الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأعراس الجماعية في السعودية مشروع خيري تفسده نظرة الناس

16 يونيو 2009 00:42
يخاف شباب سعوديون «الباءة» لكنهم لا يتزوجون، إذ تمنعهم قلة ذات اليد، وارتفاع الأسـعار، من إكمال نصـف دينهم! لذا، تفاديا لتقدم العمر من دون الحصول على زوجات يسكنون إليهن، وذرية صالحة يدعون لهم، يلجأ هؤلاء إلى القبول بخيار الأعراس الجماعية، عبر حفلات تنظمها جمعيات سعودية خيرية لتقديم يد العون للشبان محدودي الدخل الراغبين في الزواج. وتنفق على حفلات الزفاف الجماعية مؤسسات خيرية ويغذي جيوبها رجال أعمال، وشركات ثرية، تروج لعلاماتها التجارية وخدماتها من خلال هذه الحفلات، كما أنها تمنح صورتها ملمحا اجتماعيا «كله خير وبركة». تكاليف يكلف الزواج في السعودية ما يعادل 100 ألف درهم في الحد الأدنى منه، وقد يفوق هذا الرقم عشر مرات في أحد مستوياته القصوى، إذ تتراوح المهور بين 50- 100 ألف درهم، فضلا عن هدايا العروس الباهظة، والهدايا الأخرى التي تذهب لبعض ذويها، والأجور المترتبة على حجز قاعات الاحتفال، كل هذا من دون الخوض في تفاصيل إيجار المنزل، وتكاليف الأثاث، ومصاريف شهر العسل. وقُدرت تكلفة الأعراس الجماعية التي نشطت في ثلاث مناطق سعودية الصيف الماضي، بـ150 مليون درهم، يسّرت زواج 4100 شاب وفتاة من محدودي الدخل، لكنه وإن بدا حلا نافعا، إلا أن اعتراضات جمة تقف في وجهه بلوغة الصورة المثالية التي يرغب العريسان أن يبلغها، إذ يسمى بـ»زواج الفقراء»، وهي التسمية التي تحيل فرحة العرائس إلى مأتم، بعد أن يمضي الزواج بضعاً من شهوره الأولى.. ما دفع أختصاصيين اجتماعيين إلى التحذير من أن يتحول الفرح إلى مصدر إحراج للمتزوجين بجمعهم في ليلة واحدة والإعلان عن الاحتفال بطريقة تشير لمحدودية أوضاعهم المادية واستلامهم تبرعات لتزويجهم وإعانات تحيل الإحسان إلى تشهير، و تكرس شعورهم بالانكسار. معتبرين أن إظهار عرس عشرات الشبان والفتيات بصورة متناسخة يفوّت عليهم الفرح العائلي ومتعة ليلة العمر. أعراس جماعية تجمّع في العام الماضي قرابة 1600 عريس وعروس في الرياض للمشاركة في حفل الزفاف الجماعي الأول من نوعه في العاصمة السعودية، فيما هو رائج في المنطقة الشرقية، ومنطقة مكة المكرمة. ويزف العرسان خلال حفلات الأعراس الجماعية، في قاعة كبيرة ضمن صفوف منتظمة وهم يرتدون الزي الرسمي (ثوب أبيض، غترة بيضاء، مشلح أسود أو أبيض مائل إلى الصفرة)، فيما تجلس العرائس في مكان مخصص للنساء تبعا للتقاليد، وتشمل ترتيبات الزفاف الجماعي تقديم هدايا لكل زوج من العرائس والعرسان الجدد. ويتضاعف رقم العنوسة في السعودية سنويا، وبلغ في آخر إحصائية له قبل عامين 180 ألف فتاة، في بلاد تشكل فيها الإناث نسبة 44.5% من الإجمالي العام لعدد السكان، أي بمعدل 2.6%، ما يعني أن فتاة واحدة بين كل 16 سعودية يمكن تصنيفها ضمن سن العنوسة (العوانس هن اللواتي بلغن من العمر أكثر من 30 عاما دون أن يتزوجن). مساعدات خيرية وتمنح جمعيات خيرية -للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية- كل عريس مشارك في العرس الجماعي مبلغ 5 آلاف درهم، إضافة إلى المهر (يشترط ألا يزيد عن 35 ألف درهم)، وتأمين قاعة الفرح ومأدبة العشاء، وإقامة في الفندق ليلتين، وعدد من الأجهزة المنزلية، وطقم ذهب للعروس وعطورات، وتذاكر سفر (من المدينة الحاضنة للزواج إلى مكة المكرمة أو جارتها المدينة المنورة، ذهابا وإيابا). وتذهب هذه المساعدات المادية التي تقدمها الجمعيات للمتزوج للمرة الأولى فقط، والاستثناء للمتزوج من زوجة أخرى يكون في حالات معينة وخاصة ومحدودة. كما يلزم المتزوجين بحضور الدورة التأهيلية التي تقيمها الجمعيات ليوم واحد فقط، يقدم من خلالها درسا في أساسيات الحياة الزوجية، وكيفية بناء عش الزوجية والتعريف بحقوق الزوجين، واستعراض لجوانب من حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع زوجاته، وتوزيع كتيبيات وأشرطة ومنشورات ذات علاقة على الأزواج الملتحقين بالدورة. وفي خطوة غير مسبوقة على مستوى الخليج العربي، ينظم في الرياض مطلع شهر أغسطس المقبل أول زواج جماعي لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن المتوقع أن يضم 50 عريسا وعروساً منهم، إلى جانب بعض المتعافين الذين لديهم رغبة في الارتباط بشريك معاق.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©