إجراءات «الصحة» و«الطوارئ» حجمت «إتش 1 إن1»

حققت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة والهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية في الحد من خطورة انتشار فيروس “إتش 1 إن1”. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن منطقة الشرق الأوسط من أقل المناطق تأثرا بالفيروس، حيث وقعت نحو 1019 وفاة فيها من إجمالي 17 ألفاً و483 وفاة على مستوى العالم. وكانت وزارة الصحة قد استجابت لتوصيات منظمة الصحة العالمية، حيث اتخذت العديد من التدابير الوقائية مثل توفير التطعيمات ونشر ما يزيد على 30 كاميرا للكشف الحراري بالمطارات والمنافذ الحدودية، علاوة على طباعة المطويات و”بروشورات” التوعية لزيادة ثقافة الجمهور بكيفية اتخاذ التدابير الصحية للوقاية من المرض. وسجل عدد الوفيات في الدولة ست حالات فقط، وفقاً لآخر إعلان لوزارة الصحة في مطلع سبتمبر العام الماضي، كما أن المستشفيات الحكومية تعاملت مع حالات الإصابة وبلغت نسبة الشفاء حوالي 99 بالمئة من الحالات. وشكلت الوزارة لجنة الإشراف والمتابعة لفيروس “إتش 1 إن1” واللجنة الفنية المسؤولة عن تقييم الوضع والتعامل معه. وكانت وزارة الصحة والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات قد بدأتا، في منتصف أكتوبر العام الماضي، الحملة الوطنية الثانية للتوعية بمرض “إتش 1 إن 1” بالتعاون مع الهيئات والجهات المعنية في الدولة، الرامية إلى تحقيق الأمن والسلامة لكافة أفراد المجتمع. وكانت الوزارة قد طبعت أكثر من مليون مطبوع توعية بالتعاون مع الجهات المختصة تم توزيعها في مختلف الأماكن، إلى جانب تنفيذ الكثير من الندوات وورش العمل والتدريب أثناء الخطة الأولية التي استهدفت تعميق التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية من المرض. كما تم تجهيز رسائل عبارة عن فواصل تظهر بين البرامج التلفزيونية في أوقات العرض المهمة وبثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والأوردية، بالإضافة إلى رسائل مماثله، مدتها 15 ثانية تبث عبر الإذاعات، بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والأوردية. ووفرت الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والطوارئ منذ بداية الحملة مركزاً للاتصال الدائم للجمهور على مدار الساعة للرد على استفسارات الناس المختلفة وتوفير المعلومات الصحيحة لهم فيما يخص هذا الفيروس وكيفية انتشاره وسبل الوقاية منه، من خلال الاتصال على الرقم المجاني 800358 الذي توفره الهيئة يتلقى المكالمات من مختلف الفئات عبر فريق عمل متكامل تم تدريبه لهذا الغرض. وتمثل دور الهيئة في توفير مركز العمليات الوطني الذي جمع عدد 16 وزارة ومؤسسة وهيئة وجهازاً اتحادياً ومحلياً لتتم إدارة هذه الحالة الطارئة، بحيث يتم تنسيق الجهود والتأكد من توافقها وتناغمها وتماثلها في كافة قطاعات الدولة، ووفرت الهيئة المبنى والتجهيزات من خلال مركز العمليات الوطني. كما تتوافر في هذا المركز كافة وسائل الاتصالات المرئية والصوتية والسلكية واللاسلكية والأنظمة الإلكترونية لإدارة هذه الحالة الطارئة، وقد تم في هذا المركز اتباع الأسس العلمية الحديثة من تقويم المخاطر المحتملة وإدارة الموارد على مستوى الدولة ووضع الخطط لإدارة الحالة الطارئة في السياقات “المنع، الوقاية، الاستجابة، التعافي”. يذكر أن الحملة تواصل أيضاً نشر وبث رسالة التوعية للأطفال وتلاميذ المدارس وكافة الفئات في الأماكن التي تشهد ازدحاماً شديداً مثل تجمعات الحج والعمرة وفئات العمال والمتمردون على المراكز التجارية الكبرى، حيث ترتكز الحملة على محاور متعددة تستهدف جميع الفئات كل على حدة. وكانت الوزارة بالتعاون مع مختلف الجهات والهيئات قد أعدت خطط توعية تم توزيعها على فئات التلاميذ والقائمين على التربية والتعليم في الدولة بدءاً من دور الحضانة وحتى طلاب المدارس والجامعات، وكذلك العمال. كما وفرت الحملة طباعة كتيب خاص لتوعية حجاج بيت الله الحرام بهذا المرض وكيفية وقاية أنفسهم من الإصابة به، وكذلك الإجراءات التي تتخذها الوزارة بالتعاون مع هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف في هذا الشأن.