ثلاث مداخلات حول مسرحة السيرة الذاتية

عصام أبو القاسم (الشارقة) تواصلت مساء أمس الأول، الفعاليات الثقافية المصاحبة للدورة الثامنة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، حيث نظمت ندوة تحت عنوان «مسرحة السيرة الذاتية: ذاكرة عربية» في مقر إقامة الضيوف، قدمها وأدارها الباحث المسرحي الإماراتي خالد البناي، وتحدث في منصتها الكاتب الجزائري عز الدين جلاوجي، والناقد العراقي عواد علي، والمؤرخ المسرحي المصري سيد علي إسماعيل. في أولى المداخلات تحدث جلاوجي عن مفهوم «السيرة الذاتية»، متبنياً المعنى الذي أسبغه عليه الناقد الفرنسي فيليب لوجون، في كتابه «السيرة الذاتية - الميثاق والتاريخ الأبدي»، وهو إن النص السيري هو حكي مستعاد. وفي ما يتعلق بالمسرح، قال جلاوجي، إنه لم يعثر على نص كُتب ليجسد فوق خشبة المسرح على أساس أنه سيرة ذاتية، ولكن ثمة نصوص عديدة عرفها تاريخ المسرح يمكن عدّها (سيرة غيرية). وذكر الكاتب الجزائري، أن بعض النصوص التي كتبت في إطار ما يعرف بـ»المسرح التاريخي» تنطوي على جوانب من (السير الغيرية)؛ وفي هذا الإطار أخذ نموذجاً نص تحت عنوان (أبوليوس) كتبه الجزائري أحمد الأحمدي عن سيرة لوكيوس أبوليوس صاحب رواية (الحمار الذهبي)، واستعرض أجواء النص، من ناحية الوصف والحوار ليطابق بينه وبين سيرة أبوليوس، منتهياً إلى أن العمل المسرحي للأحمدي لم يخرج من نطاق سيرة أبوليوس، في أبعادها الاجتماعية والنفسية وفي دائرتها المكانية. وتحدث الناقد العراقي عواد علي عن أنواع عدة للسيرة فثمة سيرة ذاتية وسيرة غيرية وسيرة شعبية؛ في مسرحيات السيرة الغيرية يتم الاعتماد على مصادر ومرجعيات دينية وتاريخية إلخ.. وتوقف علي عند تجربة رائدة في العراق ارتبطت باسم المسرحي عقيل مهدي، الذي قدم مجموعة من الأعمال المسرحية التي كان يطلق عليها مسرحيات السيرة الذاتية، وهي استندت على نصوص سيرية لشعراء من أمثال السياب وسواه. كما تطرق إلى تجربة عربية في مسرحة سيرة الشاعر آرثر رامبو، وقال إنه يعرف ثلاثة عروض عربية في تونس والعراق والأردن، اعتمدت على سيرة الشاعر الفرنسي الذي عاش فترة من عمره في اليمن. فثمة مسرحية كتبها حسين علوان تحت عنوان «رامبو - الأزهار والألم: مأساة مسرحية» 1996، وهناك مسرحية قدمها حسن المؤذن في تونس تحت عنوان «عدن عدن»، كما كتب المسرحي العراقي مسرحية حول سيرة رامبو وعنوانها «ضجة في منزل رامبو». وأشار علي إلى تجربة مغربية أنجزها الكاتب الزبير بن بوشتى حول سيرة محمد شكري، كما كتب يحيى جابر، في لبنان، سيرته الذاتية وقدمها على المسرح 2015. وفي مداخلته، ركز سيد علي إسماعيل على تجارب المسرح المصري، وخاصة في بدايات القرن الماضي، وتكلم بصفة خاصة حول تجربة محمد لطفي جمعة وحافظ نجيب.