الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما.. خمس سنوات وأربعة وعود

5 مارس 2014 23:40
خلال أسابيع أوباما الأولى في السلطة، وعد الرئيسُ الجديد وأستاذ القانون الدستوري السابق، في سلسلة من الأوامر التنفيذية والتصريحات العامة، بتغييرات شاملة في الطريقة التي تشتغل بها الحكومة في عدد من المجالات. ولكن هل وفى الرئيس الأميركي بتعهداته؟ لنبحث في ما يلي أربعة منها: - إنهاء التعذيب: خلال يومه الأول في السلطة، أمر أوباما بوضع حد لممارسة التعذيب، أو «تقنيات الاستجواب المعززة»، مثلما كانت إدارة جورج دبليو. بوش تفضل أن تسميها. وجاء على لسان الرئيس: «يصبح سارياً بشكل فوري عدم جواز تعريض (الأفراد المسجونين في الولايات المتحدة) لأي تقنية استجواب، أو مقاربة أو معاملة مرتبطة بالاستجواب، غير مرخص لها وغير مدرجة في «دليل الإجراءات الميدانية» التابع للجيش الأميركي». ومن بين الوعود الأربعة، يُعتبر هذا أكثر وعد اقترب الرئيس من الوفاء به حيث قام، من بين أمور أخرى، بإغلاق الشبكة العالمية لـ«المواقع السوداء» أو المنشآت العقابية السرية التي أنشأتها إدارة بوش. وعلى الرغم من بعض الممارسات المثيرة للجدل، مثل إطعام المعتقلين قسراً في جوانتانامو، إلا أن الحظر على ممارسة التعذيب استمر للسنة السادسة من رئاسة أوباما. - إغلاق جوانتانامو: خلال يومه الأول في الرئاسة، تعهد أوباما أيضاً بإغلاق منشأة الاعتقال سيئة الصيت في خليج جوانتانامو -لتي كانت تأوي 245 معتقلاً وقتئذ- في غضون عام؛ غير أنه تبين أن ذلك صعب التحقق سياسياً. واعتباراً من يناير، بقي في السجن 155 معتقلاً، من بينهم 77 تم الانتهاء من الإجراءات الأمنية الخاصة بإطلاق سراحهم. ولكن الرئيس يشدد على أنه مازال يسعى لذلك؛ وقد شدد في خطابه حول حالة الاتحاد الشهر الماضي على ضرورة تحرك الجهاز التشريعي، إذ قال: «ينبغي أن تكون هذه هي السنة التي يرفع فيها الكونجرس القيود المتبقية على عمليات نقل المعتقلين ونغلق السجن في خليج جوانتانامو». غير أنه حتى في حال نجح الرئيس في مسعاه، فهناك مشكلة: ذلك أنه أوضح أنه يقصد إغلاق جوانتانامو بالمعنى التقني فقط. فهو لئن كان يرغب في إخلاء المنشأة، فإنه مستعد للإبقاء على نظام جوانتانامو للاعتقال غير المحدود، والمنافي للقيم الأميركية، بما يسمح باعتقال بعض المشتبه فيهم في حرب واشنطن على الإرهاب إلى ما لا نهاية من دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم في حال اعتُبروا خطراً على الأمن القومي الأميركي. وبعبارة أخرى، ربما يتم الوفاء بوعد أوباما الثاني في الأخير– وإنْ وفق جدول زمني أبطأ– ولكن فقط عبر إعادة تعريف ما يعنيه إغلاق جوانتانامو. - إنهاء السرية غير الضرورية: من بين الأهداف التي حددها أوباما خلال يومه الأول في السلطة باعتبارها أساسية بالنسبة لرئاسته إقامةُ إدارة «واضحة وشفافة»؛ حيث تعهد بإنهاء السرية المفرطة التي كانت سائدة في عهد إدارة بوش وإتاحة قدر أكبر من المعلومات للجمهور. وكان الهدف الذي حدده أوباما لنفسه يروم إعادة الثقة بين الناس والحكومة عبر التعهد بتعزيز المحاسبة وتوفير «معلومات للمواطنين حول ما تقوم به حكومتهم». ولهذا الغرض، بادر الرئيس إلى الإفراج عن عدد من الوثائق التي كانت سرية في السابق من سنوات بوش حول سياسة التعذيب. ولكن ذلك شكَّل نهاية الوضوح والشفافية الموعودين؛ ذلك أنه خلال الخمس سنوات التي أعقبت ذلك، لم يتم الكشف عن أي معلومات ذات بال باسم الشفافية، وتم القيام بالكثير تحت ستار السرية مثل الحرب على مفجري الفضائح، بل إن الإدارة واصلت، حتى بعد المعلومات الخطيرة التي كشف عنها إدوارد سنودن، في الغالب، الدفاع عن برنامج المراقبة الجماعية والسرية وغير المبررة التابع لوكالة الأمن القومي الأميركي. - إنهاء حرب من دون حدود: في بداية رئاسة أوباما، قللت الإدارة الأميركية من شأن فكرة «ساحة معركة بلا حدود» تشمل العالم؛ ورمت في مزبلة التاريخ مصطلحَ «الحرب العالمية على الإرهاب» الذي كانت تستعمله إدارة بوش. وخلال خطابه الأخير حول حالة الاتحاد، أكد الرئيس كرهه المستمر لفكرة أن على واشنطن أن تخوض حربا غير محدودة. وهو لم يكن يتحدث حينها عن جغرافية ساحة معركة غير محدودة فحسب، وإنما أيضا عن فكرة حرب بدون نقطة نهاية. وقال في هذا الصدد: «يجب على أميركا أن تنأى عن وضع الحرب الدائمة». ولكن رغم تشديد الرئيس على وضع حدود للحرب، ولميزانية الدفاع، إلا أن نوع الحرب التي يتبناها ساهمت في إرساء أسس حالة دائمة لحرب عالمية من خلال حملات الطائرات بدون طيار وعمليات القوات الخاصة التي تستهدف عدوا دائم التحول وعادة ما يتم تعريفه باعتباره شكلا من أشكال «القاعدة». وحسب السيناتور ليندسي جراهام، (الجمهوري عن كارولينا الجنوبية)، فإن إدارة أوباما قتلت 4700 فردا في عدد من البلدان مثل باكستان واليمن والصومال. كما نجح أوباما في إدخال عمليات الاغتيال بواسطة الطائرات بدون طيار في الجهاز التنفيذي بطريقة تضمن أن أي رئيس مقبل سيرثها، إلى جانب قائمة البيت الأبيض لـ«المستهدَفين» واجتماعاته حول الإرهاب يوم الثلاثاء. ونتيجة لذلك، باتت الحرب العالمية غير المحدودة اليوم جزءاً من معنى أن تكون رئيساً في أميركا. وخلاصة القول: إنه من الواضح أن أوباما، وبعد مرور خمس سنوات على رئاسته، فشل في إنجاز الوعود التي قال إنها في صميم مقاربته للحكم. والحال أننا كنا نتوقع أفضل من ذلك. ‎كارن دجاي. جرينبرج مديرة «مركز الأمن القومي» بجامعة فوردهام الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©