الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعم الأوروبي للبلقان

الدعم الأوروبي للبلقان
5 مايو 2008 03:45
إذا ما كان لهذه الدولة البلقانية الصغيرة موسيقى مميزة، فإنها ستكون بالتأكيد موسيقى تغلب عليها أصوات المطارق والمثاقيب والمناشير، وغيرها من أدوات البناء التي تعمل بلا انقطاع في بناء المشروعات الإنشائية الجديدة في العاصمة ''بودجوريكا''، والتي تشمل مباني وجسورا ومدارس وصرفا صحيا، ولكن من الذي يدفع فاتورة معظم هذه المشاريع؟ يدفعها الاتحاد الأوروبي، الذي يضخ في الوقت الراهن مساعدات قياسية في منطقة البلقان الغربي وصلت إلى 710 ''ملايين يورو''( ما يعادل 1,1 مليار دولار) في موازنة عام 2008 فقط، وهو ما يمثل زيادة مقدارها 16 في المائة عن العام الماضي/ وفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي· والخط الرسمي للاتحاد الأوروبي يرى أن تقديم هذه المساعدات يعكس التقدم الذي تحققه ''مونتينجرو'' وجيرانها في الوقت الراهن، باتجاه العضوية الكاملة في الاتحاد، مع ذلك فإن بعض المحللين والدبلوماسيين يرون أن المساعدات تلعب دورا أكثر أهمية، يتمثل في تعزيز الولاء للاتحاد الأوروبي في المنطقة، خصوصا في هذا الوقت الذي تقف فيه أكبر دولها وهي ''صربيا'' في مفترق طريق حاسم في علاقتها مع ''بروكسل''· وقبيل الانتخابات البرلمانية التي ستنطلق في الحادي عشر من مايو الحالي، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب'' التحالف الغربي'' في صربيا يتأخر عن ''الحزب الراديكالي'' القومي المتعصب بهامش ضئيل· وفي محاولة منه لقلب كفة الميزان لصالح الأحزاب الموالية للغرب، يعمل الاتحاد الأوروبي على دفع أعضائه إلى توقيع ''اتفاقية مساعدات وتجارة'' جديدة مع صربيا، تمهيدا لانضمامها لعضوية الاتحاد، فقد وافق الوزراء في الاتحاد على توقيع ''اتفاقية استقرار وشراكة'' مع ''صربيا'' في موعد لاحق من هذا العام، ولكنهم ألمحوا إلى أن هذه الاتفاقية لن تُنفَذ على الفور، وعلى الرغم من أن ثلثي سكان صربيا يؤيدون انضمام بلادهم في نهاية المطاف إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فإن ''الحزب الراديكالي'' الصربي، يستخدم مسألة استقلال كوسوفو لتأجيج المعارضة للانضمام للاتحــــاد الأوروبي، تقول ''كريستزينــــا ناجي'' -المتحدثة باسم مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي ''أولي ريهن''- في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى كريستيان ساينس مونيتور: ''إن صربيا أمامها خيـــار حاســـــم، فإمـــا الارتباط بمستقبل الاتحاد الأوروبي وإما مواجهة العزلة''· أما جيران صربيا وهما ''مونتينجرو'' و''ألبانيا'' فيتبنيان الانضمام مستقبلا للاتحاد الأوروبي، حيث وقعا بالفعل مع الاتحاد ''اتفاقية استقرار وشراكة'' تمهيدا للحصول على عضويته الكاملة، وتقول البوسنة إنها تنوي توقيع هذه الاتفاقية خلال العام الحالي، أما مقدونيا وكرواتيا فهما مرشحان رسميان للانضمام للاتحاد الأوروبي، أما عن كرواتيا فستنضم في فترة مبكرة قد لا تتجاوز بداية العام