الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غداً انطلاق أول انتخابات تعددية سودانية خلال ربع قرن

غداً انطلاق أول انتخابات تعددية سودانية خلال ربع قرن
10 ابريل 2010 00:48
اكتملت الاستعدادات في السودان لتنطلق غداً الأحد، أول انتخابات تعددية منذ 1986، حيث تعهد الرئيس السوداني عمر البشير الساعي إلى تأكيد شرعيته بضمان نزاهتها رغم إعلان قسم كبير من المعارضة مقاطعتها. وستجرى الانتخابات أيام الأحد والاثنين والثلاثاء على مستوى اختيار رئيس الجمهورية، والنواب على مستوى الدوائر الجغرافية القومية، وانتخاب نواب على مستوى المجالس البرلمانية الولائية، فضلاً عن انتخاب حكام الولايات. وأكدت المفوضية القومية للانتخابات أن الاستعدادات انتهت في كافة الولايات من أجل الانتخابات. وقال عبد الله أحمد عبد الله، نائب رئيس المفوضية للصحافيين “لقد عاد مبعوثونا من مختلف مناطق السودان. واستمعنا إلى تقاريرهم. كافة التحضيرات انتهت وكل الولايات باتت مستعدة لعملية الاقتراع”. وأضاف “الانتخابات ستبدأ الأحد كما هو مقرر”. وأنهى البشير أمس حملة انتخابية واسعة حملته خلال الأيام الماضية إلى جنوب السودان ودارفور وكسلا في الشرق وكذلك إلى بلاد النوبة في الشمال. وفي كل محطة، كان يعلن عن مشاريع جديدة ويحصل على تغطية إعلامية واسعة، مثيراً بذلك غضب المعارضة التي تتهمه باحتكار وسائل الإعلام الحكومية. وقال البشير في آخر حديث له في حملته الانتخابية أمس في دلقو بمنطقة النوبة في أقصى شمال البلاد، حيث دشن المرحلة الأخيرة في طريق مسفلت يربط الخرطوم بوادي حلفا (على الحدود مع مصر)، “ما قمنا به تنمية متوازنة ولم نركز على منطقة محددة. فالآن ننشئ طريقاً في الغرب حتى الجنينة (غرب دارفور، على حدود تشاد) وأنشأنا طريقاً في شرق السودان حتى الحدود مع إثيوبيا، كما أن شبكة الكهرباء سوف ترتبط مع الشبكة المصرية وربطت مع الشبكة الإثيوبية وذهبت جنوباً حتى الرنك (في أعالي النيل) وأنشأنا محطة في جنوب كردفان”. وأضاف “البعض يتساءل: لماذا نقوم بهذه الافتتاحات في هذا الوقت، فهل افتتحنا أشياء فارغة، ولكنها أمور حقيقية على الأرض ونحن بها لا نمن على الناس وهذا واجبنا تجاه مواطنينا”. إلى ذلك، قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للصحفيين الليلة قبل الماضية بعد مناقشات في مجلس الأمن “اعتقد أن وجهة نظرنا هي أنه إذا تقرر أن من الضروري التأجيل لفترة وجيزة ورأينا أن التأجيل القصير سيمكن العملية أن تكون أكثر مصداقية فسوف نكون مستعدين للتفكير في الأمر” وأضافت “هذا يعود بشكل واضح إلى السلطات نفسها لكن الصورة الأكبر هي وجود الكثير من الإخفاقات في هذه العملية وهذا مبعث قلق حقيقي”. ورفض سفير السودان لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم الحديث عن تأجيل الانتخابات. وقال عبد الحليم “الحكومة نفسها لا تستطيع ذلك والانتخابات لن تؤجل على الإطلاق.” وأضاف “علاوة على ذلك فإن أي مهام من هذا النوع هي مسؤولية المفوضية القومية للانتخابات وليست الحكومة”. وقال الياباني يوكيو تاكاسو الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي للصحفيين إن عدة وفود عبرت عن قلقها إزاء الانتخابات القادمة لكنه أوضح أنه لا يوجد أي موقف رسمي للمجلس بشأن هذه المسألة. في هذه الأثناء وصل الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إلى السودان مساء الخميس. وقال كارتر إثر وصوله لدى سؤاله عن الاتهامات التي ساقتها المعارضة بسعي حزب المؤتمر الوطني لتزوير