الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد عيسى: مُشكلتنا الحقيقية أننا دخلنا الاحتراف من الباب الواسع!

أحمد عيسى: مُشكلتنا الحقيقية أننا دخلنا الاحتراف من الباب الواسع!
16 يونيو 2009 01:53
يقول أحمد عيسى أحد أقطاب الرياضة في الإمارات «الكلمة حق لي طالما بقيت في داخلي .. وعندما تخرج فهي ملك للناس». ربما من أجل إيمانه بهذه المقولة هو يفكر دائماً قبل أن يصدر أحكامه أو يقول آراءه. ومن أجل ذلك أيضاً، يكون لكلماته صداها وتأثيرها على كل من يقرأها، سواء اتفق معها أو اختلف. ولأن حلقات «المحترفون يتحدثون» تحوّلت دون عمد منا إلى مساجلات بين شخصيات لها مكانها في وسطنا الرياضي والكروي.. ولأن أحمد عيسى يؤمن بأن المساجلات تصنع مناخاً إيجابياً ثرياً تستفيد منه رياضة الإمارات في نهاية الأمر .. فقد شارك معنا بذهن متقد وقلب مفتوح. بداية يقول أحمد عيسى: في رأيي أن المشهد من الصعب أن نضعه في إطار واحد.. العنوان كبير وفيه حقائق كثيرة في مضمونه تحتاج إلى التوقف عندها، والطرح سواء جاء في سياق المديح أو في سياق النقد، فهو لا يستهدف الأشخاص، لكنه يقصد أو يتجه نحو وقائع الأشياء، والمشهد الأساسي يقول: إن هناك «هرولة» كثيرة وإن هُناك حرقا للمراحل، وحقيقة هناك أشياء أفادتها هذه «الهرولة» وعجلت بتحقيقها.. وهناك أشياء أضرت بها، لدرجة أننا في نهاية سنة أولى احتراف بدأنا نتحدث عن تصحيح المسار! أضاف: الأمر لا يرتبط فقط بطبيعة العلاقة بين اتحاد كرة القدم ورابطة المحترفين لأنه أعمق من ذلك بكثير، فعلى صعيد «لوجوستي»، فالهرولة اختصرت زمنا من الانتظار في تحقيق المعايير التي فرضها ورسمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وإذا عدنا للمعايير، فالنجاح كان متوفراً فيها، حيث كان الأمر لا يحتاج سوى للدعم والمادة والقرارات النافذة لتوفير المطلوب على أرض الواقع. لكن الأشياء التي محورها وأساسها الإنسان سواء كان لاعباً أو إدارياً أو جمهوراً، فالهرولة وحرق المراحل أدت إلى ما نسمع عنه اليوم! ويمضي أحمد عيسى في حواره الذي بدأه ملتهبا: عندما ندخل مباشرة إلى اللاعب لأنه هو أهم العناصر التي بين أيدينا وهو لب عملية الاحتراف، فعلينا أن ندرك أن هذا اللاعب ليس في مرحلة الاحتراف الكامل، وإذا كان ذلك صحيحاً، وهو كذلك إذن فهناك خلل.. وطالما أن هناك خللا فلابد وأن نسعى لتصحيحه أو على الأقل الاهتمام به بشكل أكبر. ويضيف: إذا طرحنا السؤال الأهم الذي يجب أن نراجع به حقائق الواقع الميداني: «ماذا نريد من الاحتراف أو ماذا نستهدف منه، فإن هذا السؤال في تقديري إذا جاءت إجابته واضحة وصريحة وواقعية ومدركة لكل الأبعاد والظروف، فأعتقد أننا سنكون أمام دستور عمل للمرحلة بل دستور عمل للمستقبل، وما سمعته وما يتردد عن إجابة لهذا السؤال هو أن «الاحتراف جاء لمواكبة النقلة الحضارية والتطور»، فهذا ما يقال أو هكذا هي الإجابة دائماً، وأعتقد أن هذه الإجابة مجرد شعار عام، لكن الأحداث العملية لا علاقة لها بالشعارات. ويستطرد: دعنا إذن مما يقال، لكني أعود وأقول إن الإجابة إذا كانت تستطيع أن تحدد الأهداف وتشخصها بشكل دقيق وواع، فمن الممكن أن تكون المرتكز الذي يدلنا على أننا في الطريق الصحيح أم لا أو نحقق أهدافنا أم لا، هذا هو بيت القصيد.. نتحدث عن