الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السنجك».. ثمرة الثلج والنار!

«السنجك».. ثمرة الثلج والنار!
16 يونيو 2009 00:36
تنتشر في العالم الكثير من انواع الخبز، إلا أن بعضها يعود لفترات تاريخية بعيدة، ومنها الخبز الايراني الذي يتميز بأنواع متعددة، يعود بعضها الى مئات السنين، ومازالت تعتبر المفضلة لدى الايرانيين، لاسيما «السنجك» أو «السنككي» الذي يخبز على حبيبات صغيرة من الحصى في مخابز خاصة، ويفضل تذوقه مع الجبن والخضراوات للحفاظ على نكهته وهويته الأصيلة القادمة من حضارة تعود الى مئات السنين، بحيث لا يعود التخلي عن مذاقها ممكناً، وتلاقي هذه الانواع من الخبز إقبالاً من جميع طبقات المجتمع الايراني على السواء، كما أنَّ المخابز الشعبية تعتبر مفضلة على نظيرتها الآلية.‏ ومؤخراً بدأ هذا الخبز يزحف خارج الحدود الايرانية، وقد وصل بالفعل إلى دولة الإمارات قبل ثلاث سنوات، عندما أسس رجلان ايرانيان هما «ما شاء الله محمد زاده»، وشريكه «كاووس» مخبزاً ومطعماً إيرانياً في دبي، مفسحين أمامنا المجال للتعرف إلى أسرار هذا الخبز الغريب واللذيذ في هذه القصة المصورة. رغيف يكفي عائلة يقول«ما شاء الله محمد زاده»: «أسسنا المطعم قبل ثلاث سنوات مركزين على طرح عنصر جديد وهو خبز «السنجك» ذو الحجم الكبير نسبياً، فالواحد منه يكفي عائلة، وكلمة «سنجك» تعني «الزلط الصغير»، ونقوم بصنع هذا الخبز وفق مقاسين، الأول يقارب طوله ثلاث أقدام ويباع بخمسة دراهم، والثاني يبلغ طوله خمس أقدام ويباع بعشرة دراهم، وهو خبز لذيذ لا يمكن تناوله إلا ساخناً بعد تقطيعه على الفور، وهو إما أن يؤكل مع الشاي الأحمر، أو مع الكباب أو الجبن حسب رغبة الزبون، والغريب في هذا الخبز هو أن المرء ما أن يتناول قطعة منه لا يعود قادراً على التوقف عن تناوله ما لم يرفع من أمامه!». طحين أسمر وثلج أما عن طريقة خبزه فيؤكد «ما شاء الله»: «يتكون خبز السنجك أساساً من الطحين الأسمر والثلج والملح، إذ لا يمكن خبزه مع الماء الدافئ أو حتى البارد، فالثلج ضروري لتخميره لمدة ساعتين قبل خبزه مع السمسم وحبة البركة في تنور ضخم جدرانه الداخلية مبطنة بمادة الجص وليس الاسمنت، أما قاعدته فتفرش بحصوات بحرية صغيرة الحجم يتم جلبها خصيصاً من ايران، هذه النوعية من الحجارة الملساء تتميز بكونها لا تلتصق بالخبز ولا تلوثه بأية شوائب، وهذا الخبز مشهور في ايران ويتوافر بثمن زهيد يبلغ حوالي نصف درهم نظراً لانخفاض قيمة الدقيق هناك، وفي ايران يقوم الزبون أو المشتري بنزع حبات الزلط عن على الخبز عندما يخرج من الفرن، بينما نتولى نحن هذه المهمة في الامارات، حيث نترك الأحجار تتساقط عن الخبز بعد تعليقه في الخطاطيف، ثم نقوم بتقطيعه ولفه في الورق قبل تقديمه إلى الزبون». إقبال من المواطنين عن زبائن هذا الخبز، يذكر «ما شاء الله»: «معظم زبائننا من الجالية الايرانية في دبي، إلا أننا وجدنا إقبالاً كبيراً من المواطنين الإماراتيين بعدما عرفوه وتذوقوه عندنا، ونحن نخبز يومياً على ثلاث فترات، صباحاً وظهراً ومساء، كمية تبلغ خمسة عشر كيساً من الطحين، يزن كل كيس عشرة كيلوجرامات وينتج أربعين خبزة، فيكون مجمل ما نخبزه يومياً حوالي 600 خبزة، أما أيام الخميس والجمع فتشهد طلباً أكثر من أيام الأسبوع الاعتيادية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©