الانتخابات “نأمل ونصلي لكي تكون الانتخابات عادلة وصادقة، على الأقل بالنسبة للذين اختاروا المشاركة فيها”. وأضاف “آسف لأن بعض الأحزاب قررت عدم المشاركة”. ومن المقرر أن يلتقي كارتر الرئيس البشير الذي كان في جولة في الولاية الشمالية الخميس، عشية انتهاء الحملة الانتخابية. ويرجح اعتماد النتائج التي تسفر عنها الانتخابات أياً كانت حتى ولو تسببت في جدل يساوي ما أثارته الانتخابات الرئاسية الأفغانية العام الماضي والتي وصمت بالتزوير. وقال مصدر دولي متابع للانتخابات “هذه الانتخابات قد تكون بسوء الانتخابات الأفغانية لكن مع وجود هذا الجدول الزمني الضيق قبل الاستفتاء أشك في أن يصر أحد على إعادة الانتخابات”. وتتفق كافة أحزاب المعارضة على أن حزب المؤتمر الوطني السوداني الذي يتزعمه البشير والذي يحكم السودان منذ 21 عاماً حاول تزوير الانتخابات لكنها لم تتمكن من الوصول إلى اتخاذ رد فعل جماعي. وبينما قرر اثنان من أكبر الأحزاب السياسية في السودان مقاطعة الانتخابات في معظم أنحاء شمال السودان فما زالت مجموعات أخرى تشارك في الانتخابات. وستواصل بعثات مراقبة الانتخابات من الاتحاد الأوروبي ومن مركز كارتر مهامها. غير أن الصراع المستمر منذ سبع سنوات يعوق الحركة في إقليم دارفور. وقال الاتحاد الأوروبي إنه لا يستطيع مراقبة الانتخابات في دارفور بشكل فعال وقام بسحب مراقبيه من الإقليم الواقع في غرب السودان. «الداخلية» تحتاط لتفادي “سيناريو كينيا» سناء شاهين (الخرطوم) - قالت وزارة الداخلية السودانية أنها اتخذت تدابير وتحوطات أمنية على مستوى عال من الاحتراف والمهنية في حفظ الأمن ومحاربة العنف لتفادي تكرار سيناريو ما حدث في الانتخابات بدولة كينيا المجاورة. وقال رئيس دائرة الجنايات بالخرطوم والناطق الرسمي باسم لجنة تأمين الانتخابات اللواء محمد أحمد إن الداخلية ألقت القبض على أكثر من 700 شخص من متمرسي الإجرام خشية استخدامهم في أعمال عنف خلال أيام الاقتراع، مؤكداً استمرار الحملات الأمنية تحسباً لاحتمال تكرار النموذج الكيني الذي تم فيه تحريض معتادي الإجرام لممارسة العنف خلال أيام الاقتراع. وقال إن الإجراءات الاحترازية اتخذت في الولايات السودانية كافة التي تشملها الانتخابات ولم تترك أي مجال لتمرير أجندة تخريبية تستهدف صناديق الاقتراع أو تحاول المساس بالمشاركين في العملية الانتخابية من مراقبين ومرشحين وناخبين. وقال أحمد إن خطة التأمين وضعت وفقاً للظروف والمهددات الأمنية بكل منطقة والتي تتمثل في تأمين مراكز الاقتراع والشخصيات المهمة والفنادق ومراكز إعلان النتائج . وأضاف أن ولاية الخرطوم تم تقسيمها إلى ثلاث مناطق وهي الخرطوم وأم درمان وبحري بقيادة لواء فضلاً عن وجود قطاعات إسنادية في حال حدوث طارئ. ونفى محمد أحمد علي وجود أي مهددات في الوقت الحالي مؤكداً أن الإجراءات التحوطية الجارية تقوم على التوقعات، داعياً المواطنين إلى عدم الالتفات إلى الشائعات والتواصل مع الشرطة.وكشف عن وجود 5 مراكز اقتراع للمساجين بالخرطوم مشيراً إلى أن نسبة تسجيلهم بلغت 100%. وفيما يتعلق بالأمن في إقليم دار فور أكد الناطق الرسمي باسم لجنة تأمين الانتخابات أن الوضع آمن ومستقر ومن غير المتوقع أن تكون هناك أحداث من قبل الحركات وإذا حدثت ستكون من قطاع الطرق والمجرمين لكنه أكد أن قوات حفظ الأمن على أهبة الاستعداد في ولايات دار فور الثلاث. «العنف اللفظي» ظاهرة سلبية صاحبت الحملات الانتخابية سناء شاهين (الخرطوم) - شكل العنف اللفظي في الانتخابات السودانية ظاهرة