أهداف ونحدد الطرق التي توصلنا إلى هذه الأهداف. وأكد أن السؤال بلا إجابة حقيقية حتى الآن، وأن الشعارات لا يجب أن تكون هي الإجابة، فالشعارات دائماً تقال لتحفيز الناس، أما الإجابة الحقيقية فلا بد أن تتحدث عن المشكلة، ماهيتها، طبيعتها وهكذا، لكننا عندما ننظر إلى المشهد من منظور تحليل وتقويم، ففي هذه الحالة لابد أن يخرج منها ما يتعلق بالتفاؤل والتشاؤم.. وأنا لست مع الرأي الذي يقول إنني متفائل.. فهذا كلام غير تحليلي أي لا يوصلك إلى نتيجة محددة، والمشهد لا يحتاج إلى ما يتعلق بالانطباعات الخاصة والشخصية، وإنما يحتاج إلى قراءة ما يحيط ويحدث فيه، وعلاقة ما يحدث بالأهداف المحددة وسبل الوصول إليها. وينتقل أحمد عيسى إلى نقطة مهمة، حيث يقول هناك فارق مهم بين الاستفادة من تجارب الآخرين وبين استنساخ التجربة نفسها، ففي الغرب معقل الاحتراف تجد تجارب مختلفة وكل بلد له ثوبه الخاص الذي يتوافق مع طبيعة البيئة ومتطلبات سياسة الدولة، ونحن أمام حقيقة مؤلمة في الإمارات، وهي أننا دخلنا الاحتراف من الباب الواسع ومن النقطة التي وصلت إليها الدول العريقة في الاحتراف، فقد أصبحنا لا نتحدث إلا عن الأرقام المالية غير المسبوقة سواء على صعيد اللاعبين الأجانب أو حتى اللاعبين المحليين، وللأسف عندما وضعنا لوائح الاحتراف، فهناك أكثر من لائحة، لأن هناك جهات كثيرة تتحدث، حتى الهيئة العامة لرعاية الشباب في قانونها ما ينص على ضرورة تقيد الجهات الأخرى بما تنص عليه لائحتها التي لم تر النور بعد! ويقول أحمد عيسى: بصراحة إن الهرولة في إعلان تطبيق الاحتراف استهدفت بالأساس الانتقالات، وكان واضحاً أن هذه الانتقالات لن تحدث إلا بالاحتراف ومن الباب الواسع.. وللأسف الباب الواسع يعني بروز الأندية المقتدرة مالياً للتحكم في سير العملية، فلم تكن هناك أي ضوابط أو قيود في لوائح الاحتراف للتعبير عن سياسة معينة سواء سياسة السوق الحرة التي تؤدي في النهاية إلى ثلاثة أشياء، وهي استقواء القوى، وتواري متوسط الحال، واندثار الضعيف، وهذا هو نتاج الاستعجال أو الهرولة في الانتقال إلى المرحلة الانتقالية، وأسميها الانتقال، لأننا لا زلنا في مرحلة الانتقال إلى الاحتراف ولم نبلغ بعد سنة أولى احتراف.. لقد انطلقنا من حيث انتهى الآخرون الذين أخذوا وقتاً طويلاً للغاية قبل أن يتحدثوا عن الأرقام المالية التي نتحدث نحن عنها الآن!! ويتحدث أحمد عيسى عن الدوري ومفارقاته وتبايناته، فيقول إذا كان هناك ما يلاحظ في دوري هذا الموسم، فهي الأرقام المالية التي فرضت نفسها على ماكينة المسابقة، وهي الأرقام الأعلى في تاريخ المسابقة بالبلد، أعتقد أن الموسم شهد لقاءات ومستويات متباينة، وبشكل عام أرقام الحضور في العادة تعبر عن تطور المسابقة ونجاحها من حيث الأداء والإمتاع، وللأسف ما شاهده الموسم من ناحية تطور الإقبال جاء على عكس ما كان متوقعاً، بل إن الإحجام في حد ذاته كان شيئاً ملحوظاً، ولا أبالغ إن قلت إنها ظاهرة تحتاج إلى وقفة تناقش كافة الأبعاد التي لها علاقة مباشرة، أو غير مباشرة بهذه الظاهرة، ولإشكالية الحضور أبعاد مختلفة وبخلاف الأداء والإمتاع هناك تأثيرات من أسعار التذاكر والنقل التليفزيوني والوسائل المشجعة على الحضور من حيث التواقيت ووسائل الأمان والراحة في الملاعب، والخلاصة أن