وسطاء: أسواق الأسهم لم تتفاعل مع نتائج الأعمال وتوقعات بموجة استثمارات

حققت الشركات المساهمة المدرجة في الأسواق المحلية ، التي أعلنت نتائجها، أرباحاً صافية خلال الربع الأول من العام الجاري بلغت 14,76 مليار درهم بنسبة نمو بلغت 43,67% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما توقع وسطاء أن تساهم هذه النتائج باستقطاب المزيد من المستثمرين الأجانب· وتراجع مضاعف الربحية في سوق الإمارات مع هذه النتائج إلى 12,88 مرة مقارنة مع 16,5 مرة بنهاية العام الماضي· وأعلنت حتى أمس الأول قرابة 60% من الشركات المدرجة نتائجها المالية وجاءت معظمها فوق توقعات المحللين حيث ارتفعت الأرباح إلى 14,76 مليار درهم ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 20 مليار درهم مع اكتمال إعلان الشركات لنتائجها الربعية· وحقق قطاع الصناعات أعلى نسبة نمو في الأرباح بلغت قرابة 79% وبلغت إجمالي أرباح الشركات التي أعلنت نتائجها للربع الأول قرابة 1,02 مليار درهم مقارنة 557,5 مليون درهم أرباح نفس الفترة من العام الماضي، تلاه قطاع البنوك الذي ارتفعت أرباحه إلى 5,95 مليار درهم بنسبة نمو بلغت 46,91% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت 4,05 مليار درهم· أما قطاع الخدمات فقد حقق أرباحاً بلغت 7,38 مليار درهم مقارنة مع 5,18 مليار درهم أرباح نفس الفترة من العام الماضي بنسبة نمو بلغت 42,47%، تلاه قطاع التأمين بأرباح بلغت 291,5 مليون درهم للربع الأول من العام الحالي مقارنة مع 207,07 مليون درهم عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة نمو بلغت 40,77%· وقال محللون ووسطاء إن النتائج المالية التي حققتها الشركات جاءت أكبر من توقعاتهم الإيجابية ، مشيرين إلى أن تأثيراتها لم تكن مؤثرة ''كثيراً ''على أداء أسواق المال· وقال زياد الدباس المستشار في بنك أبوظبي الوطني إن نتائج الشركات تعبر عن قوة ومتانة الاقتصاد الوطني الذي ينعكس على أدائها· وأضاف أن النمو يعكس قوة ومتانة هذه الشركات والاقتصاد الوطني إلا أن أداء السوق كان أقل من أداء هذه الشركات· وأشار إلى أن تأثير هذه النتائج على أسواق المال كان ضعيفاً فلم يرتفع المؤشر بنهاية شهر أبريل الماضي سوى 3%· وقال إن المؤشر مع هذه النتائج يجب أن يرتفع إلى أكثر من 20%،منوهاً إلى الثقة في السوق ضعيفة وهو ما أدى إلى انخفاض مكاسب المؤشر إلى هذه النقطة· وارتفع المؤشر العام لسوق الإمارات إلى 4,1% مع إغلاق الخميس الماضي بعد أن عكس تراجعه في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام إلى ارتفاع في شهر أبريل الماضي · وكسبت الأسهم في تداولات شهر أبريل الماضي قرابة 75 مليار درهم بعد أن تعرضت إلى نكسة منذ منتصف شهر يناير تأثراً بالتراجع الحاد الذي أصاب الأسواق العالمية· واختلف وائل أبو محيسن المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية مع سابقه في التأثير على أسواق المال، وقال إن تأثيرها كان إيجابياً إلى حد ما، مضيفاً:فقد شهدنا تحولا إلى الاستثمار طويل الأجل بعد النتائج الإيجابية لها· وأفاد أن هناك جزءاً من الاستثمارات يتجه نحو الاستثمار طويل الأجل والذي نجم عن النتائج الجيدة لهذه الشركات ،مشيراً إلى أن تراجع مضاعف الربحية إلى مستويات متدنية يساهم في زيادة الإقبال الاستثماري على الشركات المدرجة· وأوضح أن المضاربات ما زالت تشكل الجزء الأكبر من أحجام التداولات وهي لا تعتمد بالضرورة على نتائج الشركات الإيجابية، وأضاف أن هذه النتائج تعكس قوة ومتانة هذه الشركات وقوة ومتانة الاقتصاد الوطني· من جهته قال حسام الحسيني مدير إدارة الفروع والوساطة في شركة إعمار للخدمات المالية إن لنتائج الشركات تأثيراً مباشراً وغير مباشر على أداء الأسواق ، وأضاف أن أرباحها تعتبر ''ممتازة'' مقارنة مع الأرباح لشركات في أسواق أجنبية أخرى· وأضاف أن هذه الأرباح تسهم في التسويق الخارجي وجذب العديد من المستثمرين الأجانب إلى الأسواق المحلية وهو ما نتوقعه في المرحلة المقبلة بعد تراجع مضاعفات الربحية إلى مستويات متدنية· من جهته قال المحلل المالي فرحان شطناوي إن ارتفاع نتائج الشركات حتى الآن إلى 14,7 مليار درهم دليل على قوة أداء هذه الشركات ومتانة الاقتصاد· وقال إن النتائج أثرت على أداء الأسواق وإن لم يكن بالشكل المطلوب، فقد ارتفعت الأسهم إلى مستويات جيدة خلال شهر أبريل الماضي وشهدت ارتفاعاً في أحجام التداولات ما يعني عودة جزئية للثقة في الأسهم· وأضاف أن سوق أبوظبي ،على سبيل المثال ، حققت نتائج إيجابية وأنهت تداولات أبريل بمكاسب جيدة وزيادة في الإقبال الاستثماري ، وكذلك الحال في سوق دبي، وهذه العودة كانت نتيجة للنتائج الإيجابية التي صاحبها عودة إلى نشاط المضاربات· وحققت سوق أبوظبي للأوراق المالية مع إغلاق أمس ارتفاعاً في مؤشرها بلغت نسبته قرابة 11 % مقارنة مع إغلاقه في نهاية العام الماضي فيما ارتفعت أحجام التداول فيها ، بينما أنهى سوق دبي المالي تداولات شهر أبريل الماضي بارتفاع بلغ 7%· وقال شطناوي إن الأسهم تغلبت على مرحلة الخوف وزعزعة الثقة وعادت إلى التمسك بمسارها الصاعد الذي يتوقع أن يواصل ارتفاعه خلال العام الحالي·