سلبية لافتة استوقفت مقيمين وزائرين على قارعة طرقات العاصمة الخرطوم، حيث انتشرت على نحو صارخ ملصقات ولافتات تبث الكراهية وتغرس الفتنة من قبيل (احذروا التصويت للحركة الشعبية لشريعة الغاب). وزخرت الحملات الانتخابية بالعديد من الألفاظ التي تحمل في مضمونها عنفاً لفظياً وأحياناً إساءات شخصية جارحة ساقها مرشحون ضد منافسيهم من ذلك قول الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي(السودان مبتلى دوماً برؤساء عقر(أي عاجزون عن الإنجاب). وانزاحت موجة من الشطط اللفظي في منتديات وتجمعات أنصار مرشحين في الانتخابات وأمام أجهزة الإعلام في أحيان كثيرة، ومثال ذلك وصف نائب رئيس المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع أحزاب المعارضة المطالبة بتأجيل الانتخابات(بالمعتوهين)، وقول الرئيس عمر البشير مرشح حزب المؤتمر الوطني لمنصب الرئاسة (المعارضة ذهبت تستنجد بأسيادها الغربيين). ومع احتدام المعركة الانتخابية تزايد العنف اللفظي وطال حتى مفوضية الانتخابات التي تحظى بالحصانة في تجاهل واضح لقانون الانتخابات الذي يمنع استخدام العنف اللفظي وإساءة مرشحين لمنافسيهم. ويرى القانوني والمحلل السياسي الدكتور مالك شيخ الدين أن أساليب العنف اللفظي التي صاحبت الحملات الانتخابية في السودان كانت على حدتها أقل من مثيلاتها في دول أفريقية وعربية، مقارنة بانتخابات سابقة في السودان. وقال إن قانون الانتخابات منع صراحة استخدام العنف اللفظي وتداوله في الحملات، وقد حذر رئيس مفوضية الانتخابات القانوني المخضرم ابيل الير (جنوبي) غير مرة من استخدام الأساليب الفاسدة في الدعاية الانتخابية وطالب المتنافسين بالنأي عن العنف اللفظي، إلا أن حقيقة الحال جاءت على غير ذلك. وقالت الباحثة الاجتماعية فدوى عبد الحليم إن الانتخابات هي مرآة لثقافات الشعوب وسلوك المجتمع فهي تعكس إلى حد بعيد تحضر الشعب وكيفية تعاطيه مع إرهاصات التغير المتوقع عبر صناديق الاقتراع، وأضافت لقد حرصت أحزاب كبيرة على إبراز برامجها الانتخابية ووجهت جل اهتمامها لتسويقها بين الناس فيما انشغلت أخرى بانتقاد الآخرين وشن جام غضبها عليهم ووظفت جل وقتها في التقليل من شأنهم وبذلك فوتت علي نفسها فرصة التقرب إلى الجماهير بأفكارها وبرامجها فخرجت من الانتخابات مهزومة منذ وقت مبكر. وترى وداد مصطفى(أستاذة جامعية)أن العنف اللفظي تعاظم بشكل لافت أيام الحملات الانتخابية وتحول إلى ظاهرة “مضحكة ومبكية في آن” . وأضافت بأنها منذ صبيحة اليوم الأول لانطلاق الحملات الانتخابية فوجئت بلوحات تسيء لأحد الأحزاب الكبيرة في جنوب السودان تم غرسها في مواقع مهمة على الطرقات الرئيسية بالعاصمة بحيث يقرأها القاصي والداني، مبدية استياءها من مثل هذه السلوكيات. ويؤكد الوليد دفع الله طالب جامعي أن العنف اللفظي ظاهرة ليست بالغريبة على أجواء الانتخابات حتى في الدول المتقدمة، مؤكداً أن الدعاية الانتخابية للمرشحين لم تنزلق إلى مستويات الشتم والإساءة المشينة للآخرين . وأضاف رغم بعض الشطط في الكلام إلا أن قبول الآخر له كان مثالاً يحتذى به ودليل سعة الصدر وعظم قدره، واستشهد على ذلك قائلاً : لم نسمع حتى الآن عن أي جهة تقدمت بشكوى رسمية تتهم جهة أخرى باستخدام العنف اللفظي ضدها. مواقف أبرز الأحزاب حيال المشاركة الخرطوم (رويترز) - أعلن عدد من الأحزاب السياسية مقاطعة انتخابات السودان التي تلوح في الأفق بعد أن اشتكت من انتشار التزوير على نطاق واسع وذلك قبل أيام من انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات الولايات. وتداعى تحالف للمعارضة لكن بعد اجتماعات على مدار عدة أيام بدأت الأحزاب تتخذ قرارات أحادية بشأن الانتخابات. فيما يلي أحدث مواقف الأحزاب الرئيسية وما تعنيه. - الحركة الشعبية وقعت الحركة الجنوبية المتمردة السابقة اتفاقاً للسلام عام 2005 مع الرئيس عمر حسن البشير أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه وأدى إلى تشكيل حكومة وطنية ائتلافية سادها التوتر. وفي الأسبوع الماضي فجرت الحركة أزمة ثقة في الانتخابات وسحبت مرشحها الذي كان يعتبر المنافس الرئيسي للبشير من انتخابات الرئاسة وقاطعت الانتخابات على جميع المستويات في منطقة دارفور بغرب البلاد مشيرة إلى مخاوف من الصراع المستمر هناك وانتشار التزوير على نطاق واسع. وفي الأسبوع الحالي قرر الحزب أن تشمل المقاطعة الشمال بالكامل باستثناء ولايتين هما النيل الأزرق وجنوب كردفان القريبتان من الحدود بين الشمال والجنوب. وستخوض الحركة الانتخابات في الجنوب حيث تهيمن على الحكومة. - حزب الأمة وضع الصادق المهدي آخر رئيس وزراء ينتخب ديمقراطياً بالسودان ثمانية شروط من بينها تأجيل الانتخابات لمدة أربعة أسابيع وتمويل الحكومة لحملات الأحزاب السياسية الانتخابية مهدداً بالمقاطعة. وبعد محادثات مكثفة واقتراع بالمكتب السياسي أعلن الحزب يوم الأربعاء مقاطعة شاملة للانتخابات. لكن حزب الأمة وهو أحد أكبر حزبين للمعارضة قال إنه أعطى المهدي حق التصرف بما يتفق مع المصلحة الوطنية دون تحديد ما يعنيه هذا. وقال مصدران بالحزب إن هذا لن يؤثر على المقاطعة لكنه قد يعني أن المهدي يمكن أن يتبنى موقفاً مماثلاً لموقف الحركة الشعبية لتحرير السودان ويستثني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان من المقاطعة. - الاتحادي الديمقراطي نأى الحزب الاتحادي الديمقراطي - وهو حزب المعارضة الرئيسي الآخر - بنفسه حتى وقت ليس ببعيد عن تحالف المعارضة مفضلاً الحديث إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير. لكن بعد اتهامات بارتكاب مخالفات في الإجراءات الانتخابية انضم إلى تحالف المعارضة. وهو منقسم وكان محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب قد أكد أن الحزب الذي يوصف بأنه طائفي سينسحب من انتخابات الرئاسة ويواصل المنافسة على مستوى انتخابات البرلمان وانتخابات الولايات. لكن يوم الثلاثاء غير الميرغني رأيه وقرر مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي مشاركة كاملة بما في ذلك انتخابات الرئاسة وهو ما يقــول الكثـير من السـودانيين إنـه دليل على عقـد صفـقة مـع حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير. وإذا لم يعدل الحزب الاتحادي الديمقراطي عن قراره مرة أخرى فإنه قد يمنح مناصب في الحكومة بعد الانتخابات. نقاط التوتر المحتملة في الانتخابات الخرطوم (رويترز) - يتصاعد التوتر مع الاستعداد لأول انتخابات تعددية يجريها السودان منذ 24 عاماً والمقرر أن تبدأ يوم غدٍ الأحد. وقاطع المنافسان الرئيسيان للرئيس الحالي عمر حسن البشير الانتخابات ويهدد الجدل السياسي المحيط بالانتخابات بمفاقمة الصراعات في أنحاء البلاد المنتجة للنفط. فيما يلي بعض النقاط التي قد تفجر أعمال عنف. - الإحباط :بسبب الانتخابات سيواجه الناخبون السودانيون الذين يفتقرون للخبرة واحدة من أكثر الانتخابات تعقيداً على الإطلاق تشمل ثلاثة أنظمة مختلفة للتصويت. في الشمال سيحصل الناخبون على ثماني بطاقات اقتراع مختلفة وفي الجنوب سيمنحون 12 من أجل انتخابات الرئاسة