الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة الغضب في الجزيرة

ليلة الغضب في الجزيرة
10 ابريل 2010 01:10
كانت ليلة أمس الأول غاضبة في نادي الجزيرة، بدأت مشاهدها بعد أن أطلق الحكم محمد عمر صافرة نهاية مباراة الفريق الجزراوي مع الشارقة، والتي انتهت بالتعادل 1-1، بين الطرفين، وكان المشهد الغاضب الأول، هو صياح عدد من جماهير الفريق الذين جلسوا في مقاعد كبار الزوار، تحت المقصورة الرئيسية بغضب، وتأكيدهم أنهم يتمسكون بالحلم كل عام في إحراز لقب الدوري، ثم يتبدد هذا الأمل لسبب أو آخر، وحمل بعضهم مسؤولية الإحباط للاعبين، فيما حمل الآخرون المسؤولية للمدرب، ومجلس إدارة النادي، خصوصاً أن الأجانب لم يكن لهم أي دور مؤثر في اللقاء، واستمرت الصيحات الغاضبة لمدة 20 دقيقة بعد المباراة. أما المشهد الغاضب الثاني، فقد تمثل في تجمهر بعض الجماهير خارج الاستاد، وبالتحديد أمام الباب الخاص باللاعبين والجهاز الفني ومجلس الإدارة، حيث كانوا ينتظرون خروج أي لاعب، حتى يستفسرون منه عما حدث في المباراة التي ضحوا من أجلها، ومن أجل الدوري بالبطولة الآسيوية، ولم يتحدث أحد، ودارت الأحاديث الصاخبة بينهم حول ضياع الحلم الذي تمسكوا به طوال العام، وحول الرعونة التي كان عليها اللاعبون في الملعب، والتي أهدروا بسببها العديد من الفرص المؤثرة، وحول جدوى اللاعبين الأجانب وخصوصاً سوبيس الذي لم يقدم شيئاً يذكر في المباراة باستثناء إضاعة الفرص السهلة، وريكاردو أوليفييرا الذي تم استبعاده من القائمة في الدور الثاني، وزميلهم الثالث روزاريو الذي اقترف خطأ ساذجاً، ليس له أي مبرر في الوقت الذي كان فيه فريقه فائزاً على الوحدة في مباراة إياب نصف نهائي في بطولة كأس الرابطة، فتعرض للإيقاف بسببه 6 مباريات. وتحدثوا أيضاً عن المشهد الغريب الذي كان عليه اللاعبون سواء بعد أن مني مرماهم بهدف التعادل، ولم ينفعلوا، وكانت ردة فعلهم ضعيفة، وبعد المباراة عندما انشغلوا بمصافحة زملائهم في فريق الشارقة بمنتهى البرود، وكأن شيئاً لم يحدث. بداية جيدة بالعودة للمباراة فإن الجزيرة بدأها بشكل جيد، وسيطر على وسط الملعب، وبدأت تأتيه الفرص الواحدة بعد الأخرى، ولكن الخطأ الكبير الذي وقع فيه اللاعبون والجهاز الفني هو أن هذه السيطرة لم يكن فاعلية هجومية، وظل نصف ساعة الأول تمريرات فقط، واستحواذ في وسط الملعب، والشارقة يراقبهم فقط، وهو متراجع في منطقة جزائه، ولم يكن هناك في الجزيرة، إلا هلال سعيد الذي يتحرك بشكل واع، ويفسد هجمات الشارقة في مراحل التكوين، ويبني هجمات الجزيرة بمساعدة عبد السلام ودياكيه، ولم يقتصر الأمر عند هلال على هذا الحد فقد تقدم واعتمد على نفسه عندما لم يجد هجوماً فعالاً وسجل الهدف الأول لفريقه. وبعد الهدف الأول بدأ الشارقة يتراجع عن حذره الدفاعي، ويتقدم