذي لا غنى عنه للانخراط في منظومة عالمية تذوّب الثقافات، لكن أن تصبح الفجيرة محط أنظار ثقافيا فهذا شأن آخر له ما يبرره، لم تذهب الإمارة إلى العالم بل أتاها في أحيان كثيرة، وهنا تكمن عظمة الإنجاز، وتظهر للعيان القدرات الكامنة في نفوس أبنائها الذين اجتهدوا وثابروا وأسسوا وبرمجوا للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم بتوجيه من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة الذي طور في أحلام أبناء الفجيرة وترك لهم المجال ليفكروا بكل استقلالية ليضعهم بعد ذلك أمام مسؤولياتهم من خلال النتائج التي وصلوا إليها، وها هم في غمرة التفاعل الإيجابي يفكرون في المزيد والمزيد، لأن إطلاق العنان للإبداع من شأنه أن يؤسس لقاعدة صلبة، خصوصا في المجال الثقافي الذي بقي في كثير من البلدان أمرا مكملا أو ثانويا. هي مجرد محاولة أردنا من خلالها وضع الخطوط العريضة لما هو كائن في الفجيرة وما يجب أن يكون في الحقل الثقافي، فتحدثنا مع الجميع وانتبهنا إلى كل النقاط التي طرحت على بساط الدرس، والهدف من كل ذلك إبراز النقاط المضيئة وتجاوز بعض المعيقات لتحقيق النجاح بالعلامة الكاملة. المحاولة قادتنا إلى أن التنويع في المناسبات الثقافية من شأنه أن يؤسس لنسق مختلف في الفعاليات الثقافية فليس بالضرورة أن نعدد بلا جدوى، وأن نصرف بلا هدف من أجل الحضور فقط، بل علينا أن نؤسس للفعل الثقافي الجاد والمرتكز على قاعدة صلبة من شأنها أن تحقق الغضافة المنتظرة، بذكاء وتخطيط وقدرة على التأسيس لما هو أبقى وأرقى، فإمارة الفجيرة على صغرها جغرافيا تعوض الأمر بالمزيد من الانتشار بالعمل الثقافي الباقي، واللافت للانتباه في غير تناول للاستهلاكي والظرفي الذي يمحي أمام أول امتحان حقيقي. محطات مضيئة كانت الفجيرة سباقة في المسرح وذلك من خلال مسرح الفجيرة القومي الذي تأسس سنة 1979 ومن خلال جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، ومن خلال المسرح المدرسي، فكانت الأعمال المسرحية المتراكمة خير ما يقدمه مبدع لمحيطه، وكان الملتقى الإعلامي مناسبة دولية يحضرها كبار الإعلاميين من جميع أنحاء العالم لتناول قضايا تهم آخر المسائل المتعلقة بالإعلام بكافة فروعه، وقد كانت الفجيرة بذلك ترسم صورتها في نفوس هؤلاء الزوار المختصين الذين كانت الإمارة محطة لهم استطاعوا بالتوازي مع أشغال الملتقى أن يتعرفوا عليها عن قرب، ولقد بدت أصداء ذلك واضحة للعيان من خلال المتابعات العربية والعالمية لهذا المنتدى الذي سيفكر المشرفون عليه في إضافة الجانب الفكري إلى برنامجه، وذلك من خلال جلسات مختصة وندوات حوارية حول مواضيع تشغل بال المهتمين بهذا المجال الحيوي الذي لا غنى لنا عنه اليوم للوصول إلى قراءة الحاضر قراءة فاحصة ورسم ملامح المستقبل لتستفيد الأجيال كافة. مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما أصبح اليوم عنوانا بارزا في الإمارات وخارجها وتمكن خلال دوراته الست من استضافة مئات الفنانين ونجوم المسرح والنقاد والباحثين للحوار في إشكاليات المسرح عموما ومسرح الممثل الواحد تحديدا، ولعل خصوصية هذا المهرجان والدعم الذي يجده من الجهات المسؤولة محليا ووطنيا هو الذي حقق للمهرجان ما وصل إليه من إشعاع تجاوز كل الحدود، والأمل أن يصبح سنويا لمزيد فتح الأبواب أمام الطاقات الشابة في الإمارات وأن يكون منبرا تتعلم منه المواهب الشابة أصول التمثيل