القادم· ويشير تحليل أجرته ''المونيتور'' بشأن مساعدات الاتحاد الأوروبي المقدمة إلى البلقان الغربي، أنه من المقرر زيادة المساعدات المقدمة إلى جيران صربيا بمقدار عشر مرات خلال الفترة الممتدة من الآن وحتى عام ،2011 كما من المقرر أن تتلقى كوسوفو وحدها أكبر زيادة من تلك المساعدات، وهي زيادة تبلغ ضعف ما كانت تتلقاه سابقا، بحلول 2011 يتوقع الاتحاد الأوروبي إنفاق 3,5 بليون يورو في البلقان الغربي، وهو معدل قياسي بالنسبة للمساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي- قياسا على عدد السكان، وهذه المبالغ مخصصة لبناء مدارس تحتاجها هذه المنطقة بصورة ماسة وكذلك لبناء مشروعات البنية الأساسية، وتعزيز الإصلاح الاقتصادي بها، بالإضافة لذلك تساهم تلك المساعدات في دعم مشروعات غير مادية مثل ''بناء النظام المؤسسي'' و'' منظومة الحكم الرشيد''، ومكافحة الجريمة المنظمة وبناء قوات الشرطة في ''مقدونيا'' وبناء منظومة للمراقبة البيئية في ''ألبانيا''· أما ''مونتينجرو'' وهي بلد أصغر من ولاية ''كونيكتيكيت'' الأميركية في المساحة، كان يعتبر من أفقر بلاد يوغسلافيا السابقة، فمن المقرر أن يتلقى 32,6 مليون يورو في إطار مساعدات الاتحاد الأوروبي المقدمة هذا العام، ويذكر أن مساعدات الاتحاد الأوروبي السابقة لهذا البلد، ساعدت على تسريع وتيرة تطوير مؤسساته واقتصاده، كما ساعدت على تقليص نسبة البطالة به بحيث أصبحت الأقل في المنطقة، يعلق ''جيمس لايونز'' -الخبير في شؤون ''البلقان'' والذي يعمل مع مجموعة الأزمات الدولية-: ''إذا ما جاء الحزب الراديكالي إلى السلطة في صربيا، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يستشهد حتما بقصة النجاح التي تمكن من تحقيقها في مونتينجرو''، بالإضافــــة لذلــــك تقــــول ''آنـــا فوكادينوفيتش'' -رئيسة مكتب مونتينجرو للتكامل الأوروبي-: ''إن البلاد تركز جهودها بالكامل على الوفاء بالمطلوب منها حسب بنود اتفاقية الاستقرار والشراكة بحلول العام ·''2012 واستدركت ''فوكادينوفيتش'':'' نحن لا نتحدث عن هذا التاريخ باعتباره تاريخ الانضمام الفعلي للاتحاد الأوروبي، ولكن كتاريخ سنكون مستعدين فيه للانضمام للاتحاد''، وتشير استطلاعات الرأي أن 75 من سكان مونتينجرو يريدون الانضمام للاتحاد الأوروبي، ومع أن الاستمرار في تقديم المساعدات المالية قد يساعد على تحسين سمعة الاتحاد الأوروبي في المنطقة، إلا أنه لن يؤدي إلى حل جميع المشكلات القائمة هناك، كما يقـــــول ''كريستوف بيندر'' -الخبير البلقاني في ''مبادرة الاستقرار الأوروبية'' في ألمانيا-، ويشير السيد ''بيندر'' إلى الانقسام الموجود في الاتحاد الأوروبي بشأن إعلان كوسوفو لاستقلالها، والضربة التي وجهتها اليونان الشهر الماضي للاتحاد، من خلال إعاقة محاولة ''مقدونيا'' للانضمام إليه ويقول: ''لقد كانت تلك نكسة كبير لسياسة الاتحاد الأوروبي في منطقة البلقان، وأنا شخصيا لا اعتقد أن هناك استراتيجية واضحة للاتحاد في تلك المنطقة''· جيفري وايت- مونتينجرو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©