المسألة تحتاج بالفعل إلى مراجعة. أضاف: هناك فرق بين أن نكرر الأخطاء ونتعلم من الأخطاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر دوري الرديف أو التحدي، فبعد أن انتهى الدوري العام وجدنا نظام «المربع» في مسابقة الرديف وهذا النظام ثبت عدم جدواه وهناك دول طبقته لسنوات واعترفت بالتطبيق الخاطئ، فما بالك ونحن في المرحلة الاحترافية نأتي ونطبق شيئاً ثبت فشله، نحن على هذا النحو لا نتعلم من أخطاء الآخرين! تخزين اللاعبين! وأوضح أحمد عيسى أن ما حدث فيما يتعلق بالعملية الاحترافية أنها سعت إلى تخزين اللاعبين، وقال: دعونا نتفق على أنه لو كانت الرؤية شمولية وكان التحضير لهذه المرحلة قد تم بشكل صحيح من تجارب الآخرين، لكان من الممكن أن نصل إلى نقطة نتكلم فيها عن تكديس اللاعبين من واقع ضبط الانتقالات، لأن مسألة ضبط عملية الانتقالات كان من الممكن حال حدوثها أن تقلل كثيراً من مسألة تكديس اللاعبين في مقابل السوق الحرة. أضاف: كل دولة لها ثوبها، ومن المفترض أن يكون لنا نحن أيضاً الثوب المناسب لنا، ولا يجب أبداً أن ننسخ التجارب الكبيرة، وعندما نضرب مثالاً بالدول العريقة، فيجب أن يكون معلوماً أن بعض هذه الدولة قد أمضى مائة سنة قبل أن يعدل وقبل أن يزيد وأن ينقص، لأن هناك أشياء لا تستطيع أن تستكملها إلا من خلال المرور فيها، وهو ما يعني أنه لا يجب أن نأخذ التجارب جاهزة كما هي سواء عند الإنجليز أو غيرهم، فالتجربة اليابانية قائمة على شركات والتجربة السعودية بدأت منذ عام 92 ولم يحولوا كرتهم إلى شركات حتى الآن، نعم هناك من يضحك علينا ويضحك على الشارع الرياضي، لكن أيهما أرحم أن يوجد من يضحك علينا أم أن نضحك على أنفسنا؟! ويواصل أحمد عيسى تصريحاته النارية: يجب أن نفهم الأشياء في حدودها الصحيحة، فعندما نتحدث عن احتراف اللاعب، فيجب أن نجرده من وظيفته أولاً ثم نتحدث عن احترافه، لأنه بهذه الصورة تكون له وظيفتان، وظيفة الكرة ووظيفته الأساسية التي أبقى عليها وتفرغ منها، وفي المقابل يطالب بعقد ومميزات وأموال، وأنا أستغرب كيف يكون محترفاً وهو في نفس الوقت موظف في جهة أخرى! أغلب الحالات التي بين أيدينا في الإمارات ليست احترافا بالكامل، وهذا في حد ذاته ليس عيباً، لكن العيب أن يكون هناك نظام ينص على مثل هذه الحالات. وقال: النظام يقول أو يجب أن يقول أن اللاعب المحترف هو اللاعب المتفرغ تماماً، أي التي وظيفته كرة القدم، المعايير الآسيوية تقول إن ملكية اللاعب تكون للجهة التي وقع لها وممنوع أن تكون له أكثر من جهة تتحكم فيه، أقول مرة أخرى ليس عيباً أن يكون عندنا نواقص نسعى لاستكمالاها، في مقدمتها إشكالية احتراف اللاعب نفسه ومدى دقتها، ومرة أخرى «مش عيب» أن يوجد من يضحك علينا لكن العيب أن نضحك نحن على أنفسنا!! خليفة سعيد سليمان - رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي: بدون شك تبذل مجهوداً كبيراً وخارقاً في الأهلي، وهذا الأمر يبدو واضحاً في كرة القدم، وحالياً أنت تتحمل مسؤولية الاندفاع بالأهلي إلى الأمام وإلى مواقع أفضل، لكن عليك أن تتذكر دائماً أنك تقود مؤسسة رياضية لها تاريخها وحضورها في المجتمع، واكتسبت مكانتها عبر أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية، من المهم أن يستمر الأهلي كمؤسسة. محمد