الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنتجات الفرنسية في سلات الصينيين

المنتجات الفرنسية في سلات الصينيين
5 مايو 2008 03:45
جاؤوا·· رددوا شعارات قومية·· ثم تسوقوا، عرف يوم الخميس، وهو اليوم الأول من حملة لمقاطعة سلسلة متاجر ''الهايبرماركت'' ''كارفور''، بعض الاحتجاجات الصغيرة عبر أرجاء الصين، إلا أن الكثير من متاجر ''كارفــــور'' سجلت مع ذلـــك أرقام مبيعات جيدة بخصوص منتجات مثل زيت الفول السوداني والحلويات'، والعصائر من الحجم العائلي، في دعوات المقاطعة التي انطلقت على مستوى محلي، ونُشرت وروجت عبر الرسائل النصية ومواقع شبكة الإنترنت، تم حث المستهلكين الصينيين على مقاطعة هذه المتاجر كنوع من العقاب لما تعتبره الصين استقبالا غير لائق من قبل فرنسا للشعلة الأولمبية، فخلال توقف الشعلة في باريس ضمن مسيرتها حول العالم الشهر الماضي، هاجم مدافعون عن قضية التبت الرياضيةَ الصينية المقعدة التي كانت تحمل الشعلة على كرسيها المتحرك، وقد أججت تعابير وجهها المصدومة رد الفعل ضد البلدان الغربية التي يعتقد الكثيرون هنا أنهــا تسعى لإفساد انتشاء الصين بلحظة المجد الأولمبي· ومما لا شك فيه، أن الخطوة التي أقدم عليها مجلس مدينة باريس، والتي جعل فيها ''الدالاي لاما'' -الزعيم الروحي للتبت- مواطنا فخريا، لم تساعد على تهدئة الخواطر، ذلك أن الكثير من الصينيين يعتقدون أنه مسؤول عن أعمال الشغب التي اندلعت في التبت في مارس الماضي، فقد أفادت التقارير الإخبارية يوم الخميس، الذي شكل بداية إجازة رسمية لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد العمال، بتنظيم تجمعات صغيرة في نحو اثني عشر متجرا من متاجر ''كارفور'' عبر أرجاء البلاد، غير أن غياب مشاعر غضب واسعة وحضور أعداد كبير من الناس من أجل التسوق يوحيان بأن الغضب القومي ربما تبدد، وفي هذا السياق تقول ''زينج وو'' -ربة بيت تبلغ 55 عاما من بكين كانت عربتها مملوءة باحتياجات منزلية-: ''إن السياسة شيء، والمتطلبات اليومية شيء آخر، فالناس يجب أن يأكلوا''· والواقع أن الحكومة سعت أيضا إلى تخفيف مشاعر معاداة فرنسا، حيث تعاقب المسؤولون الحكوميون على التلفزيون يذكرون الناس بأن 4 آلاف صينياً يعملون في متاجر ''كارفور'' الـ112 التي تنتشر عبر أرجاء البلاد، كما دعت الصحف إلى نسيان وتجاوز ما حدث، وحثت الصينيين على استقبال الأصدقاء الأجانب بترحاب، نحو 1,5 مليون زائر سيأتون إلى هنا في أغسطس من أجل الألعاب الأولمبية، وفي هذا السياق، عنونت صحيفة ''ذا بيبلز ديلي'' افتتاحية لها تحتفل بانطلاق العد العكسي للمائة يوم التي تفصلنا عن الألعاب، أما في حال لم يفِ ذلك بالغرض، فقد جعل جهاز الرقابة الحكومة من الصعب على المنظمين إرسال رسائلهم التي تدعو للمقاطعة، حيث مُنعت بعض الرسائل النصية من التداول، ويوم الخميس، كان ركن كلمــة ''كارفور'' على أحد محركات البحث الصينية في الإنترنت يعيد صفحات تقول إن مثـــل هـــــذه النتائــــج ''لا تنسجم مع القانون والسياسة ذات الصلة''· ومع ذلك، فقد نجحت بعض الاحتجاجات في جلب مئات الأشخاص إلى متاجر ''كارفور'' في ''جزيان'' و''تشنوجكينج'' و''شينيانج'' و''تشانجشا''، وذلك على الرغم من أن الشرطة عملت على أن تكون الاحتجاجات قصيرة، أما هنا في بكين، التي تتوفر على تسعة متاجر ''كارفور'' فيقول الموظفون: إن الحشود كانت أقل كثافة، وبخاصة في يوم عطلة، أما المظاهرة الوحيدة التي سُجلت في العاصمة، فتمت في متجر ''كارفور'' -يقع على مقربة من الحي الجامعي- حيث تمكن شاب من الوصول إلى المدخل، بالرغم من الحضور القوي للشرطة، حاملا لافتة تقول ''قاطعوا كارفور، نددوا بالـ''سي إن إن!'' كونها لم تقدم - من وجهة نظرهم تغطية منصفة للاحتجاجات في التبت، وقد قبضت الشرطة على الشاب، الذي كان يرتدي قناعا أبيض وقميصا كتبت عليه شعارات قومية، غير أن محتجين آخرين حملوا لافتة وقاوموا الشرطة التي حاولت انتزاعها منهم· وفي متجر آخر لـ''كارفور'' على الطرف المقابل من المدينة، كان المتسوقون سعداء بملء عرباتهم بدون إزعاج، وقال عدد من الأشخاص إنهم لم يسمعوا شيئا عن الدعوة إلى المقاطعة، ولكن آخرين ممن فوجئوا بأسئلة أحد الصحافيين قالوا إنهم لم يشتروا إلا بضعة ضروريات منخفضة السعر، وفي هذا الإطار يقول ''شي آنبين'' -أستاذ دراسات الصحافة بجامعة تسينجهوا في بكين-: إنه يعتقد أن مشاعر معاداة فرنسا ستزول بسرعة، وليس بسبب تدخل الحكومة فقط، حيث أشار إلى أن المسؤولين الفرنسيين حاولوا إصلاح الضرر عبر إرسال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ''كريستيان بونسلي'' للاعتذار للرياضية المقعدة التي هوجمت في باريس، كما وجه الرئيس ''نيكولا ساركوزي'' دعوة للرياضية ''جين جينغ'' من أجل زيارة دولة· وفي حوارات مع الصحافة الصينية، عبر مدراء ''كارفور'' عن امتعاضهم من الحادث، ونفوا الإشاعات التي تفيد بأن شركتهم تقدم دعما ماليا للمجموعات المطالبة باستقلال التبت، وهو ما علق عليه البروفسور ''شي'' بالقول: ''أعتقد أن الفرنسيين فهموا أن ما حدث مع الشعلة في باريس كان مسيئا، وقــد عملوا على حلــه بسرعة''· آندرو جاكوب - بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©