للأمام للتعويض، ففتح المساحات في الخلف لتتاح العديد من الفرص لسوبيس، وتوني، ودياكيه، وغيرهم دون أن يستغلها أحد في تسجيل الهدف الثاني وطمأنة الجماهير. تغييرات شرقاوية ناجحة وفي الشوط الثاني كانت لتغييرات مدرب الشارقة الكلمة العليا، فقد نشط خط وسطه وهجومه، حتى تمكن من إدراك التعادل، فيما كان أداء العنكبوت باهتاً متسرعاً، وواصل اللاعبون مسلسل إهدار الفرص السهلة. أما عن رأي براجا في اللقاء فقد أكد أن الفريق فرط في ثلاث نقاط مهمة، كانت في متناوله، وأن ضياع الفرص الواحدة تلو الأخرى، أصاب اللاعبين بالإحباط، وأثر على ردة فعلهم بعد التعادل، مشيراً إلى أن التعادل في هذه المباراة خسارة، وأن النقطة مثل لا شيء، وأن الفرص في الفوز بالدوري قبل مباراة الشارقة كانت صعبة، لأنها لم تكن في يد الجزيرة، ولكنها بعد هذه المباراة أصبحت أصعب. المباراة ليست صعبة وقال براجا: المباراة لم تكن صعبة، لأننا سيطرنا عليها تماماً، خصوصا في الشوط الأول، وكانت أكثر سهولة في الشوط الثاني، لأن الشارقة تنازل عن حذره الدفاعي، ولكن الأزمة كانت في ضياع الفرص، وللأسف فإن ضياع الفرص في كرة القدم، هو أخطر شيء، وللأسف ظهر بوضوح في تلك المباراة أننا نفتقد للمهاجم الصريح، وحتى محمد سرور أصيب في التدريب الذي سبق المباراة بيوم واحد وكان بإمكانه أن يستغل إحدى الفرص لو شارك في الشوط الثاني. وعن الإجهاد الذي شعر به اللاعبون في الشوط الثاني، وأثر على أدائهم على الرغم من الراحة الطويلة التي حصلوا عليها والتضحية بالآسيوية قال: نظرياً الفريق مرتاح، واللاعبون تخلصوا من الضغط، وعندما شعرنا بضعف مردود بعض اللاعبين دفعنا بغيرهم من عناصر السرعة، ولكننا افتقدنا لرأس الحربة القادر على تحويل الفرص لأهداف، ولم نستغل أكثر من 11 كرة عرضية نجح دفاع الشارقة في إبعادها، ولم نفلح في استغلال أكثر من 8 ضربات حرة مباشرة في أماكن مؤثرة. وعن موقفه في الاستمرار مع الفريق من عدمه قال: بالنسبة لي أنا أقوم بعملي وأبذل أقصى جهد، والتوفيق يتخلى عنا أحياناً في أوقات صعبة، ومصيري بيد إدارة النادي، ولن يكون لي قرار قبل التعرف على موقفها لأنني أحترم تعاقداتي. تعادل بطعم الخسارة من ناحيته أكد عبدالسلام جمعة لاعب خط وسط الجزيرة أن مباراة الشارقة كانت مهمة للغاية، وأن التفريط في نقطتين بعد التعادل مع الشارقة في هذه المرحلة الحساسة يؤثر على فرص الفريق في المنافسة على الصدارة، حيث أنها لو اعتبرناها 50% قبل المباراة فإنها تصبح 30% بعد هذا التعادل الذي يعد بالنسبة لنا بطعم الخسارة. وقال عبد السلام: لا أعرف ماذا حدث، أدينا بشكل جيد في الشوط الأول، وليس لنا أي مبرر لتراجع المستوى في الشوط الثاني، والفريق الذي لا يستثمر فرصه في التسجيل يقبل الأهداف في عرف كرة القدم، وهذا ما حدث