الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تعثر الإصدارات الأولية في بورصة دايفكس

تعثر الإصدارات الأولية في بورصة دايفكس
6 مايو 2008 00:13
جاء إلغاء الإصدار العام الأولي لأسهم شركة ''فيوتشر بايب'' لصناعة الأنابيب المملوكة لعائلة مخزومي اللبنانية والذي كان من المقرر إدراجه في بورصة المركز المالي العالمي ''دايفكس'' مؤخراً ليضيف تجربة متعثرة جديدة الى سجل بورصة دايفكس التي تتحرك ببطء منذ إطلاقها في سبتمبر من العام 2005 والتي لم يزد عدد الأوراق المالية المدرجة فيها على 13 ورقة مالية مختلفة، بينها 4 أوراق مالية لشركات قامت بإصدارات عامة أولية، بينما ألغت ثلاث شركات خططاً مماثلة، وهي أوجيه تليكوم المملوكة لعائلة الحريري اللبنانية في العام ،2006 ومن ثم نانو دايناميكس الأميركية في فبراير ،2008 وأخيراً فيوتشر بايب· وكانت ''فيوتشر بايب'' تسعى الى جمع 554 مليون دولار تمثل 35% من رأسمالها، غير أنها قالت: ''في ضوء الأوضاع في سوق المال، فإنها لن تمضي قدماً في خطة طرح الأسهم في الوقت الحالي''· وسبق إلغاء الإصدار الأخير بأيام قليلة اكتمال إصدار عام أولي آخر وإدراجه في بورصة ''دايفكس''، وهو إصدار أسهم شركة ديبا لمقاولات الأعمال الداخلية التي أدرجت بخلاف الأسهم شهادات إيداع عالمية في بورصة لندن· وعادة ما تربط الشركات إلغاء الإصدارات الأولية بظروف الأسواق، في إشارة غير مباشرة الى ضعف الإقبال من جانب المستثمرين· وفي مقابل إلغاء إصدار فيوتشر بايب (حجمه 554 مليون دولار)، ومن قبل نانو داينامكيس (حجمه 100 مليون دولار)، تم إنجاز إصدارات عامة أولية محلية بنجاح تشمل مصرف عجمان الإسلامي وشركة تكافل الإمارات وشركة ميثاق للتأمين· ولم تعلق إدارة بورصة دايفكس على تساؤلات ''الاتحاد'' بشأن انعكاسات الخطوة الأخيرة من جانب فيوتشر بايب على السوق، وتمسك مسؤولوها بالقول: ''إن إجراءات من هذا النوع تخص الشركات ولا تخص البورصة''· وكانت موانئ دبي العالمية قد أنجزت إصداراً عاماً أولياً هو الأكبر في الشرق الأوسط بقيمة 5 مليارات درهم، وعانى سهمها من أداء متراجع منذ إدراجه في 26 نوفمبر ،2007 وبلغ أدنى مستوى يسجله منذ الإدراج 73 سنتاً، بينما كان سعر الإدراج 1,30 دولار أميركي، غير أن السهم سجل ارتفاعاً تدريجياً منذ إعلان النتائج السنوية للشركة الشهر الماضي، حيث قررت موانئ دبي العالمية توزيع 1,33 سنت لكل سهم كأرباح نقدية، وفي ضوء ذلك تحرك السهم الى ما فوق مستوى الدولار الواحد من جديد، غير انه يظل بعيداً عن سعر الإدراج· ولدى إطلاق بورصة المركز المالي العالمي ''دايفكس'' عند الساعة الثانية من بعد ظهر السادس والعشرين من سبتمبر 2005 من خلال إدراج شهادات دويتش بنك التي ترصد 5 مؤشرات عالمية رئيسية، كان التفاؤل شديداً بأن تأخذ البورصة مكانها سريعاً، وتحدث مسؤولوها عن ما يتراوح بين 10 و15 إصداراً أولياً سيتم طرحها وإدراجها من خلال دايفكس في سنتها الأولى، لكن عدد الأوراق