والكتابة وما يتعلق بالإضاءة والسينوغرافيا وما إلى ذلك مما يتعلق بالمسرح. مهرجان الربابة الدولي الذي تدور فعالياته مرة كل سنتين يحتاج هو الآخر إلى أن يكون سنويا وهو المحطة التي تجمع بين التراثي والثقافي في آن، فمثل هذه الفعاليات تطلق عنان الإماراتيين المهتمين بالتراث لتنظيم فعاليات تراثية على هامشه من شأنها أن تساهم في مزيد التعريف بالتراث الإماراتي ويمكن لهيئة الآثار بالفجيرة أن تكون هي الأخرى صحبة هيئة السياحة مساهمين في رفد جهود القائمين على النشاط الثقافي لتوظيف المهرجان توظيفا يمكنه أن يفيد المنطقة ويبرز مخزونها، ويستقطب السواح الذين يزورون الدولة أو الذين يقصدون الفجيرة للتمتع بالأجواء الهادئة والمريحة. المعالم التاريخية لا يمكن أن ننسى قدرة الفجيرة على استغلال قلاعها وحصونها لتكون فضاءات لاحتضان الفعاليات واستقبال المبدعين والملتقيات لتحصل منفعة مشتركة، وهي إبراز أهمية هذه المعالم التاريخية من ناحية وجعلها فضاءات ثقافية من خلال مسارح لتقديم العروض الفنية بأنواعها، وهذه الفضاءات يمكن أن تؤدي وظيفة مهمة إذا ما كانت ملتقى تؤمه العائلات ويوفر مكتبة ومقهى وسوق، لم لا وبيئة قادرة على أن تجمع بين الترفيه والتثقيف، كما أن الفجيرة تحتاج فيما تحتاج إلى مكتبة عامة من شأنها أن تكون هي الأخرى فضاء يجمع الطلاب والدارسين ويوفر لهم المعلومة والمعرفة والوثيقة والمراجع المتعددة وتكون فضاء للقاء والحوار بين مختلف الأجيال. القادم أروع من خلال هذا الملف تبين لنا أن الفجيرة قادمة على مشاريع ثقافية رائدة بفضل هيئة الثقافة والإعلام التي تستعد لإطلاق مجلة ثقافية تضاهي كبريات المجلات العربية المختصة، إضافة إلى موقع الفجيرة نيوز الذي كان من المواقع الرائدة في متابعة أخبار الإمارة وإبراز خصوصياتها ومشاريعها المختلفة. كما أن التفكير في بناء مسرح ضخم يحتضن مختلف الفعاليات في الفجيرة بات ضرورة لا مناص منها في ظل تعدد الفعاليات وكبرها مما يستوجب أن تكون البيئة الخاصة باحتضان ومواكبة الفعاليات قادرة على استيعاب الجمهور، وليس هنالك من الأماكن إلا ما حول قلعة الفجيرة العالية ومتحف الفجيرة الذي يتوسط المدينة. مسرح رائد إن التجارب الرائدة في المسرح وما حققته الفجيرة على امتداد عقود في هذا القطاع تستدعي هي الأخرى مسرحا محاطا بقاعات للورشات تمكن الناشئة من التدريب والتكوين لبناء جيل الغد بناء سليما في أب الفنون والفنون كافة، ولأن الفجيرة حريصة على ذلك فإن تفكير المسؤولين في هيئة الثقافة والإعلام منصب نحو هذا الأمر لما فيه من فائدة وجدوى يمكنها أن تؤسس لتقاليد أخرى وهي التكوين الذي من شأنه أن يكون وراء بروز العديد من المواهب من بين طلبة وأبناء الفجيرة. وبين ما تحقق إلى حد الآن من برامج وما ينتظر تحقيقه تقف الفجيرة اليوم لتنحت لنفسها كيانها الثقافي الجاد الذي يتطور بسرعة ورؤية واضحة من خلال تظافر جهود جميع أبنائها الذين أثبتوا تميزهم وقدرتهم على خلق صورة نمطية غاية في الروعة لإمارتهم سواء داخل الدولة أو خارجها، وهذا الأمر لا يتحقق ببساطة، وإنما يحتاج إلى تخطيط واضح واستشراف بعيد المدى للوقوف على دراسة الموجود والنظر إليه كمنجز يمكن تطويره. ولعل استغلال قلعة الفجيرة وما حولها لتكون نقطة إشعاع تجمع مختلف الأنشطة يبدو من أكثر الأمور إلحاحا في الطلب، لأن هذا الفضاء البديع من شأنه أن يكون مساحة لرواق فني ومكتبة ومسرح وعروض ومعارض، ووجهة يقصدها الجميع للترفيه والتثقيف والتماهي مع التاريخ الطويل لهذا المعلم الذي يمثل منارة لا غنى للفجيرة عنها لتحقيق التواصل بين الماضي والحاضر وإبراز العمق التاريخي لهذه المنطقة التي ظلت دائما عنوانا للشموخ والصلابة والشجاعة، فلماذا لا تستعيد اليوم دورها كمركز ثقافي حيوي يجمع كل من حوله؟ الهيئة والدور الأبرز إن الأهداف التي تأسست من أجلها هيئة الثقافة والإعلام هو نشر الثقافة وتعميمها وتعميق الوعي والارتقاء بمؤسسات العمل الثقافي والإعلامي في الإمارة وإيجاد بنية تحتية ملائمة للعمل الثقافي والإعلامي والإبداعي وفي كافة المجالات، ودعم الأدباء والمثقفين والفنانين وتشجيعهم على مواصلة الإبداع والتميز، ودعم المواهب الشابة في كافة مجالات الإبداع الثقافي وتوفير سبل الرعاية لهم إضافة إلى تنمية الروابط والصلات مع الهيئات والمؤسسات الثقافية والإعلامية المحلية والعربية والأجنبية بما يسهم في تطوير الأداء وتبادل الخبرات، ودعم الجمعيات والروابط الثقافية القائمة والعمل على إنشاء فعاليات جديدة، وكذلك إعداد الدراسات اللازمة للنهوض بالثقافة والفنون والآداب والحفاظ على التراث الوطني، ودعم المشاريع والبرامج الثقافية في المناطق البعيدة والنائية في الإمارة من خلال رسم سياسة إعلامية تهدف إلى بناء وتكوين صورة إيجابية عن الإمارة تعكس فلسفتها ورؤيتها، وهي الحريصة على أن تأخذ بأسباب النجاح للوصول إلى الهدف المنشود الذي يمكن اختصاره في رفع اسم هذه الإمارة بين نظيراتها في إطار من التكامل داخل الدولة وفي المحافل الدولية كافة. مجموعة متكاملة وقد أكد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي من خلال رئاسته لهذه الهيئة أن المشاريع كثيرة وكبيرة، لكن العمل بتأن وروية هو المنهج المتبع، من خلال دراسة كل الأفكار والطروحات التي يساهم فيها جميع أبناء المنطقة سواء في مدينة الفجيرة أو في مناطقها، وقد أكد لنا في حديثه إلينا أن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام حريصة على التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب، وذلك للمساهمة في التقارب والحوار مع الآخر والاستفادة من مختلف الخبرات من خلال الاطلاع على تجارب الشعوب الأخرى، فمعرفة الآخر والتفاعل الإيجابي معه أمر مطلوب في ظل هذه التحولات التي جعلت من العالم قرية صغيرة، لا مكان فيها إلا لمن يتمسك بهويته وجذوره. أما الشاعر والكاتب والمثقف ونائب رئيس الهيئة محمد سعيد الظنحاني فقد بدا هو الآخر أكثر تفاؤلا وطموحا إذ يرى أن توجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، كانت وراء العمل على إيجاد برامج ثقافية فاعلة قادرة أن تحقق إشعاع إمارتنا التي نريدها أن تطاول السماء ويكون لها حضورها في مختلف الأنحاء، وهذا ما بدأت تظهر أصداؤه واضحة للعيان اليوم، فالمراهنة على الذهاب بعيدا وعميقا كانت الشغل الشاغل الذي بنيت عليه رؤية الفجيرة من الناحية الثقافية، فالأفكار الجسام والمخططات ذات الأفق البعيد هي السبيل لترسيخ مكانة الفعل الثقافي الجاد والوصول به إلى الإشعاع المطلوب بكل عمق وثبات. أما محمد سيف الأفخم مدير عام مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما والأمين العام للهيئة العالمية للمسرح ورئيس رابطة الممثل الواحد العالمية، ومدير عام بلدية الفجيرة فقد أشار إلى أن دولة الامارات العربية المتحدة من الدول المنظمة لهذه