بالضبط معنا في المباراة، فقد أهدرنا ما يقرب من 4 أهداف محققة، ولم تكن ردة الفعل منا بعد الهدف على قدر الحدث بسبب قلة التركيز والتسرع في محاولة تسجيل الهدف الثاني، وبعد التعادل أتيحت لنا العديد من الفرص التي ضاعت أيضا، وأهدرنا فرصة ثمينة كانت في متناولنا، ومع ذلك فلا يجب أن نفقد الأمل، ولا يجب أن نترك الإحباط يسيطر علينا، فما حدث قد حدث، ويجب أن نتماسك ولا نبكي على أطلال الماضي، فلن ينفع هذا البكاء، ولن يجني سوى الإحباط. وأضاف: إذا كان لدينا أمل بنسبة 10% فلابد أن نتمسك به، ولابد أن نقاتل من أجله، خصوصا أن إدارة النادي لا تدخر أي جهد في دعم الفريق وتوفير كل الإمكانات، ولا تزال أمامنا 12 نقطة في الملعب في 4 مباريات، والأمر الوحيد الذي يمكن أن نصالح به جماهيرنا في هذه الظروف الصعبة هو أن نحقق الفوز في كل تلك المباريات بغض النظر عن نتائج المنافسين. كاجودا: التغييرات سر تفوق الشارقة في الشوط الثاني أبوظبي (الاتحاد) - قال مانويل كاجودا مدرب الشارقة إن المباراة كانت صعبة، لأن الجزيرة يقاتل من أجل الدوري، ويلعب على ملعبه ووسط جماهيره، ويضم لاعبين متميزين في صفوفه، ويقوده مدرب صاحب خبرة وكفاءة نعرفه جيداً. واشار كاجودا إلى أن فريقه تراجع في الشوط الأول، ولم يقدم أي شيء يذكر، وأن تدخلاته في التغييرات مع بداية الشوط الثاني هي التي صنعت الفارق، وأعادت للفريق توازنه في الوسط والهجوم، كما أنها السبب في إدراك التعادل. وقال: كان يجب على لاعبي الشارقة أن يكونوا أكثر ذكاءً بعد التعادل وأن يستغلوا اندفاع الجزيرة للهجوم في تسجيل هدف الفوز من الهجمات المرتدة، ولكن ذلك لم يحدث، ولكننا كنا أفضل في التمركز والأداء الجماعي في الشوط الثاني، ونحن سعداء بالتعادل لأنه تحقق أمام فريق كبير ومنافس. وعن سر امتداحه للمدرب براجا على الرغم من أنه تفوق عليه في الشوط الثاني قال: سأظل أمتدحه لأنه يملك خبرة طويلة وتاريخاً مشرفاً، وأي مدرب تكون له تصوراته في المباريات وأحياناً تصيب وأحيانا تخطئ، مشيراً إلى أنه لم يتوقع أن يتراجع مستوى الجزيرة في الشوط الثاني بهذا الشكل. محمود الماس: أتمنى العودة للمنتخب أبوظبي (الاتحاد) - قال محمود الماس حارس الشارقة إن فريقه استعد جيداً، ووصل لأعلى معدلات التركيز قبل المباراة بيوم واحد، وأن المدرب واللاعبين كانوا مصممين على تقديم عرض جيد، وأنه يتمنى أن يواصل فريقه تقديم العروض القوية على نفس المستوى، مشيراً إلى أن الجزيرة لم يكن منافساً سهلاً. وعن سر تألق الشارقة في المرحلة الأخيرة قال إنه يكمن في انضباط اللاعبين وتنفيذهم لتوجيهات المدرب، وإن أهم عنصر إيجابي في الشارقة هذا الموسم هو الاستقرار الفني الإداري الذي بدأ يؤتي ثماره على الفريق، بخلاف ما كان يحدث في المواسم الماضية، والتي كانت تشهد تغييرات