المالية المتداولة لم يزد على 3 في السنة الأولى هي المملكة الفندقية وفورتشن مانجمنت والبركة، و13 ورقة مالية بعد مرور حوالي 32 شهراً على إطلاقها· ويعتقد الخبراء انه وفي ضوء تجربة موانئ دبي العالمية التي انتظر معها المستثمرون تحركاً أفضل لبورصة دايفكس، فإن الآمال تظل معلقة على إصدارات جديدة لأسماء معروفة مثل طيران الإمارات، حيث أشار سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي رئيس طيران الإمارات والمجموعة مؤخراً الى تقديم أوراق إصدار عام أولي محتمل لحكومة دبي مالكة الشركة· وكانت شركة نانو دايناميكس الأميركية ألغت إدراجها في بورصة ''دايفكس'' وقررت رد المبالغ التي جمعتها من خلال إصدار عام أولي، كان الأول من نوعه لشركة أميركية في بورصة المركز المالي العالمي الى المستثمرين، وأعلنت بورصة دبي العالمية موافقتها على طلب الإلغاء، وقامت بنشر بيان إلغاء الإدراج الطوعي يوم 15 فبراير، ولم يتم التداول على أسهم الشركة· وسجلت شركة موانئ دبي العالمية، التي تعد رابع اكبر مشغل لموانئ الحاويات في العالم، نمواً نسبته 52% في صافي الأرباح خلال العام 2007 الى 420 مليون دولار (1,54 مليار درهم)، مقابل 276 مليون دولار في العام ،2006 غير أن هذه النتائج لم تكن كافية لمساعدة سهمها على تحقيق أداء أفضل· واعترف سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي للشركة في وقت سابق: أن أداء سهم الموانئ في بورصة مركز دبي المالي العالمي ''دايفكس'' مخيب للآمال، لكنه تمسك بالقول إن أداء السهم لا يعكس أداء الشركة وإنما يمثل نتيجة طبيعية لوضع أسواق الأسهم العالمية· ومضى بن سليم قائلاً: ''نحن كشركة عالمية يتأثر سهمنا بما يحدث في أسواق العالم، لكن أعمالنا قوية وتنمو بمعدلات متسارعة، أضف الى ذلك انه لا يمكن الحكم على سهم خلال 4 أشهر فقط''· وترى أوساط قطاع الخدمات المالية أن بورصة دايفكس لم تتغلب على انطلاقتها المترددة في العام ·2005 ويرى المراقبون أن آلية العمل في بورصة ''دايفكس'' ومعدلات تسعير الطروحات تلعب دوراً في الحد من الإقبال على تلك البورصة، فمن جهة تعتمد البورصة آلية بناء سجل الأوامر لتنفيذ الاكتتابات العامة مقابل آلية الاكتتاب المفتوح والتوزيع بالنسبة للتناسب في الإصدارات المحلية، وعلى الرغم من أن الأسلوب الأول هو المعمول بها عالمياً إلا أن المستثمرين المحليين لم يعتادوه بالشكل المطلوب· ومن جهة أخرى يرى مراقبون أن مبالغة بعض الشركات في تسعير أسهمها المطروحة للاكتتاب يلعب دوراً في إحجام المستثمرين، خاصة أن الإدراج في بورصة ''دايفكس'' يتم وفقاً لسعر الطرح، وبالتالي فمجال صعوده عند الإدراج ليس كبيراً على عكس الادراجات المحلية، حيث يتم إدراج السهم بسعره الاسمي وهو درهم واحد· وعادة ما يسجل السهم مكاسب كبيرة في الأيام الأولى للإدراج يراها المستثمرون فرصة لتحقيق أرباح سريعة، وهو أمر غير ممكن في بورصة دايفكس، فسعر الإدراج في تلك البورصة يمثل متوسط سعر سجل الأوامر