والانتخابات التشريعية وانتخابات الولايات المختلفة. ويرجح أن يواجه الناخبون وكثير منهم أميون طوابير طويلة ومسؤولين غير مدربين بشكل جيد وقوائم ناخبين ناقصة ووجوداً أمنياً مكثفاً ونقصاً في بطاقات الاقتراع. وتتزامن هذه العوامل مع شكوك في ارتكاب الحكومة تزويراً وارتباك بسبب مقاطعة المعارضة وحرارة الظهيرة التي تتجاوز أحياناً 45 درجة مئوية في بعض المناطق وكل هذا يمكن أن يسبب حالة من الغليان. وقال توبي مادوت من حزب الاتحاد الوطني السوداني الأفريقي في جنوب السودان “توعية الناخبين في بعض المناطق ضئيلة للغاية وفي مناطق أخرى كثيرة منعدمة... إذا شعر الناس أن النتائج غير صحيحة فسيكون لهم رد فعل. ستقع أعمال عنف بسبب هذا الارتباك”. - دارفور : رفضت جماعات التمرد الرئيسية في دارفور الانتخابات ووصفتها بالمهزلة بينما لا يزال الصراع الممتد منذ سبع سنوات مستمراً. وهدد فصيل بمعاملة مسؤولي الانتخابات كجنود أعداء. وهناك مخاطر بحدوث اضطرابات بين لاجئي دارفور المسيسيين ويقاطع كثير منهم الانتخابات للأسباب نفسها. ويقول مراقبون إن نسبة التسجيل في بعض المخيمات تقل عن عشرة بالمئة. وخارج المخيمات يقول مراقبون إن مسؤولي التسجيل لم يستطعوا الوصول إلى الكثير من المناطق النائية بما في ذلك منطقة جبل مرة مما يحرم سكانها المشتتين من التصويت. وحتى الآن لم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف مرتبطة بشكل مباشر بالانتخابات. ويبدو أن الحكومة مسيطرة على جماعات التمرد الكبيرة إما من خلال المحادثات أو المواجهة. وشددت السلطات الإجراءات الأمنية حول مراكز الاقتراع بالمدن والمستوطنات الرئيسية. - احتجاجات: المعارضة أطلقت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع وضربت المحتجين حين أرسلت أحزاب المعارضة أنصارها إلى شوارع الخرطوم في ديسمبر الماضي للضغط من أجل إجراء إصلاحات ديمقراطية. وتقاطع معظم هذه الأحزاب الانتخابات الآن وربما تحتج مجدداً. وقال مسؤول من حزب الأمة المعارض”لن نقبل هذه الانتخابات في صمت”. لكن مصادر مطلعة تقول إن الكثير من النشطاء يعارضون المقاطعة. وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان القريبتين من الحدود بين الشمال والجنوب اللتين استثنيتا من المقاطعة الرئيسية التي أعلنتها المعارضة يرجح أن تكون المنافسة شرسة وقد تفجر أي مزاعم بالتزوير هناك احتجاجات. - أبيي وولاية الوحدة: تعتبر منطقة أبيي المنتجة للنفط بوسط البلاد إحدى أكثر المناطق المشحونة سياسياً بالسودان في فترة الإعداد للانتخابات بالإضافة إلى استفتاء عام 2011 على ما إذا كان يجب ضمها لجنوب السودان. وأعادت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي رسم حدودها في يوليو في محاولة لحل النزاع المحتدم بين الشمال والجنوب على حدود المنطقة. لكن القرار الذي وضع بلدة أبيي وأراضي الرعي الخصبة داخل حدود منطقة أبيي رفضه بدو المسيرية المدججون بالسلاح. وهم يخشون أن يحرموا من استخدام المراعي إذا صوت سكان أبيي المستقرين من قبائل الدينكا على الانضمام للجنوب ثم صوت جنوب السودان على الانفصال كدولة مستقلة في استفتاء ثان متزامن. ووردت تقارير عن اشتباكات. وتتزامن هجرة المسيرية السنوية بصحبة حيواناتهم عبر الحدود إلى الجنوب مع الانتخابات مما يذكي التوتر. العنف القبلي في الجنوب قتل 2500 شخص على الأقل في أعمال عنف قبلي عام 2009 وفي العام الحالي في جونقلي وولايات نائية أخرى في جنوب السودان.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©