خلفان الرميثي - رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم: بكل تأكيد جئت في لحظة تاريخية فارقة في مسيرة اللعبة، وتواكب تحولات عديدة على مختلف الأصعدة ولعل أهمها أنك تقود مجلس إدارة جاء بالانتخاب، وهذا يعني أهمية أن يثبت الدور المؤسسي في إدارة العمل، وشخصياً أنا على ثقة أنه كلما كان الدور المؤسسي قوياً في الاتحاد كلما كان الرئيس أكثر قوة، وملاحقة الشوائب الصغيرة التي تبرز لابد من مواجهتها بالسرعة الكبيرة حتى لا تتطور وتكبر وتسد الطريق عليه. حمد بن بروك - رئيس رابطة المحترفين في عامها الأول: تحملت مسؤوليات كبيرة في خلق البيئة الاحترافية ووظفت خبراتك وعلاقاتك مع الاتحاد الآسيوي بشكل أمين وصادق لصالح إنهاء المهمة المكلف بها، وأعتقد أنك في المرحلة التي عملت بها عملت باقتدار وحاولت بعلاقاتك أن تنجزها في الإطار المحدد، ولهذا سيذكرك التاريخ بأنك أحد أبرز المساهمين في خلق نقلة احترافية في البلد. محمد المحمود - نائب رئيس رابطة المحترفين في عامها الأول: شاركت في مجموعة عمل أدت المطلوب بالسرعة المطلوبة، وتميزت بالحماس الشديد والجرأة في مواجهة المسؤوليات ومواكبة الأحداث، وتستحق تقديرا كبيرا على الدور الذي قمت به. الجماهير: أتصور أنكم لستم في حاجة إلى من يستجديكم فأنتم العنصر الذي من الممكن أن يتسبب في نجاح أي مشروع يتعلق بكرة القدم، وبالتالي تجاوبكم مع اللعبة يساهم في تحفيز الجميع في البذل والعطاء، وغيابكم عن الحضور والمواكبة أحد أكبر العلامات التي تخيف من الفشل! الجماهير هي المعيار أكد أحمد عيسى أنه لا يمكن أن يصف المسابقة بالفشل، وقال: من غير المعقول أن نضيع كل الجهود بجرة قلم أو بكلمة تخرج هكذا عفوية، فالجانب الجماهيري يقول إن الدوري لم يحقق ما كنا نتمناه رغم ما صرف عليه ورغم أن ماكينة المسابقة كانت «مليانة فلوس»، وقصة الجماهير التي أحجمت هي دائماً المعيار وهي المشهد الصادق للحكم على الأشياء، وجانب الجماهير كما ذكرت يحتاج من الاتحاد أن يبذل جهوده من أجل دراسة متأنية وحقيقية، والصحيح أننا كنا نتوقع أكثر مما شاهدناه في السنة الأولى.. وعلينا أن ندرس ونصحح المفاهيم والرؤى. وصف قفزة الملايين بأنها غير طبيعية الدوري لم يصنع مالاً أكد أحمد عيسى أن المناخ العام الذي نعيشه حالياً هو نتاج الهرولة الكبيرة لتطبيق الاحتراف وعدم وضع أسس تحفظ التوازن الموجود في البلاد من البداية! وقال: لقد تركنا المسألة للسوق الحر، تركناها مشاعاً يستقوي فيها القوى ويزداد الضعيف ضعفاً دون وضع معايير وضوابط للحد من الظاهرة، أنديتنا تتحدث مع لاعبين أعمارهم ما بين 12 و14 سنة من أجل التعاقد معهم من الآن وحجزهم، وهذا المشهد له تأثيرات خطيرة، إذ من المفترض أن نكون واعين لطبيعة المرحلة قبل أن نقفز قفزة الملايين، ووصف قفزة الـ 20 والـ 30 مليون درهم من أجل انتقال لاعب بأنها أموال عامة لأن المسابقة لم تصنع مالاً!! أضاف: هذا المال المعروف لا يعبر عن قيمة اللعبة، وعندما نتحدث عن المليارات في الدول الأخرى فهي تعبر عن قيمة المسابقة وحقيقتها، لأن هذه الأموال قادمة من شركات ومن مستثمرين، والمشهد لدينا للأسف بدأ من حيث انتهى الآخرون، وهذا أكبر خطأ، لأننا فتحنا الباب على الواسع!
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©