فنية كثيرة في فترات قصيرة. وأضاف: يحسب للاعبي الشارقة أنهم تماسكوا، وتمكنوا من إدراك التعادل في الشوط الثاني، وكان بإمكانهم تحقيق الفوز لو استغلوا الفرص التي أتيحت لهم. أما عن سر تألقه وتصديه للكثير من الفرص الجزراوية، فقد أكد أنه يبذل كل جهده حالياً على أمل العودة للمنتخب من جديد، وسوف يستمر في ذلك لعله يحقق أمله. الجزيرة يهدر 9 نقاط في الدور الثاني أبوظبي (الاتحاد) - قدم الجزيرة دوراً أول رائعاً بكل المقاييس، حيث نجح في حصد 29 نقطة من أصل 33 نقطة في 11 مباراة، ولم يفقد سوى 4 نقاط نتيجة تعادلين مع العين، وعجمان، ولكن الإشارة بدأت تتحول من الأخضر إلى الأحمر منذ مباراة الشباب في نصف نهائي الكأس، وبدأ مستوى الفريق في التراجع، فخرج من الكأس، وتعادل مع الظفرة، وبني ياس، وخسر من الوحدة، وكاد يفقد نقاط الإمارات على ملعبه، وبالتالي جمع الفريق 12 نقطة من 7 مباريات وهو رقم لا يقارن بما حققه الفريق في الأول، ثم أنه فقد الأمل في البطولة الآسيوية بعد الخسارة على ملعبه من الغرافة، والتعادل مع الاستقلال، والخسارة أمام الأهلي ذهاباً وإياباً، وكان على الإدارة والجهاز الفني ألا ينتظروا حتى هذه اللحظة، وكان عليهم أن يتحركوا لإنقاذ الموقف، والتعادل مع الشارقة أثبت أن الأمور ما زالت بحاجة للتعديل وتصحيح المسار، ولكن هل ما زالت الفرصة موجودة بالفعل؟ دموع صالح عبيد أبوظبي (الاتحاد) - تابع اللاعب صالح عبيد المباراة من المقصورة الرئيسية لأنه لم يكن ضمن الـ18 لاعباً، على الرغم من أنه عاد من الإصابة، ويتدرب مع الفريق طوال الأسبوع الماضي، وخلال المباراة كان قلقاً ومتوتراً، وبعد التعادل زاد توتره وقلقه على مستقبل الفريق، ولكن هذا التوتر لم يفد فانتهت المباراة بالتعادل، وضاعت فرصة مهمة من الجزيرة للضغط على صدارة الوحدة، وعند نزوله من المصعد شاهد البعض دموع صالح عبيد كابتن الجزيرة تنهمر منه ويحاول إخفاءها. وعندما سألنا صالح عن سبب البكاء قال: لم أتمالك نفسي، فأصعب شيء أن تتعلق كل سنة بحلم، وتستنفر كل الطاقات من أجله، وتتوفر لك كل مقومات تحقيقه ثم يضيع أمام عينيك وأنت غير قادر على فعل شيء، أنا لا أحمل المسؤولية للإدارة لأنها وفرت كل شيء للفريق وللجهاز الفني، ولكنني كنت أتمنى أن تحاسب بعض اللاعبين على تقصيرهم وعلى أخطائهم المؤثرة، مثلما تكافئ وتمتدح عند الإجادة. وقال: نظرياً فرصنا موجودة، ولكنها قلت للغاية، وللأسف مصيرنا ليس بأيدينا، ولا أعرف كيف ضاعت تلك النقاط المهمة التي كانت كفيلة بتعديل أوضاعنا، والمباراة لم تكن صعبة، والفرص كانت كثيرة، ولكن لابد أن هناك أمراً غير صحيح، ولابد أن نتمسك بالأمل حتى اللحظات الأخيرة، وأخشى أن تكون تلك الليلة هي ليلة ضياع الحلم هذا الموسم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©