من جانب المستثمرين، أي انه يماثل السعر السوقي للأسهم في البورصات المحلية· ويشير رامي مخزومي الرئيس التنفيذي لشركة فيوتشر بايب الى أن إلغاء الشركة للإصدار الأولي لأسهمها جاء استجابة لنصيحة الغالبية العظمى من المستثمرين ''الذين أبدوا عدم ارتياحهم تجاه توقيت الطرح، وقد كان هذا هو مطلب 9 من كل 10 مستثمرين التقينا بهم'' على حد قوله· ويضيف: ''لم نكن مضطرين للسير عكس رغبة المستثمرين، لأن السيولة لا تمثل مشكلة بالنسبة لنا كملاك للشركة، وقد سعد المستثمرون باستجابتنا لرغبتهم، على أن نعيد النظر في الأمر ونقيم الموقف خلال 4 الى 6 أشهر''· وأوضح مخزومي رداً على سؤال لـ''الاتحاد'' حول تسعير الإصدار وتخوف البعض من مبالغة بعض الشركات في تقييم سعر سهمها، أن الميزة في بورصة المركز المالي العالمي ''دايفكس'' تتمثل في أن سعر الإدراج يعكس تقييم المستثمرين للسهم على خلاف الطروحات العامة في الأسواق المحلية، حيث تتولى الجهات المسؤولية تقييم الشركات، وفي هذا الشأن فإن بورصة دايفكس تطبق المعايير العالمية، ولكن هذا الأمر يحتاج لمزيد من الوقت لتعليم وتوعية المستثمرين· ويقول مخزومي إن العديد من المستثمرين يعتمدون مبدأ ''نحن لا نستثمر في شركات وإنما في أسهم''، ونظراً لأن الأسواق تتحرك ببطء شديد فغالبيتهم لا ينظر الى المقومات الأساسية لعمل الشركة وإنما الى واقع سهمها، وفي ضوء ذلك يحددون إذا ما كانوا سيستثمرون في سهم ما أم لا· وعما إذا كانت فيوتشر بايب قد تعيد النظر وتطرح أسهمها مجدداً ولكن في إحدى البورصات المحلية هذه المرة قال مخزومي: ''القوانين المحلية تتطلب طرح 55% من رأس المال، وهذا سبب إحجام العديد من الشركات، وإذا ما تغير الوضع سندرس الموقف، رغم قناعتنا بالقيمة التي تمثلها بورصة دايفكس، لكنها تحتاج الى وقت حتى يعي المستثمرون طبيعتها· وتعكف الجهات المسؤولة حالياً على إعداد قانون جديد للشركات سينزل بنسبة الطرح العام الى 30% تقريباً، مقابل 55% حالياً، بينما تنخفض النسبة في بورصة دايفكس الى 25%· شركة خدمات مالية تجمد خططاً للإدراج يعتقد رئيس تنفيذي لإحدى شركات الخدمات المالية، تحدث لـ''الاتحاد'' شريطة عدم ذكر اسمه، أن تجربة المستثمرين مع أسهم شركة موانئ دبي العالمية التي كان الكثيرون يعولون عليها من أجل تنشيط وإنضاج بورصة دايفكس ساهمت في إحجام الكثير من المستثمرين عن الاستثمار في الأسهم المدرجة في البورصة· ويضيف المسؤول، الذي تخطط شركته لإصدار عام أولي خلال 2008 بهدف إدراج الأسهم في دايفكس: ''في ظل تجارب سابقة خاصة موانئ دبي العالمية، ومن بعدها إدراج أسهم ديبا مؤخراً، ستكون الشركات الأخرى بحاجة لمزيد من الوقت ومراقبة التطورات قبل المضي قدماً في إصدارات جديدة مخصصة للإدراج في دايفكس''· ويضيف رداً على سؤال لـ''الاتحاد'' عما إذا كان من الممكن تغيير وجهة إصدار شركته الى سوق محلية مثل سوق دبي المالي عوضاً عن بورصة دايفكس: ''من الطبيعي أن ينظر الإنسان الى