الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشراكة الأميركية - الباكستانية

5 مايو 2008 03:51
لم تكن الحاجة لإعادة تعريف سياستنا مع باكستان، وهي دولة تملك أسلحة نووية في الخط الأمامي في الحرب على الإرهاب، أكبر مما هي عليه الآن، وتوجد الآن فرصة كبيرة لعمل ذلك، فقد وجّه ''الديمقراطيون'' في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى ''جورج بوش'' هذا الشهر يحثونه على ''بدء علاقة جديدة مع باكستان تعتمد على التعاون مع المؤسسات وليس الأفراد، ودعم عزيمة الشعب الباكستاني، كما تم التعبير عنه في انتخابات الثامن عشر من فبراير· كانت الروابط بين الولايات المتحدة وباكتسان في أقوى حالاتها بوجود ''جمهوري'' في البيت الأبيض وجنرال من الجيش في السلطة في إسلام أباد، وتنتهي النية السياسية الحسنة عادة عندما يبدأ ''الديمقراطيون'' بالحكم في واشنطن ويتسلم ممثلون ديمقراطيون زمام الحكم في إسلام أباد، يستطيع ''الديمقراطيون'' الأميركيون كسر هذه الدائرة من خلال دعم الحكومة المدنية الجديدة في إسلام أباد أثناء هذه الفترة التحولية التي يجري فيها تجديد الديمقراطية والوطنية، ولكن يتوجب على إدارة الرئيس ''بوش'' أن تتصرف بالمثل، لقد أثبتت سياسة الاعتماد بشدة على جنرال واحد قصر النظر، ولتحقيق مصالح متبادلة طويلة الأمد فإننا نحتاج روابط قوية مع شعب وأمة ودولة باكستان· قد يتسبب الفشل في القيام بذلك في الشهور المتبقية من إدارة ''بوش'' بضرر لا يمكن إصلاحه في علاقتنا مع باكستان، في باكستان الديمقراطية سوف يكون صنع القرار أقل مركزية وأكثر تمثيلية للرأي العام· فالتعاون الثنائي المستدام هو في مصلحة البلدين، ويحتاج لأن يتم ضمانه، وهو ما يتطلب إعادة تشكيل الشراكة الأميركية الباكستانية كشراكة بين ديمقراطيتين سياديتين، وليتسنى تحقيق ذلك، فيما يلي أربع نصائح لصانعي السياسة الأميركيين: أولا: لا تتدخلوا في السياسة الداخلية لباكستان، فقد حاولت واشنطن تجميع تحالف حكومي حسب رغبتها، يستثني ثاني أحزابها أهمية، مما أعطى هذا التوجه نتائج عكسية، مكافئاً هؤلاء الذين يعتبرون من المعارضين للولايات المتحدة، وإذا استمرت واشنطن بالمبالغة في اتباع هذه السياسة فقد تجد أحزاباً في الحكم رافضة لها· ثانيا: أشركوا الشعب الباكستاني، إلا أنه يتوجب على الولايات المتحدة إسماع صوتها في باكستان، فبالرغم من زيارة المسؤولين الأميركيين باكستان أسبوعياً، غير أنهم نادراً ما يتحدثون إلى وسائل الإعلام المحلية، في حين نراهم بشكل منتظم مع محطة الجزيرة العربية على سبيل المثال· فبدل من عرض قضيتهم على الشعب الباكستاني يتعامل المسؤولون الأميركيون مع نظرائهم الباكستانيين خلف أبواب موصدة، ونتيجة لذلك يرى الباكستانيون الولايات المتحدة ليس كصديق، وإنما كمستأسد على من هم أضعف منه، أما الخير الذي تصنعه الولايات المتحدة في الباكستان، مثل تمويل مجموعات المجتمع المدني فيذهب دون أن يعطيه أحد حق قدره· ثالثا: اعملوا على توفير مردود معقول للديمقراطية، فقد قوبلت فترتا الديمقراطية السابقتان في الباكستان بتخفيضات ضخمة في المعونة الأميركية، مما ساعد على تعجيل نهايتهما، هذه المرة، يتوجب على الولايات المتحدة الحفاظ على معونتها العسكرية، بل ومضاعفتها كما اقترح السيناتور ''جوزيف بايدن'' ثلاثة أضعاف المعونات المقدمة حاليا· فمعونة كهذه يمكن أن توفر فرص عمل جيدة، وان تكون فاعلة جداً في التنمية في مجالات التعليم والبنية الأساسية التنموية· رابعا: قد تجبر عملية إنهاء التمرد، استبدال قوات الأمم المتحدة وحلف الناتو بقوات من دول إسلامية غير مجاورة مثل إندونيسيا وتركيا، فلم يحدث أن بقيت قوة محتلة فترة طويلة إلى هذه الدرجة كما الحال في افغانتسان· لقد وصلت علاقاتنا مع باكستان مفترقاً حاسماً، لدى الإدارة الأميركية الحالية والقادمة والكونغرس فرصة للتوصل إلى صفقة جديدة مع الديمقراطية المسلمة حديثة الولادة، والقوة النووية والدولة المحورية في منطقة حاسمة، لا يمكننا تحمل تداعيات ضياع هذه الفرصة· عارف رفيق مستشار في السياسة والاتصالات ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الاخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©