الهيئة الدولية التي تشارك فيها أكثر من 90 دولة من بلدان العالم، واستطاعت الامارات أن تأخذ المشعل وتكون مقرا لها بفضل الاهتمام الموصول من لدن حكامها وشيوخها الذين يريدون لها القمة دائما ويزرعون في النفوس طاقة إيجابية للفعل والإنجاز، وأضاف: لقد تعرفنا على آلية عمل المنظمة وخلقنا علاقات وصداقات متينة صلبها، كما أقمنا شراكات مع القائمين عليها ومن خلال كل ذلك استطعنا أن نفوز برئاستها بفضل ثقة المشاركين فيها والسمعة الطيبة التي تحظى بها دولة الامارات العربية المتحدة، وهذا في حد ذاته وسام نضعه على جبيننا جميعا بفضل قدرتنا على الفعل والتطوير والعمل وفق الآليات العالمية التي تأخذ بكل أسباب النجاح والتقدم. أما الدكتور سليمان الجاسم الذي خبر دروب الفجيرة منذ عقود، وهو الشخصية الأكاديمية والثقافية المرموقة يذهب إلى القول: إن جيل اليوم في حاجة إلى مكتبة بوسائل تكنولوجية حديثة وبنية تحتية محيطة بها من خلال “كوفي شوب” ومسرح ووسائل ترفيه، وقاعة للندوات وموقف سيارات، وهو ما يتيح للشباب التعاطي الإيجابي مع المكان بكل تفاصيله كفضاء يستقطب ويحقق التواصل الإيجابي والفاعل. وعلى وزارة الثقافة وتنمية المجتمع أن تضطلع بهذا الدور لتنشيط المراكز الثقافية وتضع التمويل اللازم لتغطية تكاليف البرامج وتمويلها، فتجهيز بنية تحتية متكاملة يحتاج إلى إمكانيات هائلة وأجهزة سمعية وبصرية، وعندها سيأتي الناس بكل فئاتهم. الفنان علي عبيد مدير ومؤسس فرقة “تخت الإمارات” التي يربطها تعاون وثيق مع هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وكان أول ظهور لها في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الأخيرة، وتتكون الفرقة من 15 عازفا على مختلف الآلات الشرقية، أشار إلى أن الفرقة تنتظر مقرها الجديد بدار الفنون في مكان لا يبعد عن قلعة الفجيرة التاريخية هذا الفضاء البديع الذي يسر الناظرين ويبعث على الأريحية والسكينة والإبداع، إذ يرى الموسيقار عبيد أنه قبل تشكل هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام لم يكن للموسيقى وجود يذكر باستثناء بعض المحاولات الفردية في مجال الفنون الشعبية، ولكن بعد إنشاء الهيئة انتعشت الموسيقى وهي اليوم على السكة الصحيحة وبإمكان أهل الفجيرة أن ينتظروا الكثير في هذا المجال في قادم الأيام. شهادات مختلفة جاءت من مختلف الأطراف لتؤكد حرص الجميع على التنويه بما تحقق والعمل على الإضافة والتأسيس خاصة لبنية قادرة على الوصول بالإمارة إلى ريادة ثقافية هي بها جديرة، في الوقت الذي تسيطر فيه الآلة المعلوماتية التواصلية الاستهلاكية على عقول الجميع، ولابد من إنقاذ الناشئة، خصوصا من براثنها وإدراج العمل الثقافي بالتوازي مع العمل الرياضي الذي يحظى عادة بأولوية في المشهد العام. كما حاولنا في هذا الملف أن نشرك عددا من مبدعي الجهة على غرار الفنانين الكبيرين عبدالله راشد وعبدالله مسعود والمثقف الدكتور خالد الملا الذي اقترح ملتقى ثقافيا كجمعية، والشاعرين الدكتور محمد سعيد عبدالله في الفصيح وطلال الكعبي في النبطي وغيرهما. وكل هذه الأصوات وإن اختلفت في قراءتها ورؤيتها للمشهد إلا أنها جد متفائلة بالموجود وأملها متعلق بالمنشود الذي سيكون أكثر جدوى وفاعلية وجاذبية وحرفية لما فيه مستقبل الثقافة والإعلام في الفجيرة التي تصر على فتح مجال عميق في هذا المجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©