موسكو، (وكالات)
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن قطع كييف للغاز عن شرق أوكرانيا يشبه «الإبادة» ، في وقت اتهمت كييف المتمردين باستغلال الهدنة لتعزيز قدراتهم العسكرية بالتزامن مع اتهام وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا بالكذب من خلال نفيها الضلوع في النزاع الذي أدى إلى تدهور خطير في العلاقات بين البلدين.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن بوتين قوله «ألا يكفي ان هناك مجاعة وأن منظمة الأمن والتعاون في اوروبا تحدثت عن كارثة إنسانية، ولكن تقطع إمدادات الغاز عنهم ايضا! ماذا نطلق على هذا الأمر؟ إنه أصلا يشبه الإبادة».
وقال بوتين «يبدو أن بعض المسؤولين في اوكرانيا حاليا يجهلون ما هي القضايا الانسانية والشعور الانساني»، مشيرا الى ان حوالى اربعة ملايين شخص يقطنون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق اوكرانيا.
وقد تصاعدت حدة اللهجة بين روسيا واوكرانيا منذ ان بدأت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الاسبوع الماضي بتزويد المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين مباشرة بالغاز بدافع ان كييف قطعت امدادها بهذه المادة.
وتعتبر موسكو ان شحنات الغاز تدخل ضمن الاتفاق الذي تم التوصل اليه أكتوبر الماضي بين «جازبروم» ومجموعة «نفتوجاز» وبالتالي يفترض أن تدفع كييف ثمنها. لكن الشركة الأوكرانية ترفض ذلك موضحة أنه لا يوجد لديها أي وسيلة لمراقبة الكميات وطرق استخدامها.
ميدانيا أشار الجيش الأوكراني أمس إلى «تراجع كبير» لنيران المتمردين مؤكدا أنه لا يمكن الحديث بعد عن «هدنة حقيقية» مثل تلك التي نصت عليها اتفاقات مينسك-2 . وقال المتحدث العسكري الأوكراني أمس إنه لم يسقط أي جندي أوكراني خلال يومي أمس وأمس الأول للمرة الأولى منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 15 فبراير في شرق أوكرانيا.
من جهتهم رافق المتمردون مجموعة من الصحفيين إلى اوبيلني على بعد 20 كلم جنوب دونيتسك لكي يثبتوا ما قالوا انه «عملية سحب اسلحة ثقيلة». وشاهد الصحفيون رتلا من 14 مدفعا نقالا من عيار 122 ملم وعدة شاحنات تنتقل على الطريق قادمة من الغرب حيث يقع خط الجبهة، في اتجاه مدينة ستاروبشيف جنوبا.
وتصاعد الضغط فجأة على روسيا التي يتهمها الغرب وكييف بتسليح الانفصاليين في الشرق ونشر فيها قوات نظامية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمام لجنة في مجلس الشيوخ إن روسيا «تقوم بأكبر عمل دعائي منذ الحرب الباردة»، مؤكدا أن القادة الروس «يكذبون صراحة بخصوص ما يقومون به هناك» في اوكرانيا.
من جهته تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الأول عن احتمال اخراج روسيا من نظام الدفع المصرفي «سويفت» إذا واصلت «تفكيك» أوكرانيا. وقال إنه في حال حدث توغل كبير جديد للقوات المدعومة من موسكو أو من قوات روسية في أوكرانيا فآمل أن يرد الاتحاد الأوروبي بشدة بعقوبات «تضرب بقسوة الاقتصاد الروسي».
وأمس اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا بالكذب صراحة عندما تنفي أي ضلوع لها في النزاع الذي أدى الى تدهور خطير في العلاقات بين واشنطن وموسكو.
وقال أمام لجنة في مجلس الشيوخ إن «حركة الانفصال هي برأينا توسع للجيش الروسي ووسيلة للقوة الوطنية الروسية».
وأضاف أن موسكو «تقوم بأهم عمل دعائي منذ الحرب الباردة»، مضيفا أن القادة الروس «يكذبون علنا بالنسبة لما يقومون به في أوكرانيا».
عدد اليوم
