الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحكومة الهندية الجديدة... تحديات كبيرة

الحكومة الهندية الجديدة... تحديات كبيرة
16 يونيو 2009 03:10
سارع مانموهان سينج، رئيس الوزراء الهندي صاحب العمامة الزرقاء، إلى تعيين وزراء حكومته من مجموعة من الأحزاب الحليفة بعيد الانتصار المفاجئ الذي حققه حزبه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي، والتي جاءت نتائجها مخالفة للتوقعات التي تنبأت ببرلمان من دون أغلبية. غير أنه وبينما يستعد لقيادة «التحالف التقدمي المتحد»، الذي يتزعمه حزب «المؤتمر» لولاية حكومية ثانية، يواجه «سينج» طائفة من التحديات مثل تراجع الاقتصاد وهشاشة الوضع الأمني، داخلياً وإقليمياً. وقال «سينج» بعد أدائه اليمين الدستورية وإعادة تنصيبه رئيسا للوزراء: «إن مهمتى الأولى هي إصلاح حالة الاقتصاد واسترجاع زخم النمو. فهناك الركود العالمي، ويجب أن نحمي نمونا». ونظرا للأزمة الاقتصادية العالمية، تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الهند إلى ما بين 6 و7 في المئة بعد أن سجل 9 في المئة في 2007. كما يواجه البلد اليوم احتمال فقدان الوظائف بعد سنوات من تسجيل زيادة في المداخيل. وفي هذا السياق يتوقع اتحاد غرف التجارة والصناعة أن تقوم الشركات الهندية هذا العام بتسريح قرابة 25 في المئة من قوتها العاملة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والعقارات والبناء والطيران والخدمات المالية، ويذكر أن نحو 40 مليون عامل من الطبقة الوسطى يعملون في هذه القطاعات. وفي هذه الأثناء، أعلن «براناب موخرجي»، وزير المالية الهندي الجديد، أنه سيقدم الميزانية الأولى للحكومة في يوليو المقبل، ووعد برصد مخصصات جديدة للطرق والمطارات والموانئ وإصلاحات في قطاع الطاقة وقال: «لقد كان رئيس الوزراء واضحاً جداً حين أعلن أن الطريقة الوحيدة لمحاربة الركود تتمثل في جعل الهند وجهة للاستثمارات». ومع انتصاره الكبير في الانتخابات، حشد «التحالف التقدمي المتحد» الإرادة السياسية – والأصوات البرلمانية – اللازمة لضمان إقلاع أجندته، خلافاً لسنواته الخمس الأولى في الحكم، حين لم يستطع في أغلب الأحيان الوفاء بكثير من الإصلاحات الاقتصادية التي وعد بها بسبب اعتراضات من حلفاء مثل الحزب الشيوعي الهندي. ولكن هل الهند قادرة على عمليات إنفاق ضخمة مثل هذه اليوم؟ «أبهيجيت بانيرجي»، أستاذ العلوم الاقتصادية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في كامبردج؛ وراجورام راجان، أستاذ المالية بجامعة شيكاجو، كتبا مؤخراً مقالا مشتركاً في صحيفة «إنديان إكسبريس» قالا فيه: «إن الحكومة مفلسة... وقد تباطأ نمو العائدات بسبب الركود العالمي، ولكن الالتزامات التي أُعلن عنها في ظل توقع استمرار النمو السريع مازالت قائمة». بيد أن مخططات الرفاه الاجتماعي التي أطلقها «التحالف التقدمي المتحد» في ولايته الأولى – مثل «قانون ضمان التوظيف الريفي»، وهو مشروع كبير لمحاربة الفقر يعد كل عائلة ريفية بـ100 يوم عمل على الأقل؛ ومخطط باهظ للتنازل