البدائل، ونحن ندرك في الوقت ذاته أن كل مشروع جديد يحتاج لوقت، وسوف نتابع التطورات ونرى ماذا سيحدث في المرحلة المقبلة قبل اتخاذ قرار·· كما أن تغيير الوجهة لا يعني بالضرورة التحول الى سوق دبي المالي، فربما نتجه الى أسواق خارجية أخرى''· 13 ورقة مالية و18 وسيطاً في دايفكس تضم لائحة بورصة دايفكس 13 ورقة مالية مختلفة، 4 منها تمثل أسهماً طرحت من خلال إصدارات أولية لكل من المملكة للاستثمارات الفندقية وموانئ دبي العالمية وديبا والبركة، الى جانب أوراق مالية مختلفة لشركات مثل يوني جولد وجولد فيلدز ومونارك للمناجم وبولدر للحديد ومان للصناعة وكذلك شهادات إيداع لشركة الحكمة للأدوية· ووفقاً لتقديرات مسؤولي البورصة كان من المنتظر تجاوز هذا الرقم في سنتها التشغيلية الأولى· وأدرجت كل من ديبا والمملكة للاستثمارات الفندقية شهادات إيداع في لندن بخلاف الأسهم العادية في دايفكس، كما أن سهم البركة مدرج أيضاً في بورصة المنامة· كما رخصت البورصة 18 شركة للوساطة منها أبوظبي للخدمات المالية والمال للأوراق المالية والوسيط المباشر وهيرميس وضمان والإمارات للأوراق المالية ومكاسب ورسملة· جذب المستثمرين يعتقد شهاب قرقاش الرئيس التنفيذي لشركة ضمان للاستثمار أن الإصدارات الأولية التي تستند الى دعم حكومي بشكل أو بآخر لا تواجه صعوبة في جذب المستثمرين، سواء كان ذلك بالنسبة للإصدارات المخطط إدراجها في بورصة دايفكس او الأسواق المحلية· ويضيف: ''استقطب إصدار أسهم موانئ دبي العالمية سيولة فاقت المطلوب، في مقابل عدم تمكن بعض الإصدارات من تغطية المبالغ المطلوبة واضطرار المروجين الى إلغاء تلك الإصدارات، وينسحب هذا الأمر أيضاً على إصدارات محلية مثل مصرف عجمان الإسلامي الذي حقق نجاحاً لأن الحكومة تشارك في تأسيسه''· ومضى قرقاش قائلا: ''المروج الذي يتولى الإصدار يلعب دوراً مهماً في تحديد مصيره، وهذا الأمر لا علاقة له بسعر الإدراج، فتجربة طرح أسهم شركة ''دو'' التي تم طرحها وفقاً لتقييم سوقي وليس بسعر إصدار اسمي كانت ناجحة، بما يعني أن المستثمر يثق أكثر في الإصدارات التي تقف وراءها الحكومة بشكل او بآخر''· وتجدر الإشارة الى أن شركة ناسداك الأميركية لإدارة البورصات اشترت مؤخراً حصة مقدارها الثلث في بورصة مركز دبي المالي العالمي ''دايفكس'' ضمن الصفقة الأكبر بين بورصة دبي، وهي الشركة القابضة التي تملك حصة حكومة دبي في كل من سوق دبي المالي و''دايفكس'' من جهة وشركة ناسداك من جهة أخرى والرامية الى الاستحواذ على شركة أو إم إكس السويدية لإدارة البورصات· وبموجب الاتفاق سيتغير اسم دايفكس الى ''ناسداك-دايفكس''، وستحصل الأخيرة على حقوق حصرية لتسويق اسم ناسداك وتقنياتها في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا· وبنتظر أن يسهم هذا التطور في إعطاء دفعة تسويقية جيدة لبورصة دايفكس ويساعدها في اجتذاب ادراجات لشركات معروفة محلياً وإقليمياً·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©