قصفت القوات الباكستانية معاقل المسلحين في مناطق القبائل أمس بعد أن توعدت بشن هجوم شامل على بيعة الله محسود احد قادة طالبان في المنطقة الحدودية التي يغيب عنها القانون بمحاذاة أفغانستان وتعرف بانها معقل لمسلحي القاعدة وغيرهم من المتمردين.
وفي هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الى ارسال المزيد من المساعدات الدولية الى بلاده لمواجهة المتطرفين وقال انه ان لم يحدث ذلك فان طالبان ستنتشر حتى تهدد العالم كله. وتخوض القوات الأمنية حملة مستمرة منذ سبعة أسابيع ضد المتمردين في 3 مناطق شمالية غربية اخرى، وفي وقت متأخر من أمس الاول اعلنت عن فتح جبهة ثانية «شاملة» على طول المنطقة الجبلية الوعرة. وقصفت الطائرات والمروحيات الباكستانية والقوات البرية مخابئ المسلحين في مناطق القبائل والمناطق المجاورة أمس الاول، حسبما صرح مسؤولون، حيث قتل 44 مسلحا مشتبه بهم في الهجوم. وذكر مسؤول امني في بيشاور العاصمة الاقليمية للولاية الحدودية الشمالية الغربية ان «الغارات الجوية وقصف المقاتلات أدى الى مقتل 29 مسلحا وإصابة 25 آخرين في بلدة سافي في منطقة موهماند القبلية». وواصلت قوات الأمن هجومها في موهماند أمس فيما تعرضت منطقة باجور لهجمات مماثلة الأحد. واضاف المسؤول من مدينة خار في باجور ان «ثمانية مسلحين من بينهم قائدهم قتلوا فيما جرى تدمير مدرسة دينية ومخبأ كان يستخدمه المسلحون . وفي منطقة جاني خيل في إقليم بانو المحاذي لوزيرستان الشمالية والغربية، اطلق مسلحون صواريخ على مركز للشرطة ومطار أمس». وأفاد شاهين الدين مسؤول الشرطة المحلية ان المسلحين «فروا بعد ان منيوا بخسائر جسيمة.. حيث قتل سبعة مسلحين في هجوم مضاد». وفي وقت متأخر من امس الأول أعلن عويس أحمد غاني حاكم الولاية الحدودية الشمالية الغربية أن الهجوم أخذ يتوسع ليصل الى مناطق القبائل متعهدا بتعقب زعيم طالبان الذي يخشى جانبه بيعة الله محسود. وقال أن «الحكومة شنت عملية شاملة في مناطق القبائل بما فيها وزيرستان». وأضاف «لقد أمرنا كافة أجهزة تطبيق القانون البدء في عملية شاملة ضد بيعة الله محسود واتباعه». وأوضح أن «هؤلاء هم المسؤولون عن كافة أعمال القصف والإرهاب وقتل الأبرياء». وتشهد باكستان موجة من التفجيرات والهجمات التي قتلت نحو 170 شخصا منذ ان شن الجيش هجمات ضد طالبان في أواخر أبريل، واعتبرت تلك الهجمات ردا انتقاميا من قبل طالبان على هجوم القوات الحكومية. وقال المحلل الأمني حسن عسكري ان الهجمات الانتحارية التي وقعت الأسبوع الماضي بما فيها هجوم على فندق فخم في بيشاور ادى الى مقتل تسعة أشخاص وآخر استهدف مدينة لاهور الشرقية ربما دفعت الحكومة إلى مزيد من التحرك. وأضاف ان الهجمات الانتحارية، دفعت الحكومة إلى ان تقرر انها لن تسمح لبيعة الله محسود والجماعات المشابهة بأخذ زمام المبادرة بان ينقلوا الحرب الى مدنها». في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الى إرسال المزيد من المساعدات الدولية إلى بلاده لمواجهة المتطرفين وقال في مقابلة نشرت امس انه إذا لم يحدث ذلك فان طالبان ستنتشر حتى تصل إلى الهند ومنطقة الخليج. وجاء تحذير قريشي في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز قبل يومين من اول قمة بين الاتحاد الأوروبي وباكستان في بروكسل يرجح ان يتم خلالها بحث المساعدات المخصصة لإسلام آباد. ودعا قريشي إلى تقديم 2,5 مليار دولار تخصص فقط لمساعدات الإغاثة وإعادة الإعمار في المناطق الشمالية الغربية حيث يحتدم القتال. وأضاف قريشي أن «المسلحين لهم أجندة عالمية ولديهم أجندة إقليمية، ولا يقتصر عملهم على باكستان. ويتوجهون إلى الخليج، أو الهند. يمكن ان يذهبوا إلى أي مكان». وقال إن «هناك اهتماما مشتركا ويجب أن يكون هناك إدراك مشترك أن هذه ليست مشكلة باكستان. إنها مشكلة اكبر». ودعا الوزير المجتمع الدولي إلى مساعدة إسلام آباد في تحسين قدراتها لمكافحة الإرهاب والعمل على استقرار الاقتصاد المتعثر للدولة النووية. وقرر مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي مضاعفة المساعدات الأميركية لباكستان ثلاث مرات لتصل إلى 1,5 مليار دولار سنويا حتى العام المالي 2013.
عدد اليوم