عن ديون المزارعين الدائنين – تسببت في ثغرة كبيرة في ميزانية الهند حيث ارتفع العجز المالي للهند إلى قرابة 8 في المئة من الناتج الداخلي الخام، وزادت في تعميقه حزمتان لتنشيط الاقتصاد كان «التحالف التقدمي المتحد» قد أعلن عنهما في ولايته الأولى. غير أن «التحالف التقدمي المتحد»يتمتع بشعبية كبيرة لأنه أنفق كثيراً على برامج الرفاه الاجتماعي – حيث ضاعف الإنفاق الحكومي على التنمية الريفية بثلاث مرات تقريبا من 1.13 مليار دولار في 2003-2004 إلى 2.87 مليار دولار في 2008-2009 – ولكنه لا يستطيع وقف إنفاقه الاجتماعي، كما يقول «بانيرجي» و«راجان» والجدير بالذكر هنا أن ثلاثة أرباع سكان الهند الـ1.1 مليار نسمة يعيشون بأقل من دولارين في اليوم. وفي هذا السياق يقول الأستاذان: «إذا كانت هذه الانتخابات تراهن على شيء، فهو الأمل والثقة... لقد صوت الناس للأشخاص الذين يعتقدون أنهم، على الأقل، يحاولون الإتيان بشيء حقيقي، خلافا للشعبويين الذين يعدونك بالقمر، ولا يحققون سوى أشياء قليلة فقط أو لا يحققونها». وعلاوة على ذلك، يشكل تدهور الوضع الأمني في المنطقة التي توجد فيها الهند – من باكستان في الشمال الغربي إلى سريلانكا في الجنوب الشرقي – مصدر قلق كبير بالنسبة للحكومة الجديدة. وفي هذا الإطار، أشار تقرير صدر في مايو عن «مصلحة بحوث الكونجرس»، وهو جناح بحثي تابع للكونجرس الأميركي، إلى أن باكستان مستمرة في إنتاج المواد الانشطارية النووية، ما يثير تخوفات نيودلهي. ويذكر أن الهند أوقفت حوارها مع باكستان منذ هجمات مومباي في نوفمبر الماضي، والتي حمّلت مسؤوليتها لمجموعات مقاتلة موجودة في باكستان. وقد كان «سينج» واضحاً في الكلمة التي ألقاها بعد أدائه القسم حيث قال إن عملية الحوار لن تستأنف إلا إذا «اتخذت إسلام آباد إجراءات شفافة وذات مصداقية ضد من يقفون وراء الهجمات». بيد أن الهند تبدو قلقة أيضاً بشأن تنامي قوة ونفوذ الصين في منطقتها، حيث تقوم الصين ببناء مجموعة من السدود في بورما (ميانمار)؛ وتفوقت مؤخراً على الهند في الحصول بعقد لاستغلال الغاز الطبيعي لمدة ثلاثين عاماً من المجلس العسكري الحاكم في البلاد. كما أنها تبيع الأسلحة لباكستان، منافسة الهند، وسريلانكا. ويقول «جي. بارثاساراثي»، الخبير في شؤون السياسة الخارجية بنيودلهي، «إن الصين تصطاد في الماء العكر. وهذا أمر مقلق جدا بالنسبة للهند». ومن جانبه كان قائد القوات الجوية الهندية، فريق أول جوي «فالي هومي مايجر»، قد وصف الصين في مايو الماضي بأنها «تهديد أكبر من باكستان». هذا وقد بدأ «التحالف التقدمي المتحد» العمل على مخطط للتعاطي مع المنظمات الإرهابية الداخلية، والتي تشمل منظمات متمردة في الشمال الشرقي والمتمردين الماويين الذين ينشطون في 13 ولاية من ولايات الهند الـ28. ويقول بارثاساراثي: «إن الهند تواجه تحديات أمنية كثيرة في الداخل والخارج، ولكنني مسرور لأنه ستكون ثمة الآن حكومة مستقرة في نيودلهي للتعاطي مع هذه التحديات». أنوج تشوبرا -مومباي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©