الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الارتباطات السلبية (2/1)

الارتباطات السلبية (2/1)
16 يونيو 2009 00:47
إنَّ كل ما يمر به الإنسان في حياته منذ الولادة إلى الممات من مواقف إيجابية وسلبية ترتبط ارتباطاً شديداً في ذهنه بالمشاعر الإيجابية أو السلبية الناشئة عن المواقف، فإن ظهرت إحدى المثيرات «السمعية، البصرية، الحسية» في أي لحظة استرجعت معها التجربة والمشاعر المصاحبة لها، وبالتالي تتأثر نفسية الإنسان، وكأن الحدث يحدث الآن سواء أدرك السبب أم لم يدرك، وهذا ما يسمى بالاشراط الإجرائي، الذي يُعد طريقةً من طرق دراسة العادات. فكثير من الناس يشعرون بالقلق أو التوتر أو الخوف، أو الحزن أو الخمول أو الصداع أو الألم وغيرها من الحالات السلبية عندما يتواجدون في أماكن معينة دون غيرها، مثل قاعة حفلات، سوق، مطار، قاعة اجتماعات، مكتب، صالة جلوس، غرفة نوم، صالة طعام، قاعة دراسة، مسرح .. إلخ، وهذا يعود إلى الارتباطات السلبية التي حدثت نتيجة لمواقف مؤلمة أو مزعجة حدثت فيها. ولذا كثيراً ما ننصح المديرين بعدم عقد اجتماعاتهم في مكاتبهم خاصة تلك الاجتماعات التي حصل فيها نقاش حاد وتوتر أعصاب، وذلك كي لا تحدث ارتباطات سلبية في المكاتب فتؤثر على نفسياتهم كلما دخلوا مكاتبهم، والأمر نفسه مع الأزواج، حيث ننصح بعدم مناقشة أمورهم ومشاكلهم في غرفة النوم، خاصة عند لحظة النوم. ولعل البعض يشعر بضيق أو حزن أو غضب عندما يتواجد في زاوية من زوايا المنزل، وذلك لما تختزنه تلك الزاوية من مواقف مؤلمة. ويحدث الشيء نفسه مع الطالب عندما يرتبط في ذهنه موقف معين حدث له في المدرسة مع معلم أو تلميذ أو امتحان معين فصار يشعر بحالة نفسية سيئة إذا حدث ما يذكره بالموقف السلبي. أحد الأشخاص سألني:«لماذا وأنا في طريقي من أبوظبي إلى دبي، تنتابني نفضة جسدية عندما أصل إلى منطقة معينة في منتصف الطريق؟» فسألته إن كان قد حدث له شيء في ذلك المكان، فتذكر وقال: «نعم، لقد رأيت حادثاً مؤلماً في تلك المنطقة»، وهذا يفسر لنا سبب ما يشعر به. سيدة مطلقة أحضرت لي ولدها البالغ من العمر قرابة خمس سنوات لأرى ما به، فقالت:«لي عدد من الأبناء، وهذا آخر العنقود، بالرغم من حبي له إلا أنني أغضب منه وأضربه وأتعامل معه بقسوة، فلا أدري لماذا؟»، فقلت لها: «أيشبه والده؟» فردت بسرعة وانفعال: «نعم إنه نسخة منه»، فوضحت لها أنها تسقط على طفلها مشاعر الكراهية التي تكنها لطليقها، وهذا يحدث بطريقة لاشعورية وذلك للشبه الكبير بين الطفل وأبيه. سيدة أخرى جاءتني في استشارة فقالت: «عندما رأيتك في المحاضرة قلت في نفسي الله يعين زوجته «فسألتها عن سبب قول ذلك، فقالت: «لأن لون بشرتك مثل لون بشرة زوجي ووالدي وجدي»، وأثناء الجلسة العلاجية تبين لي أنها عانت مشاكل نفسية مؤلمة من هؤلاء الثلاثة، الأمر الذي ربط عندها لون البشرة بالقسوة والظلم. كثيرة هي الارتباطات في حياتنا، منها الظاهر ومنها الخفي، وما أريده منك الآن عزيزي القارئ هو أن تبحث مع نفسك عن تلك الارتباطات السلبية التي أثرت على حياتك العلمية أو العملية أو الاجتماعية أو التجارية أو الزوجية ..إلخ.. وتنتظر التكملة والحلول في اللقاء القادم. الدكتور عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©